رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسلسل الحشاشين.. تعرف على الدولة الإسماعيلية النزارية ولماذا سميّت بهذه الاسم؟

جريدة الدستور

الدولة الإسماعيلية النزارية هى دولة تنتمي للتيار الشيعي ونشأت في أعقاب وفاة الإمام جعفر الصادق عام 148هـ، إذ كان من نتائج هذه الوفاة الصراع بين أولاده ومريديه ومن ثم الانقسام إلى عدد من الجماعات المنفصلة، ومن هؤلاء الإسماعيليون الأوائل، لكن دولة الحشاشين أسسها الحسن بن الصبّاح بعد أن استولى على قلعة ألموت سنة 482 هـ. 

مسميات عدة للدولة الإسماعيلية النزارية

كان للدولة الإسماعيلية النزارية مسميات عدة، أبزها أنها سميت بـ"دولة الحشاشون"، والدولة النزارية، نسبة إلى الإمام العبيدي في مصر نزار، ودولة الفدائيين، كما سماها المستشرق برناد لويس بـ"الدعوة الإسماعيلية الجديدة الحشيشية".

لم تتوقف مسميات الدولة عند هذا الحد، بل لقب أصحابها بعدة ألقاب، إذ أطلق عليهم لقب "الحشاشين" نظرًا لأنهم كانوا يختفون وسط الحشائش لاغتيال معارضيهم، وقيل لشربهم "الحشيش" قُبيل عمليات الاغتيال حتى لا يتراجعوا عن فعلها.

إضافة إلى ألقاب أخرى كـ"أساسان، وحساسان، وعساسون، وأساسين"، ولها ألقاب لقبت بها الدولة الإسماعيلية النزارية "الحشاشين".

عقائد مشتركة

تشترك النزارية مع التيار العريض من الإسماعيلية فى عقائدهم العامة، فيؤمنون بالأركان السبعة للإيمان، أى بالصلاة والصيام والزكاة والحج والطهارة والجهاد والشهادة، وبوجود تفسير باطنى للقرآن، إلا أنه على غير فرق أخرى مثل السبعية والمستعلية الطَّيِّبية، ولاحقا الدروز فإن النزارية لا يؤمنون بغياب الإمام، فوفقا للتقليد النزارى فالإمامة متصلة من الإمام على إلى الإمام الحاضر أغاخان، بنسل حسين بن على.

وللنزارية كتاب مقدس يلى القرآن فى أهميته هو كتاب الجنان الذى لا يخلو منه بيت نزارى، وأركان الإيمان عندهم سبعة وليست خمسة: الولاية، الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، الجهاد.

نشأة الطائفة الإسماعيلية النزارية

في كتاب موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام، تحدث عن نشأة الطائفة الإسماعيلية النزارية في المبحث الثالث يقول مؤلفوه عن الدولة الإسماعيلية النزارية: "يعتبر الإسماعيليون النزاريون طائفة وفرقة من أكبر الطوائف والفرق الإسماعيلية في العصر الحاضر حيث بدأ انفصال هذه الفرقة وتكونها بعد وفاة المستنصر عام 487هـ".

وتابع: "حسب تقاليد الإسماعيلية قد نص على إمامة ابنه نزار لكن الوزير الجمالي صرف النص إلى أخيه المستعلي – ابن أخت الوزير – وحصل من جراء ذلك انقسام الإسماعيلية إلى مستعلية ونزارية وعلى الرغم من القضاء على نزار وقتله في الإسكندرية على يد وزير المستعلي الأفضل بن بدر الجمالي ولم يكن له عقب مستتر أو ظاهر على الرغم من ذلك فإن أحد دعاة الإسماعيلية ويدعى بالحسن بن الصباح انتصر لنزار وأصبح يدعو له ولأبنائه من بعده وجعل نفسه نائبًا للإمام المستور من ولد نزار وأصبح يدعو له وبذلك تكونت هذه الفرقة وأصبح يطلق عليها الإسماعيلية النزارية نسبة إلى نزار بن المستنصر كما يطلق عليها اسم الدعوة الجديدة تمييزًا لها عن الدعوة الإسماعيلية الأولى كما يطلق عليها الإسماعيلية الشرقية نسبة إلى مكان ظهورها وانتشارها وإشارة إلى انفصالها عن الإسماعيلية الأم والتي تسمى بالإسماعيلية الغربية ويسميها بعض الكتّاب المعاصرين بإسماعيلية إيران نسبة إلى مكانها".

عاصر هذه الفرقة عالمان كبيران تولى كل واحد منهما فضح هذه الفرقة وبيان باطنيتها وشدة خطرها وعظم ضررها على الإسلام والمسلمين وهما: الإمام الغزالي الذي ألف كتابه (فضائح الباطنية)، والشهرستاني الذي أفرد لهم حديثًا خاصًا بهم عند قوله " ثم إن أصحاب الدعوة الجديد تنكبوا هذه الطريقة حين أظهر الحسن بن محمد بن الصباح دعوته، وقصر على الإلزمات كلمته، واستظهر بالرجال، وتحصن بالقلاع".

وحفاظًا على بقاء هذه الفرقة وإظهارها ادعى منظموها أن لنزار بن المستعلي ولدًا ثم له نسلا استمرت الإمامة فيهم وبقيت ولكن النزاريون فيما بعد كذبوا أنفسهم حيث ادعوا الإمامة للحسن بن الصباح ومن جاء بعده ممن خلفه في قيادة دولة الحشاشين أو الفدائيين.

ويعتبر الحسن بن الصباح العقل المدبر الذي نظم هذه الطائفة ووجهها ومن ثم نشرها في بلاد فارس مما نتج عن هذه الجهود قيام دولة الحشاشين أو الفدائيين.

دولة النزارية أجداد أغاخان

وفي كتاب دولة النزارية أجداد أغاخان كما أسسها الحسن الصبّاح زعيم الاسماعيلية في فارس، للدكتور طه أحمد شرف، يقول: "ويهمنا هنا أن نقول إن ناصرى خسرو قبادیاني المروزي المولود عام 394 هـ، والمتوفي عام 453هـ، وهو رحالة وشاعر وفيلسوف فارسي، اعتنق المذهب الشيعي الإسماعيلي وعمل داعيًا له، قد مهد السبيل للنزارية، فلما عهد المستنصر للحسن الصباح برياسة الدعوة فى بلاد خراسان وفارس، وجد هذا الزعيم الجديد الطريق ممهدة له. ولئن وجدت الدعوة طريقما إلى قلوب أهالى تلك البلاد، منذ أيام عبيد الله المهدى، الذى استجاب له خلق كثيرون، ومنهم بعض أمراء السامانيين، فإننا نرى هذه الدعوة نفسها، وقد نشطت نشاطًا كبيرًا فى تلك البلاد فى عهد المستنصر".

ويتابع: "حقيقة تعرض الإسماعيلية هناك لكثير من الاضطهادات عل يد السنيين، وبخاصة في عهد السلطان محمود الغزوني، غير أن الدعوة لم تلبث أن استعادت نشاطًا، وأعلن الإسماعيلية هناك الثورة الصريحة على الخلافة العباسية، ونادوا بإمامة الخليفة المستنصر الفاطمى، وخاصةفى بلاد ماورا النهر، منتهزين بعد تلك البلاد عن بغداد من جهة، وانتشار المذاهب الإلحادية فيها من جهة أخرى".

والحق أن الدعاة الإسماعيلية قبل الحسن الصباح، وجدوا مبتغاهم فى تلك البلاد الشرقية، وكادوا ينجحون فى إثارة أهلها على العباسيين، لولا نشاط واليها العباسى".

وفي معرض الكتاب عن الدولة النزارية، يقول أبو محمد بدر الدين العيني الحنفي محمود بن أحمد بن موسي بن أحمد الحافظ المحدث المؤرخ العلامة من أعلام القرن التاسع الهجري: "وإن صاحب ما وراء النهر السنى، أوقع بجمع كثير من الإسماعيلية، وذلك أن نفرًا منهم قصدوا ما وراء النهر، ودعوا إلى طاعة المستنصر العلوى، صاحب مصر، وتبعهم جمع كثير، وأظهروا مذاهب أنكرها أهل تلك البلاد، فأوقع بهم، وسلمت تلك البلاد منهم".

ويتابع كتاب دولة النزارية أجداد أغاخان: "وإذن كانت هذه البلاد وغيرها من بلاد المشرق، على قدم الاستعداد للثورة في سبيل المستنصر، أو قل فى سبيل نشر الدعوة الإسماعيلية، الأمر الذى ساعد النزارية على النجاح فيما بعد، وبعبارة أخرى، كان هؤلاء مثالًا احتذاه الحسن الصباح وخلفاؤه، في الثورة على العباسيين والسلاجقة".

ويؤكد مؤلف الكتاب، أن من هذه الكلمة السريعة نرى أن بلاد فارس وخراسان كانت تعج  بأنصار الدعوة الاسماعيلية، وأن الظروف جميعها كانت مئبئة لتقبل مبادئ حسن الصباح.