رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إخناتون».. أسرار من حياة الملك صاحب مشروع الإصلاح الديني في مصر القديمة

إخناتون
إخناتون

لم يأت التاريخ بمثل الملك إخناتون، فهو صاحب مشروع الإصلاح الديني الأشهر، لم يشغل باله الصراعات والحروب أو هجوم الطامعين، ولكنه كان فيلسوفًا دينيًا ورسالته كانت أقرب لـ التوحيد.

وقد تزوج إخناتون بفتاة مصرية وهي "نفرتيتي"التي صارت ملكة مصر.

ونستعرض في التقرير التالي، أسرار من حياة الملك صاحب مشروع الثورة الدينية في مصر القديمة.

أسرار من حياة “إخناتون”

بدأ إخناتون في حكم مصر من 1354 إلى 1336 قبل الميلاد، فلما تولى عرش البلاد وجد الأمور مهيَّأة بعض الشيء لعبادة إله الشمس وحده، ورمز له بقرصها الذي سماه “آتون”.

ووفقًا لموسوعة مصر القديمة (الجزء الخامس): السيادة العالمية والتوحيد، للأثري سليم حسن، فإن إخناتون قال عن معبوده آتون: "إنه القوة الكامنة وراء هذا القرص، وإنه واحد لا شريك له"، وبنى له في بادئ الأمر معبدًا في "طيبة" عاصمة الملك.

ويوضح سليم حسن في كتابه،  أنه لم يغضب ذلك كهنة "آمون رع"؛ لأن معبودهم "آمون رع" يمثل إله الشمس أيضًا، ولكن الذي أحفظهم إصرار "إخناتون" على عبادة إلهه وحده، وتحريم عبادة "آمون" وغيره من الآلهة الأخرى.

ونجح إخناتون في توجيه الفكر الديني في مصر، من خلال توحيده، فنشر مذهبه في طول البلاد وعرضها، ولم يكن من العسير عليه القضاء على المذاهب الأخرى، مما يدل على أن الأذهان كانت مستعدة لقبوله، وعلى أن للفرعون قداسة خاصة.

حيث كان يعتقد المصريون القدماء، ان الفوعون هو معصوم من الخطأ، بل وكانوا يعتقدون أن الملك إله وابن إله.

كان "إخناتون" يمقت الإله "آمون" مقتًا شديدًا، فأغلق معابده حيثما وُجدت، ومحا اسمه أينما رآه، بل محا اسم والده؛ لأن في تركيبه اسم "آمون" (أمنحتب)، ثم ولَّى وجهه شطر الآلهة الأخرى فأنزل بها ما فعل "بآمون"، وزاد بأن محا لفظة الآلهة بصيغة الجمع في كل المعابد؛ حتى لا ينصرف الذهن إلا إلى إله واحد.

هل عارض إخناتون والديه لنشر مذهبه الجديد؟

ويشير العالم الأثري سليم حسن، أنه من الظاهر أن إخناتون قد وجه اهتمامًا كبيرًا لمذهبه الجديد عندما كان شريكًا لوالده في إدارة الملك، ولم يستعمل القوة في نشره احترامًا لعقيدة والده الذي كان يتعبد للإله "آمون رع".

وكان والده "أمنحتب الثالث" من جهة أخرى لا يعارض ابنه في عبادته لآتون، والعمل على نشرها، بدليل أنه تركه يبني لهذا الإله معبدًا في الكرنك، وليس من البعيد أن يكون والده أمنحتب ووالدته "تي" قد خشيا عليه تحمسه لمذهبه الجديد، فأسديا له النصح بالهجرة من "طيبة" والاستقرار في بلدة يتخذها مركزًا لنشر مذهبه الجديد، وإن كان "إخناتون" ينكر ذلك، ويدعي في نقش له على إحدى لوحات مدينة "إختاتون" التي هاجر إليها، أنه ترك "طيبة" من تلقاء نفسه، ويقسم على أنه هو الذي أراد ذلك، ولم يوجهه أحد إليه.

وصية إخناتون الأخيرة

تعلق إخناتون، تعلقَا شديدًا، بعاصمته الجديدة، فأوصى بأن يكون مرقده الأخير فيها إن مات هو أو أحد أفراد أسرته، و"إن شاءت الأقدار أن يموت خارجها فلتُحمل جثته إليها حتى يهدأ بالًا، ويرتاح في حياته الثانية".

أناشيده على جدان المعابد

من أناشيد إخناتون الدينية الدالة على مذهبه الجديد عن "آتون"

أنت تشرق ببهاء في أفق السماء

يا آتون الحي، يا بداية الحياة.

عندما تبزغ في الأفق الشرقي،

تملأ البلاد بجمالك.

أنت جميل، عظيم، متلألئ، وعالٍ فوق كل بلد،

وتحيط أشعتك بالأراضي كلها التي خلقتها.

لأنك أنت «رع» وتصل إلى نهايتها،

وتخضعها لابنك المحبوب.

وبالرغم من أنك بعيد فإن أشعتك على الأرض،

وبالرغم من أنك أمام أعينهم فلا يعرف أحد خطوات سيرك.

وعندما تغرب في الأفق الغربي،

تسودُّ الأرض كما لو كان حل بها الموت.

ينام الناس داخل حجرة وقد لفوا رءوسهم،

فلا ترى عين عينًا أخرى.

ويمكن أن تُسرق أمتعتهم التي يضعونها تحت رءوسهم فلا يحسون بذلك،

يخرج كل أسد من عرينه،

وجميع الزواحف تخرج لتلدغ،

ويلف الظلام كل شيء ويعمُّ الأرض السكون؛

لأن الذي خلقهم يرتاح في أفقه.

وعندما يصبح الصباح وتطلع من الأفق،

وعندما تضيء كآتون أثناء النهار،

تطرد الظلمة وتمنح أشعتك،

فالأرضان في عيد كل يوم،

ويستيقظ الناس ويقفون على الأقدام،

لأنك أنت الذي أيقظتهم.

اقرأ أيضًا

كبير النحاتين وحامل ختم مصر السفلى.. من هو "إيمحتب" ذائع الصيت فى مصر القديمة؟