رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى الطوباوية جوان ماريا دي ميلي الأرملة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى الطوباوية جوان ماريا دي ميلي الأرملة، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها: ولدت جوان ماريا دي ميلي عام 1331 في عائلة نبيلة في قلعة لاروش (سان كوينتين دي تورين) في فرنسا. عهدت عائلتها تكوينها المسيحي إلى أحد الرهبان الفرنسيسكان (معرف ومرشد روحي للعائلة) كانت تحب الصلاة كثيراً، ويقال إن رأت السيدة العذراء مريم في رؤي.    فقدت والديها في وقت مبكر. وعندما بلغت السادسة عشرة من عمرها تزوجت من البارون روبرت دي سيلي، صديق الطفولة لجوان. في صباح يوم الزفاف، حدث صدم الشاب روبرتو ألا وهو موت الوصي على جوان. 

فعرضت جوان على روبرت بأن تعيش الزواج كما لو كانا أخًا وأختًا، في عفة. فوافق روبرتو على طلب جوان. عاش الشابان في محبة بعضهم بعضاً، وكان يتفقان على كل شيء، كان إيمانهم المسيحي قوياً، فحاولاً أن يجسدوا شخص المسيح في أعمالهم الخيرية، كانوا: يفتحون أبواب القلعة ويتبنون الأطفال المتروكين، ويطعمون الفقراء، ويعالجون المرضى، ويقدموا لهم العلاج بالمجان. ثم ذهب زوجها روبرت إلى الحرب، (حرب المائة عام) وفي معركة كريسي الدموية أصيب ووقع أسيراً في يد المنتصرين الإنجليز. لدفع ثمن إطلاق سراحه، يتعين على جوان أن تبيع جميع ممتلكاتها.

 وعند إطلاق سراح روبرت بعد دفع الفدية، استمر في ممارسة الأعمال الخيرية بمساعدة زوجته المحبوبة. وقاموا بعلاج مرضي الطاعون المنتشر في ذلك الوقت، ومساعدة العائلات الفقيرة، وبمجرد توقف الوباء، كرسوا أنفسهم للمصابين بالجذام. وعندما توفي روبرت عام 1362وكانت هي في الثلاثين من عمرها، طردها أقارب زوجها دون أن يعطوها أي فلس واحد، متهمين إياها بتبديد ثروة العائلة. يواصل أقارب زوجها الأثرياء اضطهادها، ويرسلون خدمهم لإلقاء الشتائم عليها أثناء مرورها.

فبدأت جوان في التجوال وتتنقل من بيت إلى بيت تطلب صدقة، اختارت لباسها سترة خشنة، تشبه إلى حد كبير ثوب الرهبان الفرنسيسكان، الذين عاشت روحانياتهم بشكل مكثف حتى اليوم الذي أنضمت فيه للرهبنة الثالثة العلمانية الثالثة. فذهبت إلى مدينة تورز، وعملت في دار العجزة بالمدينة، فكانت تساعد المرضي، ونذرت نذر العفة الدائمة على يد رئيس الأساقفة. فكرست نفسها لحياة النسك والزهد، فذهبت لتستقر بالقرب من دير الفرنسيسكان (الذي يسميه الناس عادة كورديجلييري) وأختارت لها مرشد روحي وهو الأب مارتن دي بوا غوتييه، استمرت في منسكها سبعة وعشرين عاماً، لا أحد يراها، ولكن هناك المزيد والمزيد من الناس الذين يبحثون عنها.

أصبحت جوان ماريا مشهورة في جميع أنحاء فرنسا. يزورها الكثير من الناس لطلب النصيحة؛ وفي بعض الحالات للتوسط لدى ملك فرنسا شارل السادس لإطلاق سراح السجناء أو المحكوم عليهم بالإعدام. حتى أقارب زوجها الذين أهانوها، كانوا يصطفون أمام بابها، فكانت ترحب بهم، غافرة لهم إساءاتهم لها. فكانت تعامل جميع الناس برفق ومحبة. وبعد حياة عاشتها في القداسة رقدت جوان ماريا دي ميل في مدينة تورز في 28 مارس عام 1414م، عن عمر يناهز 82 عاماً. فقام البابا بيوس التاسع في 28 أبريل عام 1871م بإعلانها طوباوية.