رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد استخدام إسرائيل لقذائف الفسفور.. مخاوف من اندلاع صراع شامل بين حزب الله وتل أبيب

مزارع شبعا
مزارع شبعا

شنت إسرائيل هجومًا مدفعيًا على قرية الوزاني في جنوب لبنان، استخدمت فيه قذائف فسفورية محرمة دوليًا، فيما رد  حزب الله بإطلاق صاروخ على قوة عسكرية إسرائيلية، في تصعيد جديد على الحدود بين البلدين.

وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية إن القصف الإسرائيلي وقع اليوم الأحد أدى إلى اندلاع حرائق وإصابة عدد من المدنيين بحروق واختناق.


وأعلن حزب الله في بيان أنه استهدف بصاروخ بركان قوة عسكرية إسرائيلية مقابل قرية الوزاني، وحقق فيها إصابات مباشرة، مضيفًا أن الاستهداف دفع العدو لإطلاق قذائف دخانية للتغطية على عملية سحب القتلى والجرحى بالمروحيات.

وتأتي هذه الحادثة في سياق التوتر العسكري الذي يشهده الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في أكتوبر 2023.

وقد شن حزب الله عدة هجمات على مواقع إسرائيلية في الجليل، فيما ردت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي على بلدات وقرى جنوب لبنان.

مخاوف من صراع إقليمي


في السياق ذاته، أثارت هذه الاشتباكات مخاوف من توسع الحرب إلى صراع إقليمي أوسع، يتدخل فيه حزب الله وحلفاؤه في سوريا والعراق، في حين تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية لوقف النار والعودة إلى الحوار.

ويرى مراقبون أن دائرة العنف تتسع وأن القصف الإسرائيلي بقذائف الفسفور خطوة جديدة وعنيفة تزيد من احتمالات اندلاع حرب شاملة بين الطرفين، مضيفين إن الوضع الحالي يشبه إلى حد كبير ما سبق حرب 2006، التي خلفت دمارًا واسعًا.

وأشاروا إلى أن النزاع الدائر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة يشكل عاملًا محركًا للتصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث يحاول حزب الله إظهار تضامنه مع الفلسطينيين وتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب إسرائيل.

وأضافوا أن العلاقة بين حزب الله وإيران تلعب دورًا مهمًا في تحديد مسار النزاع، خاصة في ضوء الضغوط الدولية على طهران بشأن برنامجها النووي، موضحين إن إيران قد تستخدم حزب الله كورقة ضغط على إسرائيل والغرب، أو كوسيلة للانتقام من أي هجوم على منشآتها النووية.


وناقشوا أيضًا العوامل الداخلية في لبنان وإسرائيل، وكيف تؤثر على القرار السياسي والعسكري لكل منهما، موضحين إن الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان تضعف موقع حزب الله وتقلل من شعبيته بين اللبنانيين، في حين تواجه إسرائيل تحديات أمنية ودبلوماسية متعددة في المنطقة، مضيفين، الحل الأمثل هو وقف النار والعودة إلى الحوار، لكنهم يحذرون من أن أي خطأ أو استفزاز قد يؤدي إلى انفجار الوضع وتفجير حرب لا يريدها أحد.


تهديدات إسرائيلية


من جانبها، حملت إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي تفلت على الحدود، وهددت بضربات قوية ومدمرة في حال استمرار الاستفزازات، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات سابقة: "سيترحمون على حرب لبنان الثانية 2006، مضيفًا سنضربه بقوة لا يمكن تخيلها وسيكون أثرها على الدولة اللبنانية مدمرًا.

وفي محاولة لتهدئة الوضع، وصل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة لبحث سبل منع اتساع نطاق حرب غزة، وقال بوريل في تصريحات صحفية سابقة، "من الضروري للغاية تجنّب جر لبنان إلى نزاع إقليمي"، مخاطبًا في الوقت ذاته الإسرائيليين بالقول: "لن يخرج أحد منتصرًا من نزاع إقليمي".