رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خارطة طريق جديدة.. أسرار عرقلة حماس مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة

الدمار في غزة
الدمار في غزة

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن أسباب الرفض المحتمل لحركة حماس المقترح الأمريكي للهدنة في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين، خصوصًا بعد أن أكدت مصادر مطلعة على المفاوضات أن حماس قد ترفض الهدنة المؤقتة وتتطلع إلى طرح خارطة طريق لوقف الحرب بشكل نهائي، ما يعكس قوة حماس في المفاوضات، وأن لها اليد العليا فيها وليس إسرائيل.

وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن الرفض المحتمل يعكس الخلاف الواسع بين الطرفين حول ملامح الصفقة، كما يعكس ثقة حماس المتزايدة في أن الضغط الدبلوماسي والمحلي على إسرائيل لإنهاء الحرب يمنح الجماعة اليد العليا في المفاوضات.

وتسعى حماس إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل للجنود الإسرائيليين من غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين في القطاع.

وأعربت إسرائيل عن انفتاحها للتفاوض بشأن الاقتراح الأمريكي لهدنة مؤقتة، لكنها تريد خيارا لمواصلة حملتها العسكرية بعد ذلك.

حماس لها اليد العليا فى المفاوضات وتتطلع لوقف كامل للحرب

وتابعت الصحيفة أن اتجاهات حماس لرفض المقترح تأتي في الوقت الذي يحدد فيه تقرير جديد نقاط الخلاف الدقيقة في اتفاق وقف إطلاق النار الجديد الذي تم تقديمه في القاهرة، وأسباب رفض حماس المقترح الأمريكي.

وأضافت أن حماس رفضت المقترح الأمريكي الذي يقضي بهدنة مدتها 6 أسابيع، وتستعد لتقديم مقترح بديل.

ووفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية، رفضت حركة حماس الخطة الأمريكية لهدنة مدتها من 6 إلى 8 أسابيع، وستقدم بدلا من ذلك خريطة طريق خاصة بها لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.

وقالت مصادر رفيعة في الفصائل الفلسطينية إن هناك 4 نقاط خلاف رئيسية بشأن مقترح القاهرة الذي صاغته الولايات المتحدة.

وتتضمن الصفقة المقدمة 3 مراحل مدة كل منها 42 يومًا، وستسمح المرحلة الأولى بالعودة التدريجية لسكان غزة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله دون تحديد عدد محدد، لكن المقترحات السابقة سمحت بعودة 2000 شخص يوميا، وتريد حماس رؤية عودة أسرع على الرغم من أنها من غير المرجح أن تنجح أي جهة في توفير مأوى مناسب للنازحين العائدين للشمال.

وينص الاتفاق أيضًا على انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مع اعتراض حماس على غموض البيان، حيث ينص الاقتراح حاليا على أن إسرائيل ستحدد المناطق التي ستبقى فيها على الخريطة، مع تعهدات بسحب اللواء المتبقي من جيش الاحتلال الإسرائيلي من الشوارع الرئيسية في الرشيد وصلاح الدين، ولكن فكرة إقامة منطقة عازلة شمال غزة ترفضها حماس، وتطالب بالانسحاب الكامل للاحتلال من القطاع.

وتشمل المرحلة الأولى دخول 500 شاحنة مساعدات يوميا، يقوم جزء منها بتوصيل الإمدادات الغذائية والطبية إلى شمال القطاع، بالإضافة إلى ذلك ستبدأ إعادة بناء البنية التحتية بما في ذلك الطرق وأنابيب المياه وشبكات الكهرباء والصرف الصحي والاتصالات في الشهر الأول.

وستشهد المرحلة الثانية من الاقتراح إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين على قيد الحياة والعودة إلى "الهدوء المستدام"، واحتجت حماس مرة أخرى على غموض المصطلح، وحقيقة عدم وجود خارطة طريق لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

وستشهد المرحلة الثالثة تبادل القتلى من المحتجزين الإسرائيليين مقابل قتلى الحركة الفلسطينيين الذين تحتجز جثثهم في إسرائيل، ونشأت خلافات أخرى حول مطالبة إسرائيل بمواصلة مهام الاستطلاع الجوي.

وتتوسط مصر وقطر والولايات المتحدة في المفاوضات وستعمل كضامنة للاتفاقية.

ويسلط رفض حماس الضوء على الفجوات الواسعة بين الأطراف المتحاربة، وقال مسئول إسرائيلي إنه لا يزال هناك "طريق طويل لنقطعه" للتوصل إلى اتفاق.

وأكدت الصحيفة أن الرفض المحتمل من حماس للصفقة يكشف ثقتها المتزايدة بأنها تحتفظ باليد العليا في المفاوضات، مع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لإعلان وقف إطلاق النار، والضغوط المحلية لتأمين صفقة المحتجزين فورية تلقي بثقلها على فريق التفاوض الإسرائيلي.

وقال مسئول إسرائيلي كبير مطلع على المفاوضات إن إسرائيل منفتحة على استخدام الاقتراح الأمريكي كأساس للمحادثات، لكن يُنظر إلى الخطة على أنها منحازة لحماس، وينظر المسئولون الإسرائيليون إلى خطة الاقتراح الخاصة بعودة المدنيين الفلسطينيين إلى شمال غزة ونسبة السجناء إلى المحتجزين على أنها تنازلات كبيرة.