رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نور الدين».. الدستور تنشر إجابات الشيخ على جمعة حول أهم القضايا الدينية الشائكة

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة

نجح الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فى مناقشة كل الملفات الشائكة التى تدور فى أذهان الأطفال، فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، على مدار ٣٠ حلقة من برنامجه «نور الدين»، الذى أذيع على قناة «الأولى» المصرية، خلال شهر رمضان الكريم.

ولم يضع الشيخ على جمعة، فى برنامجه «نور الدين»، أى خطوط حمراء فى الحديث أو النقاش الذى استهدف الرد على جميع الأسئلة داخل عقول الأبناء، من منطلق الدين الإسلامى الوسطى، فى شكل تفاعلى اعتمد على استماع الشيخ إلى أسئلة الصغار، والإجابة عنها بشكل مبسط ووافٍ.

ونزل فريق برنامج «نور الدين» إلى المدارس الابتدائية والإعدادية من أجل اختيار الطلاب الذين سيحضرون الحلقات، وشرح فكرة البرنامج لهم، وأتاح لهم حرية التعبير فيه عن أنفسهم وإبداء آرائهم، وأسئلتهم دون خطوط حمراء أو وصاية، واستعرضت الحلقات فتاوى وآراءً دينية أحدثت جدلًا بين المتابعين، وتباينت الآراء بين الترحيب والإشادة من جانب، والرفض الشديد من جانب آخر.

وقال الدكتور على جمعة إن هدف برنامجه «نور الدين» هو التحاور مع الأبناء والآباء، مع الشباب والشيوخ، والاستماع إلى كل التساؤلات التى تشغل بالهم والتى تؤرقهم، دون خطوط حمراء، ودون وصاية من أحد، حتى نصل إلى نقطة التلاقى.

فى السطور التالية نستعرض أبرز الإجابات التى وردت على لسان الشيخ على جمعة، ردًا على أسئلة الأطفال خلال البرنامج، والتى دار حولها الكثير من النقاشات.

اشترط العلماء فى صلاة الجماعة تحقق عدة شروط، منها الاتصال حتى ولو تباعد الشخص مئات الآلاف من الأمتار، ما دام هناك اتصال بالصفوف، والصلاة خلف التليفزيون والراديو لا تحق شرط الاتصال، بسبب اختلاف المحافظات والمسافات، لذلك لا تجوز الصلاة خلف التليفزيون أو الراديو.

انتشر الكثير من البرامج التى تعتمد فى مكسبها على المراهنات بين الشباب، خلال الفترة الماضية، وما زال حكم الدين ثابتًا فى إنشاء النفسية السوية، لأن كل أحكام الدين لا تريد قهرًا للنفس البشرية ولا تريد ظلمًا بين الناس، وعرّف العلماء القمار، واسمه فى اللغة العربية «الميسر»، والقمار والميسر حرام. 

الحج بالإنابة خلاف الأصل، والأصل فى الشريعة أنه لا يجوز أن أتحمل عنك الصلاة ولا الصيام ولا الزكاة، والأصل عدم الإنابة، لكن فيما يخص الحج، فإنه إذا مات الرجل، يكون غير قادر على هذا الفعل، فيجوز أن يحج الشخص عن نفسه، ثم يحج عن المتوفى، مصداقًا لحديث «ولد صالح يدعو له».

الزواج على «لايف» «السوشيال ميديا» عبث بالمقدسات، والزواج من المقدسات الإلهية، فلماذا لا أتزوج عمتى أو خالتى؟، لأن هذا أمر إلهى، والزواج مسألة إلهية يعبث بها هؤلاء، فهذا لا يجوز وحرام، وبالنسبة لـ«السوشيال» هل ينعقد النكاح عليها؟ هذا التصرف يُدخل هؤلاء فى ورطة قانونية وشرعية تجعلهم يذهبون للقاضى ليحلها لهم، وبالتالى نحذر من فعل هذه التصرفات.

 

أحب الأعمال إلى الله هى الصلاة، والله، سبحانه وتعالى، ذكر الصلاة فى القرآن كثيرًا، والنبى يقول «الصلاة عماد الدين»، والعماد هو العمود الذى يحمل الخيمة، كأنه شبّه الدين بالخيمة، فإن أردنا أن نستفيد من الدين فعلينا وضع الأعمدة، والصلاة أمر قوى جدًا، وأول ركن بعد الشهادتين هو إقامة الصلاة، وهى أول ما سنحاسب عليه يوم القيامة، إن صحت صح العمل كله، وأمرنا أن نتعود عليها منذ الصغر، عندما نسمع الأذان، يتعلق قلبى بالصلاة.

ويقول الرسول: «سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله»، فالوقوف فى ظل الله يُدفع فيه ملايين، ولهذا حافظ على الصلاة لأنها تجعلك فى ظل الله وهى مفتاح الخير فى الدنيا والآخرة.

أزواج النبى كن يرتدين الحجاب قبل فرضه، وكان لخلعه دلالات أخرى، كالحزن مثلًا على أحد من الأهل، وكان خلعه أيضًا حينها يعد اعتراضًا على القبيلة والناس.

والحجاب بشكله الحالى كان معروفًا فى أيام النبوة الأولى، ولما جاء الإسلام أبقى عليه، وجعله نوعًا من أنواع المساعدة فى تحقيق العفاف المطلوب، فهناك أشياء عديدة طُلبت منا، كالزواج والبعد عن الفحش، وهذا هو ما يساعد الحجاب على تحقيقه.

ويجب أن نترك الإنسان حرًا فى اختيار أفعاله، ولكن من واجبى فى الوقت المناسب أن أنصح الفتاة وأقول لها إن الحجاب فريضة.

ومن أسباب فرض الحجاب تحقيق العفاف، لأنه على الإنسان أن يكون عفيفًا، وأن يكون ملتزمًا بطاعة الله، والله أمرنا بالطاعة، ولأنه، عز وجل، حدد قائمة الممنوعات وهى النواهى، وهناك قائمة اسمها التكليف، وهو برنامج كامل، والله قال لو عملنا هذا فى الدنيا سيجزينا خيرًا، وليقبلنا الله فى الطائعين علينا طاعته.

النقاب ليس فرضًا، والكشف عن الوجه فريضة على المرأة فى الحج، أى أنه لا يجوز فى الحج تغطية الوجه، وهذا ما يجعل النقاب أمرًا مختلفًا عن الحجاب الشرعى، لأن البنت إذا أرادت أن تصلى فلا بد لها من ارتداء الحجاب. إذن قضية الصلاة تؤسس لنفس الفكرة، وهى فرضية الحجاب.

يسأل كثير من الناس ويشغل بالهم قضية تتعلق بالتجميل، والنبى، صلى الله عليه وسلم، عندما نهانا عن الكِبر قال بعض الصحابة: «يا رسول الله، لكن أحدنا يحب أن يكون ثوبه جميلًا»، فقال: «إن الله جميل يحب الجمال»، ولكن نهانا صلى الله عليه وسلم عن التدليس والغش، وكثير من الناس يقول إن هيئتى تثير التنمر، فيريد الخروج من التنمر فإذا به يغير خلق الله، سبحانه وتعالى، وكان لا بد من التوضيح بأن الجمال مطلوب، ولكن العدوان على خلق الله محرّم.

بإجماع المسلمين الدم نجس، والنجاسة تحدث فى «التاتو»، وقديمًا، مثل أيام فيلم «تمر حنة»، يتم عمل فجوة تصل إلى الدم الذى يملأ الفجوة ويتشبع بها الجلد، ويوضع فى هذا الدم النجس لون، ويتم الرسم بهذه الفجوات والثقوب والدم الذى يكتمها، وتوضع مواد ورسومات، و«التاتو» بهذا الشكل نجس ولا يجوز.

ويقولون إنهم اخترعوا جهازًا يصنع الفجوات من غير دم، ويبقى فى ظاهر البشرة فقط، ويضع المادة الملونة على مسافة بسيطة من الجلد تزول مع مرور الوقت خلال بضعة أشهر، لأن أنسجة البشرة الخارجية تتجدد.

وإذا لم يكن فى هذه الأشياء دم فهى مباحة، ولو كان فيها دم فهى ممنوعة.

 

النبى، صلى الله عليه وسلم، كانت له هذه الضفيرة، ومباح للرجل أن يطلق شعره وأن يضفر ضفيرة أو اثنتين، والناس تسأل فى المعنى: هل يجوز للرجل ربط شعره؟، ونقول: «آه يجوز ومباح».

هناك مخلوقات طيبة لا نراها، ومنها الملائكة، وهناك مخلوقات شريرة، ومنها الشياطين، وما يسمى بالجن، ومنهم الصالح والطالح والمؤمن والكافر والطيب والمؤذى، والاستحضار والاستعانة بالجن لسرقة المال أو الذهب حرام شرعًا، لأن الإنسان عندما يحضره يخرج الجن من عبادته لله، لأن الله، سبحان وتعالى، خلق الجن وكلّفه بعبادته، مثلما كلّف الملائكة والإنسان بعبادته.

والجن ضعيف جدًا عن الإنسان، والإنسان هو الأقوى، لذا فليس لديه القدرة على قتل الإنسان أو انتزاع روحه، فالله وحده هو الذى يحيى ويميت.

العالم كله كان يرفض الشذوذ الجنسى حتى عام ٢٠٠٥، وفى فرنسا حكم قاضٍ على أحد القساوسة فى الغرب بعدم الترسيم لقبوله بالشذوذ، وبعد ذلك انتشر قبول الشذوذ، سواء بالسكوت أو بالإعلان بالقبول، وعملوا عقوبة لمن يعارض الشذوذ الجنسى بأنه ضد حقوق الإنسان، ومصر رفضت فى وثيقتى «السيداو» و«السكان» هذا الفعل الخبيث، ورغم كل الضغوط من الأمم المتحدة عليها وحتى الآن لم توافق. 

والشذوذ نوع من أنواع التعود منذ الصغر، والزنا فاحشة وكبيرة، واختلف الصحابة هل الشذوذ أعلى من الزنا أم أقل أم مثله؟، والزنا مع الفطرة التى خلقها ربنا بأن وضع جاذبية بين الرجل والمرأة لزوم إعمار الأرض، لكن «الشذوذ» لزومه إيه؟، فهو نوع من أنواع الفساد الفكرى قبل أن يكون نوعًا من أنواع «داعية الطبع»، فهناك فارق كبير بينهما فى الدافع والاحتياج.

هناك ما يسمى بالجمع بين الهويتين، وهو الشخص المخنث، الذى يولد به خلل ما فى التركيبة الجنسية فيخرج محيرًا، فيمكن أن يكون بنتًا ويُكتب ولدًا أو العكس، والفقهاء أطلقوا عليه «المشكل»، ولدينا فى مصر لجنة للفصل فى هذه الحالات، تتشكل من الأطباء ومن دار الإفتاء المصرية ومن القضاة وغيرهم، ويقومون بكتابة تقرير عما تتطلبه كل حالة، ويجوز شرعًا إجراء التحول الجنسى بعد الموافقة الشرعية والقانونية والطبية من هذه اللجنة.

يعد التسامح والعفو والصفح قضية كبيرة فى حياة ناس يصعب عليهم التسامح، لما وجدوا فى قلوبهم من حزن لما وقع عليهم من أذى، فلا يستطيعون المسامحة، ويقول الله فى القرآن: «فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِىَ اللَّهُ بِأَمْرِه، إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ».

وعليك أن تسامح فى الظاهر، وهذا ليس نفاقًا وإنما من كتم الغيظ، حتى لا يتطور الموقف إلى مشاجرة، وهذه تعتبر أول مرحلة، فإذا كظمت الغيظ فى قلبى ولم يطلع على يدى فهذه درجة من درجات القرب والإحسان إلى الله، والقرآن بعد كظم الغيظ يقول لك «والعافين عن الناس»، وهذا لمصلحتك لتجمع درجات مع الله، ويقول أيضًا «والله يحب المحسنين»، ولو عملنا كده الدنيا كلها هتحب بعضها.

ربنا نهى عن هذا، فالعفاف والجمال فى الأداء يدل على الرقى، وهناك من يقول لك: «طيب هو راضى وأنا راضى، مالك ومالنا أنت يا قاضى؟»، فنقول له «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا».

ربنا نهى عن اللغو وإضاعة الوقت، وسيدنا النبى- صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه؟، وعن علمه فيم فعل فيه؟، وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟».

أى أننا سنحاسب على كل ما نفعله، والعاقل خصيم نفسه، ويجب على العاقل أن يعمر وقته بما هو نافع، إما نافع فى دنياه بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإما نافع فى آخرته، وهو العبادة والصلاة والصيام.

وحكم نشر الحياة الخاصة على مواقع التواصل بهدف الربح بلاء ومخالف للتعقل والتفكر، وسيدنا النبى- صلى الله عليه وسلم- تكلم عن زمن سيأتى سيسلب الله عقول أهل ذلك الزمان، ويبدو أننا دخلنا فى بدايته، وهذا كلام خارج منظومة التعقل والحكمة، والعلة فى هذا أننا جعلنا النشاط سابقًا للتفكر، فى حين أن التفكر هو الأساس قبل النشاط. 

السبب فى الحديث هو أنه مرتبط بتخفيف الله على المرأة فى قضيتين؛ وهما الصيام والصلاة، فالله اشترط الطهارة فى الصلاة، وأمر المرأة بترك الصلاة والصيام مع نزول الحيض؛ طاعةً لله وعبادةً له، والمرأة تقضى الأيام التى لم تصمها فى رمضان بعد ذلك، ولو صامت فلا يقبل صيامها، وتكون قد ارتكبت حرامًا.

ونقصان العقل هو فى الشهادة؛ لأن الإشهاد يتطلب وجود رجل وامرأتين.

وهناك من «شالوا السياق»، وقالوا إن الإسلام يقول على المرأة إنها مجنونة وفاسدة، وهذا لم يحدث، ومن يقول ذلك يغير حدود الله، ويهدم الخيمة التى أراد الله والنبى بناءها.

كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، ومن أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، لكن من أحدث شيئًا وهو من الدين، فذلك سُنة متبعة، لذا من سن الاحتفال بمولد النبى، مثل الملك المضفر وابن حجر العسقلانى والسيوطى، لهم أجرهم، وأجر من اتبع الاحتفال والفرح وإدخال السرور على قلوب الناس إلى يوم الدين.

كأن حد مفهمكم إنه مش عادى، وإنك هتاخد ثواب لما تُبخ الكراهية، والله أبدًا، الحكاية حب فى حب.

بناء المساجد فوق المقامات ليس بدعة، وإنما الاعتراض على بناء المساجد فوق المقامات هو اللى عيب وبدعة. فى القرآن قال تعالى: «لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا».

تأجير الأرحام حرام، لأنه يؤدى إلى اختلاط الأنساب، واختلاط الأنساب عندنا ممنوع، ومن أجل ذلك حُرم الزنا، لأنه يؤدى إلى مشكلات لا حل لها فى قضية الميراث، ومشكلات لا حل لها فى قضية الحل والحرمة فى الزواج.

تحديد نوع الجنين حلال، وقديمًا كان يتم بطرق أخرى، كأن يقولوا للسيدة، عندما تتناولين هذا الطعام، وفى وقت معين، يحصل حمل فى ولد. لكن اللى بيحصل دلوقتى بيكون عبر طريقة طبية، من خلال عزل الحيوانات المنوية اللى بتؤدى إلى نوع معين، وبعد كده إرادة ربنا فوق كل شىء، وممكن بعد كل ده يجى النوع عكس ما كنت ترتب له.