رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد هجوم "إلعال": هل يمكن الاستيلاء على طائرة إسرائيلية عن بُعد؟

طائرة إلعال
طائرة إلعال

حاولت عناصر تابعة للحوثيين الاستيلاء على شبكة الاتصالات لطائرة إسرائيلية تابعة لشركة "إلعال"، كانت متجهة من بوكيت بتايلاند إلى مطار بن جوريون، مساء السبت الماضي، وحاولوا تحويلها عن وجهتها.

وهذه هي المرة الثانية التي يقع فيها مثل هذا الحادث في الأسبوع الماضي، ووقع الحادث فوق أراضي الصومال حيث ينشط فيها الحوثيون المدعومين من إيران، وفقا لشبكة "كان" الإسرائيلية.

الحادث فتح ملفا جديدا في إسرائيل حول خطورة الهجوم عن بُعد على الطائرات الإسرائيلية، ومدى يمكن أن ينجح هجوم في خطف طائرة أو الاستيلاء عليها أو التسبب في إسقاطها.

اختراق شبكة الاتصالات

 "أفنير ياركوني"، الذي عمل في الماضي كطيار مقاتل ورئيس هيئة الطيران المدني، تحدث إلى صحيفة "معاريف" عقب إعلان شركة طيران "إلعال" عن محاولة الاستيلاء على شبكة الاتصالات لطائرة على متن رحلة جوية من بوكيت في تايلاند إلى مطار بن جوريون.

وقال "ياركوني": إنه كان هناك تدخل في الاتصالات من قبل شخص كان على اتصال بالطائرة، لا أعرف بالضبط ما قيل وكيف، ولكن الحقيقة هي أن طريقة التحدث على ما يبدو أثارت الشكوك بين الطيارين. وأضاف: إن نظام الاتصالات يرشد الطيارين، ولكن إذا كان هناك شك، فإنهم لا يمتثلون للأوامر.

وتابع يركوني: "هناك أنظمة أخرى يمكن من خلالها التحقق من جاهزية الاتصالات، وبعضها أنظمة رقمية لا تعتمد على التواصل اللفظي على الإطلاق ويتم الاعتماد عليها في الرحلات الدولية"، موضحًا: "بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا شبكة بث إقليمية توفر التعليمات، والأهم هو أن انقطاع الاتصالات هناك ليس جديدًا، ليس فقط تجاه طائرات إلعال ولكن تجاه جميع أنواع الطائرات".

حدود المخاطر

وحول حدود مخاطر لمثل هذه الحوادث، قال "ياركوني" إنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق الشديد من خلال العبث بأنظمة اتصالات، فهذا يحدث في أي مكان، مؤكدًا: إن الطائرات لا تسقط من هذا الشيء.. إذا أراد الإيرانيون إسقاط طائرة ركاب إسرائيلية فإنهم لا يحتاجون إلى شخص ما ليصعد إلى السماء ويخبر الطائرة بأن تتحرك يمينًا ويسارًا. 

ولكنه أوضح أن "المشكلة هي أنه من الممكن توجيه الطائرة للطيران إلى أماكن غير معقولة من حيث الارتفاع والمسار، ما قد يؤدي إلى خطر الاصطدام بطائرات أخرى. وهذا يمكن أن يسبب هدر الوقود أو الوقت، ولكن دعنا نقول ذلك بهذه الطريقة، مع الطيارين اليقظين لن يحدث شيء، ومن المهم إبقاء الأمور في مسارها".

وحول إمكانية حدوث عمليات خطف طائرات والاستيلاء عليها وإيقاف تشغيل المحركات عن بُعد، قال "ياركوني": "الأمر ليس بسيطًا على الإطلاق. إنه ممكن ولكنه ليس سهلًا. هناك أنظمة دفاع للطائرات متقدمة للغاية، وليس من السهل السيطرة عليها، والطيارون اليقظون لن يسمحوا بحدوث ذلك".

وحول مدى تحقق السيناريو المرعب المتمثل في اختطاف طائرة ركاب إسرائيلية عن بُعد، أكد "ياركوني": هناك وعي وقطاع اتصالات يتقدم نحو نظام يعتمد على عدد أقل من الكلمات، ورغم أن أمن الكمبيوتر لم يوفر لنا الحماية الكاملة لكننا لم نصل إلى هذه النقطة، وعلينا أن نتذكر أنه في نهاية المطاف يعرف الطيارون كيفية التحكم بالطائرة يدويًا، وهي لا تطير بمفردها".