رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤرخ يشيد بـ«الحشاشين» و«جودر»: عملان عالميان ينافسان «هوليوود»

مسلسل «الحشاشين»
مسلسل «الحشاشين» و«جودر»

أشاد الدكتور حسين عبدالبصير، المؤرخ وعالم المصريات، بالأعمال المستوحاة من التاريخ، التى قدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خلال موسم رمضان المنقضى، منها: «الحشاشين»، و«جودر- ألف ليلة وليلة»، على وجه التحديد.

وقال «عبدالبصير» لـ«الدستور»: «هذه أعمال عالمية، اكتملت بها عناصر العمل الدرامى المتكامل من ناحية التأليف والتمثيل والإخراج، والمؤثرات الصوتية والبصرية، والإنتاج الضخم»، واصفًا دراما رمضان ٢٠٢٤، بصفة عامة، بأنها «غير مسبوقة».

وتمنى المؤرخ وعالم المصريات الاستمرار فى هذا الاتجاه، الذى يمثل قوة مصر الناعمة، ونستطيع من خلاله إعادة الريادة الفنية المصرية، فى ظل وجود تنافس شديد بين دول المنطقة فى الأعمال التاريخية، خاصة إيران وتركيا. وأضاف: «مصر هى هوليوود الشرق، والعالم العربى كله يتابع الأعمال الدرامية المصرية، ومع سيطرة الأعمال التاريخية بدأت الأنظار تتجه إليها بشدة، على حساب الأعمال الاجتماعية».

وواصل: «من المهم جدًا أن نعود إلى الأدب المصرى والهوية المصرية، فإن كانت الدول الأخرى لديها بترول فنحن لدينا ثقافة وفن وحضارة أذهلت العالم كله من شرقه إلى غربه، ولم تتوفر لأى أمة غيرنا». 

وشدد على أهمية الأعمال الدرامية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وتأثيرها فى الوعى المصرى، وإبراز قيم هذا الوطن، بعيدًا عن الأعمال الغربية التى تشجع على أفكار مثل المثلية والإلحاد، وغيرهما، مما يتنافى مع الثقافتين العربية والإسلامية.

وعن مسلسل «الحشاشين»، من بطولة الفنان كريم عبدالعزيز، قال «عبدالبصير» إن «الحشاشين» مسلسل عابر للزمان والمكان، واستهدف فى المقام الأول توعية الأجيال بشأن قدرة التنظيمات الإرهابية على غسل أدمغتهم، وتحويلهم، تحت ستار الدين، إلى قتلة من خلال عرض هذه الأفكار الإرهابية من جذورها وإدانتها.

وأشاد بأداء نجوم العمل، وكذلك المخرج بيتر ميمى، مشيرًا إلى أن المسلسل لم يظهر «حسن الصباح» بالهيئة المعتادة للشرير الذى يخيف الناس، وإنما ظهر فى هيئة رجل وسيم معسول الكلام، قادر على جذب الكثيرين إليه، وهى ذاتها الطريقة التى اتبعها حسن البنا لاحقًا، ونجح من خلالها فى التلاعب بأذهان الكثيرين.

ونال خبر تحويل «الحشاشين» إلى فيلم إعجاب «عبدالبصير»، مشيرًا إلى أن الفيلم سيكون مكثفًا فى ساعتين أو أكثر، للأشخاص الذين لم يتمكنوا من متابعة المسلسل ذى الـ٣٠ حلقة، كما يمكن له أن ينافس على الجوائز فى مهرجانات عالمية، مثل «كان» و«برلين» و«الأوسكار»، وغيرها.

وبالنسبة لمسلسل «جودر»، بطولة الفنان ياسر جلال، قال الدكتور حسين عبدالبصير إنه ينافس أعمال شركات عالمية متخصصة فى هذه الأعمال، مثل «ديزنى»، مضيفًا: «من خلال ثقافتنا الخاصة يمكننا تشكيل وعى العالم».

وواصل: «نحن لدينا كنوز يجب العمل عليها من خلال الدراما، سواء التاريخية أو المنتمية إلى الفانتازيا والخيال، التى يمكننا من خلالها أن ننافس ونغلب أعمال هوليوود وديزنى». وأكمل: «الغرب يقدم أعماله بمنظوره الخاص، الذى قد يسىء فى بعض الأحيان إلى الحضارة المصرية القديمة، أو الحضارة العربية الإسلامية، لكن العمل المصرى يمتاز بأنه يتسق مع الثقافة والفكر المصرى».

وتابع: «بالأعمال الدرامية يمكننا الحفاظ على القيم الثقافية المصرية، وسط حرب من أفكار الجيلين الرابع والخامس، ومحاولات محو التراث، والسيطرة على العالم عن طريق الأفكار المغلوطة».