مهندس ديكور "الحشاشين" يكشف أهم الأسرار عن المسلسل مع الكاتبة عائشة نصار

من داخل ديكور مدينة أصفهان بمدينة الإنتاج الإعلامي، عرضت قناة ON لقاءً بين الكاتبة عائشة نصار ومهندس ديكور مسلسل الحشاشين أحمد فايز، الذي يعرض ضمن سباق رمضان هذا العام، وكشف فيه عن أهم تفاصيل العمل على ديكور مسلسل بضخامته، والذي اعتبره بمثابة ملحمة درامية تاريخية مصرية تكشف تاريخ أخطر فرقة إرهابية في القرن الحادي عشر، وهي طائفة "الحشاشين".

فايز: واجهنا تحديات الخوف من الميزانية والوقت وقلة المصادر

في البداية سألت عائشة المهندس أحمد فايز عن الرؤية التي اتبعها لتنفيذ هذا العمل الضخم، والعوائق التي واجهته أثناء هذا التنفيذ.

وأجاب “فايز” أنه قد كان هناك العديد من العوائق التي تصور أنها كانت ستقف حائلًا دون تنفيذ عمل تاريخي جيد، يأتي أولها عائق الميزانية الضخمة التي تحتاجها الأعمال التاريخية، خاصة في وقت تمر به البلاد بالعديد من التحديات الاقتصادية، كذلك يأتي عائق التوقيت، مشيرًا إلى أن الأعمال التاريخية يحتاج  تنفيذها إلى وقت كبير، لذا فإن تنفيذها في وقت قصير يمثل تحديًا أيضًا.

عدم دقة ملامح الديكور الخاص بالفترة الزمنية التي كان يعيش فيها طائفة "الحشاشين"، والناتجة عن قلة المصادر التاريخية التي تتحدث عنها- كان أحد أهم التحديات التي واجهت فايز حسب قوله، موضحًا أنه اطلع على الكثير من الكتب التي تتحدث عن الحقبة التي عاشتها هذه الطائفة إلا أنه وجد اختلافات جمة بين كل مصدر وآخر، وهو ما يؤكد أن رؤيتهم ترجع إلى اختلاف أهواء كل كاتب، وتابع أنه قد وجد أن هناك وصفًا للديكور السائد في الحقبة الزمنية التي عاشتها الحشاشين لا يقبله المنطق، ولا يتطابق مع بقايا أنقاض وآثار المباني الخاصة بهذه الطائفة الموجودة إلى الآن.

فايز: لجأت إلى إدخال الخيال الإبداعى فى وضع بعض التفاصيل

لذلك – تابع فايز- لجأت إلى معرفة ديكور الفترة الزمنية المتقدمة عن تلك التي عاش فيها "الحشاشين" بعدة سنوات، وكذلك إلى الفترة الزمنية المتأخرة عن الفترة التي عاشوا فيها لكي نتوصل إلى أدق ديكور مناسب للفترة الزمنية التي عاشوها بالفعل.

وبرر ذلك رادًا أيضًا على بعض الاتهامات الموجهة له بأنه لم يأت بالديكور الدقيق الذي يحاكي الفترة التي عاشها "الحشاشين".. وقال فايز إنه من الطبيعي لجوءه إلى ديكور الفترة السابقة عن تواجد هذه الطائفة والفترة التالية لها، إذ إن كلًا منهما بالضرورة سيكونان متأثرين ببعضهما البعض في فنون العمارة، وبالتالي طابعين هذا التأثر على فترة "الحشاشين"، موضحًا أنه على سبيل المثال من يسير في منطقة "وسط المدينة" بالقاهرة يجد أن الكثير من مبانيها متأثرة بفترة الخديو إسماعيل، بينما تعيش في العصر الحديث.

كما أوضح مهندس ديكور مسلسل الحشاشين أنه اعتمد على بعض الكتب المشهورة التي تصف المدن من خلال سردها كمصادر أيضًا لمعرفة أدق وأنسب ديكور يصف الفترة التي عاشتها طائفة الحشاشين، ومن بين هذه الكتب رسائل ابن فضلان المسعودي، والقزويني، وغيرها من الكتب.

أما عن التفاصيل الدقيقة التي من الصعب أن يصفها أي مصدر كتفاصيل المنازل والقلاع وغيرها، فأوضح أنه هنا اعتمد على خياله الشخصي وإبداعه الفني والمستند إلى معرفة بالعديد من حقب التاريخ.

وكشف فايز أيضًا عن أنه كان لديه ثلاثة أماكن رئيسية للعمل عليها، وهي القرية والمدينة والمنطقة الفاطمية ومنطقة سمرقند، مشيرًا إلى أنه أراد أن يعطي لكل منها هوية خاصة.

فايز: استخدمت اللون “النبيتى” فى مناطق الصراع و“الباهت" فى العصر الفاطمى

ولتنفيذ ذلك أوضح فايز أنه اختار سيطرة اللون "النبيتي" على منطقة الصراع مرجعًا ذلك إلى أن هذا اللون كان هو السائد في الطراز المنتشر حينذاك وهو الإيراني والفارسي وكذلك الهندي، كما أنه منتشر لدى منطقة أصفهان التي يدور بها أغلب أحداث المسلسل.

أما في العصر الفاطمي لجأ فايز إلى الألوان الباهتة القاتمة للتعبير عن المجاعة التي انتشرت في تلك الفترة.

وفي رده على الكاتبة عاشة نصار عن العوامل المحددة لديكور منازل الشخصيات مثل حسن الصباح، وعمر الخيام وغيرهما.. قال إن طبيعة الشخصية تتدخل في تحديد ديكور المنزل الخاص به، موضحًا أنه على سبيل المثال كان بناء منزل حسن الصباح هو الأصعب نظرًا لأن تقسيمته لا تشبه البيوت الطبيعية، لافتًا إلى أن حجرة نومه كانت في مكان، وردهة منزله في مكان آخر، والحجرة التي كان يضع ابنه فيها ويغلق عليه الباب في آخر.

كما تابع أن منزل الصباح اتسم كذلك بوجود سرداب خاص ليهرب منه، وهو ما جعله وفريق العمل يقوم ببناء المنزل بالكامل بالسرداب الخاص به من البداية.

فايز: بنينا منزل الصباح بسرداب ومنزل عمر الخيام استخدمنا اللون الأزرق 

أما في منزل الشاعر عمر الخيام فأوضح فايز أنه لجأ إلى استخدام اللون الأزرق فيه للتعبير عن انبعاث الحياة وعن الحرية التي كان يعيشها ذلك الشاعر، كما أوضح أنه تم عمل بعض المحاكاة للعصر الذي كان يعيش عمر فيه أيضًا وذلك من خلال تنفيذ سجادة مشغولة حقيقية من الوقت الذي كان يعاصره.

وعن مدة العمل التي استغرقها بناء ديكور مسلسل الحشاشين قال فايز إنها بدأت عام 2022 واستغرق العمل فيه شهرين ونصف الشهر، وفي عام 2023 تم العمل ثلاثة شهور ونصف حتى الآن، موضحًا أنه تم العمل في بناء أعمال الديكور مسلسل الحشاشين بالتوازي، إذ بنيت القلعة، في الوقت الذي بنيت فيه عدد من البلاتوهات بالقرى.

وأوضح فايز كذلك خلال حديثه مع الكاتبة عائشة نصار أنه قد تم تصوير أغلب مشاهد المسلسل في مصر في عدد من البلاتوهات المختلفة وفي مدينة الإنتاج الإعلامي، بالإضافة إلى تصوير مشاهد أخرى في الخارج مثل مشهد القلعة "والكامبات".

فايز: مساعدة الشركة المنتجة لنا فاقت التوقعات بل والأحلام

وعن مساعدة الشركة المنتجة له في تنفيذ العمل ليخرج بهذه الصورة المشرفة قال فايز إن الإمكانات التي قدمتها الشركة له فاقت توقعاته، بل وأحلامه، مشيرًا إلى أنها كانت مؤمنة حقًا بالمشروع، وتحملت طلباته ولم تبد منها أي انزعاج بل على العكس كانت الداعم الرئيسي والأول لتنفيذ المسلسل ليظهر على أفضل صورة.

سألت عاشة خلال حديثها الكاتب كذلك عن دور الجرافيك في مساعدته بتنفيذ الديكور ليجيب قائلًا.. إنه على الرغم من دور الجرافيك الضخم في تنفيذ العمل، فإن العمل تطلب بناءً ضخما، وذلك يرجع إلى أن أي عمل يتضمن مشاهد عدة لحركة أشخاص يتطلب بناء ديكور يغطي هذه المشاهد بالكامل، مشيرًا إلى أن هذا ما كشف له عنه المخرج بيتر ميمي، إذ أخبره بيتر بأنه يريد أعدادًا كبيرة من الأشخاص، لذا لجأ إلى بناء ديكورات كبيرة تغطي هذه الأعداد.

أما عن دور الجرافيك في مساعدة الديكور بمسلسل الحشاشين، فأشار فايز إلى أنه لعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ المعارك، وفي المشاهد التي تعرض المدن من بعيد ليكثر فيها من أعداد البنايات وغيرها من التفاصيل التي يحتاج إليها عمل تاريخي بضخامة "الحشاشين".

أبطال مسلسل الحشاشين

ومسلسل الحشاشين من بطولة كريم عبد العزيز، فتحى عبد الوهاب، نيقولا معوض، ميرنا نورالدين، أحمد عيد، إسلام جمال، محمد رضوان، سامى الشيخ، عمر الشناوى، نور إيهاب، سوزان نجم الدين، ياسر علي ماهر، بسنت أبو باشا وعدد كبير من الفنانين، وضيوف الشرف، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، وإنتاج شركة سينرجى.