رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكريات نجوم الزمن الجميل.. ماجدة توزع هدايا العيد وتجهز الإفطار للعاملين

الفنانة ماجدة
الفنانة ماجدة

شهد الزمن الجميل لنجوم الفن لمحات إنسانية كثيرة، فالفنان جزء من المجتمع ويشعر بآلام الفقراء والمساكين والأيتام، وفي الزمن الجميل لم يكن بين الفنان والجمهور سياج أو حواجز، فهو ينخرط بين أبناء المجتمع بلا حراسة أو بودي جارد، ولا حتى مدير أعمال، ويظهر ذلك جليا فيما فعلته الفنانة ماجدة الصباحي، فقد اتفقت مع إحدى الجمعيات الخيرية على إقامة حفل إفطار رمضاني في آواخر أيام شهر رمضان عام 1961، على أن تصحب ماجدة معها هدايا لأيتام الدار وأيضاء للمساكين والفقراء.. والتفاصيل الجميلة في السطور التالية.

أقيم في الأسبوع الأخير من شهر رمضان عام 1961 حفل إفطار خيري برعاية جمعية التحرير للخدمة الاجتماعية بمصر الجديدة، ودعي إلى مأدبة الإفطار فقراء الحي والمساكين، وفي الحفل كانت مفاجأة تنتظر الحضور، وهي تواجد الفنانة ماجدة وشاعر الشباب أحمد رامي ليشاركوا الجميع الإفطار الرمضاني.



جلست ماجدة على مائدة رامي وتناولت معه الإفطار وداعبته بإعطائه قطعة لحم، ووقفت سنية عنان رئيس الجمعية تضحك من هذه المداعبة المرحة، شاكرة ماجدة ورامي اللذان شرفا الحفل.. ولم يكن حضور ماجدة فقط هو الذي أسعد سيدات الجمعية والحضور، بل حرصت أن تعد مفاجأة للفقراء والمساكين قرب عيد الفطر.



قامت ماجدة بتوزيع الأقمشة على الرجال والنساء، وكانت بمثابة هدية العيد لهم، ومن الطريف أن أخطأت ماجدة وأعطت إحدى السيدات كسوة رجل، وانتبهت السيدة لهذه الكسوة الرجالي فقالت لماجدة: “طيب يا ست ماجدة شوفي لي عروسة”، وضحك الجميع على هذا الموقف الطريف.

وقف الأطفال في عنابر الجمعية يهتفون طالبين حضور ماجدة، كي يسعدوا برؤيتها ويجلسون معها، ومازحها رامي قائلًا: قومي يا ماجدة.. أحسن العيال صحيوا.. وقضت ماجدة مع الأطفال وفتًا سعيدًا تغمرهم بالحنان والقبلات وظل طفل منهم ممسكًا بذراعها طوال تواجدها معهم ومن الطريف أيضًا أن ذلك الطفل راح يخطف اللعب من زملائه ليقدمها لماجدة هدية، وزاد إلحاح الأطفال لتظل ماجدة معهم، ولم تستطع أن تغادر المكان بعد قضاء السهرة إلا عن طريق باب خلفي أرشدها إليه بعض الأعضاء.

ويوم الوقفة تسللت الكاميرا إلى بيت ماجدة لتشهد وتسجل لمحة إنسانية أخرى.. فقد طلبت ماجدة من جميع العاملين عندها، وهم السفرجي والسائق والطباخ وغيرهم أن يجلسوا على مائدة الإفطار، على أن تأتي هي بنفسها وتحضر لهم الطعام، وعندما حاول بعضهم مساعدتها قالت لهم خدمتموني طوال الشهر، وعليكم أن ترتاحوا اليوم وأخدمكم أنا بنفسي.. وبالفعل جلس الجميع وقدمت لهم ماجدة أشهى أصناف الطعام على مائدة الإفطار.