رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى ميلاد صاحب البؤساء: جولة في أعمال فيكتور هوجو الذي نادي بـ"إلغاء الإعدام"

فيكتور هوجو
فيكتور هوجو

تحل اليوم ذكرى ميلاد فيكتور هوجو في 26 فبراير 1802 وهو شاعر وروائي وكاتب مسرحي ومن أهم الكتاب الرومانسيين الفرنسيين ويعتبر في فرنسا أحد أعظم شعراء البلاد، إلا أنه اشتهر في الخارج بروايات مثل نوتردام - باريس عام 1831، والبؤساء عام 1862.

حياة هوجو المبكرة

درس هوجو في كلية الحقوق في باريس، وتخرج منها، حيث يبدو أن دراساته كانت بلا هدف، وغير منتظمة، كما كتب فيما بعد عن ذكريات حياته عندما كان طالبًا فقيرًا، وهو ما ألهمه لاحقًا لكتابة شخصية ماريوس في روايته البؤساء.

ووفقًا للموسوعة البريطانية Britannica، فمنذ عام 1816، كان لدى هوجو طموحات أخرى غير القانون، لقد كان يملأ الأوراق حوله بالأشعار والترجمات، وبتشجيع من والدته، أسس هوجو مجلة بعنوان: TheConservateur Littéraire (1819–21)، حيث كتب فيها عدة مقالات اعن الشعراء ألفونس دي لامارتين وأندريه دي شينييه. 

توفيت والدته في 1821 وبعد عام تزوج فيكتور من صديقة الطفولة، أديل فوشيه، وأنجب منها 5  أطفال وفي نفس العام أصدر ديوانه الشعري الأول، الذي يضم قصائد متنوعة، وفي عام 1823 نشر روايته الأولى هان الإيسلندي، والتي ظهرت في عام 1825 في ترجمة إنجليزية.

وفي 1824 نشر ديوانًا شعريًا جديدًا بعنوان "Nouvelles Odes" واتبعه بعد ذلك بعامين بقصة رومانسية بعنوان " Bug-Jargal" واهتم هوجو بكتابة هذه القصائد ذات الأسلوب الرومانسي العصري الممزوج بالمرح.

ظهر هوجو باعتباره كاتب قصائد الرومانسية، مع نشر مسرحيته الشعرية في عام 1827 باسم "كرومويل"، واشتهرت هذه المسرحية تحديًا بسبب مقدمتها الطويلة والمتقنة، التي أسس فيها هوجو للمدرسة الرومانسية على الرغم من اعتدالها الفكري، وقدم فيها تناقضات الوجود الإنساني، من الخير والشر، الجمال والقبح، الدموع.

رواية "آخر يوم لمحكوم عليه بالإعدام"

استمد هوجو شهرته المبكرة من مسرحياته، ولكنه اكتسب شهرة أوسع عام 1831 بروايته التاريخية نوتردام دي باريس (أحدب نوتردام ) وفيها استحضر الحياة في باريس في العصور الوسطى في عهد لويس الحادي عشر كما أثر هوجو في وعي الكثيرين بشكل أعمق في روايته السابقة Le Dernier Jour d'un condamné التي تمت ترجمتها فيخا بعد للعربية بعنوان "آخر يوم لمحكوم عليه بالموت"، حيث أطلق هوجو احتجاجًا إنسانيًا ضد عقوبة "الإعدام".

رواية البؤساء

كتب هوجو روايته المهجورة البؤساء، وقد أكسبه نجاحه الاستثنائي لدى القراء من كل اتجاه عندما نشرها في عام 1862، حيث لقى شعبية فورية في بلده، وأكسبته ترجمته السريعة إلى العديد من اللغات شهرة في الخارج، وتدور القصة حول المحكوم عليه جان فالجان، ضحية المجتمع الذي سجنه لمدة 19 عامًا بتهمة سرقة رغيف خبز، بعد إطلاق سراحه، أصبح مجرمًا متشددًا وذكيًا، وفي النهاية قام بالإصلاح وأصبح رجل صناعة ناجحًا وعمدة لمدينة شمالية، وجسد هوجو في الرواية تاريخ حقبة من أخطر الحقب في حياة فرنسا وأوروبا على عهدي نابوليون بونابرت ولويس فيليب.

وكتب فيها هوجو:"ما دامت مشكلات العصر الثلاث-الحط من قدر الرجل بالفقر وتحطيم كرامة المرأة بالجوع، وتقزيم الطفولة بالجهل- لم تحل بعد، ما دام الاختناق الاجتماعي ممكنًا ما يزال ما دام على ظهر هذه الأرض جهل وبؤس، فإن كتبًا مثل هذا الكتاب لا يمكن أن تكون غير ذات غناء".