رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اقتحامه من قوات الاحتلال.. "فوضى ورعب" بمجمع ناصر الطبى

مجمع ناصر الطبي
مجمع ناصر الطبي

أظهرت مقطاع فيديو تم تصويرها داخل مجمع ناصر الطبي، المستشفى الرئيسي في خان يونس جنوب قطاع غزة، مشاهد من الفوضى والرعب؛ بعدما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية المجمع، ما أسفر عن استشهاد مريض وإصابة ستة آخرين، حسبما ذكرت "رويترز".

وزعم جيش الاحتلال "أنها كانت عملية محدودة للبحث عن رفات المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس".

وبحسب "رويترز"، فإن مقاطع الفيديو أظهرت "رجالًا يسيرون عبر ممرات مظلمة باستخدام الأضواء المنبعثة من هواتفهم، وكان غبار الجبس يحوم حولهم والحطام متناثر في الممرات، وفي وقت ما كانوا يدفعون سريرًا عبر منطقة متضررة".

وسُمعت أصوات طلقات نارية وصرخ أحد الأطباء "هل لا يزال هناك أحد في الداخل؟ هناك إطلاق نار، هناك إطلاق نار، رءوسنا إلى الأسفل".

وقال رجل آخر في مقطع فيديو: "إن الجيش الإسرائيلي حاصر المستشفى ولا يستطيع أحد الخروج منه".

 

 

وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت، في وقت سابق، إن نصف الطاقم الطبي في مستشفى ناصر قد فروا بالفعل.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن إسرائيل أجبرت الأطباء في مستشفى ناصر على ترك المرضى في العناية المركزة هناك، ما يعرض حياتهم للخطر.

وقال الدكتور خالد السر، أحد الجراحين المتبقين في مستشفى ناصر، لوكالة أسوشيتد برس: إن "المرضى السبعة الذين أصيبوا في وقت مبكر من يوم الخميس كانوا يعالجون بالفعل من جروح سابقة".

وقال: "إن طبيبًا أصيب يوم الأربعاء بجروح طفيفة عندما فتحت طائرة بدون طيار النار على الطوابق العليا للمستشفى"، مضيفًا: "الوضع يتصاعد كل ساعة وكل دقيقة".

وكان الجيش قد أمر بإخلاء مستشفى ناصر والمناطق المحيطة به الشهر الماضي. ولكن كما هو الحال مع المرافق الصحية الأخرى، قال المسعفون إن المرضى لم يتمكنوا من المغادرة بأمان أو الانتقال إلى مكان آخر، ولا يزال هناك آلاف الأشخاص الذين نزحوا بسبب القتال في أماكن أخرى. 

لا مكان آمنًا والوضع مستحيل

ويقول الفلسطينيون إنه لا يوجد مكان آمن في المنطقة المحاصرة، حيث تواصل إسرائيل شن ضربات في جميع أنحائها.

وقالت ليزا ماشينر، من منظمة أطباء بلا حدود، التي لديها موظفون في المستشفى: "لقد أُجبر الناس على العيش في وضع مستحيل".

وجاءت الغارة الإسرائيلية بعد يوم من سعي الجيش لإجلاء آلاف النازحين الذين لجأوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس. وكانت المدينة الجنوبية الهدف الرئيسي للهجوم الإسرائيلي ضد حماس في الأسابيع الأخيرة.

تزايد المخاوف في رفح

ويأتي القتال في المستشفى في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لإظهار ضبط النفس في حربها على غزة، بعد أن تعهدت بمواصلة هجومها على رفح، آخر مكان آمن نسبيًا للمدنيين في القطاع.

وقد تسببت الهجمات التي دمرت غالبية المرافق الطبية في غزة في إثارة قلق خاص طوال فترة النزاع، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية على المستشفيات في مدن أخرى، والقصف بالقرب من المستشفيات، واستهداف سيارات الإسعاف.

ومع تدمير القصف الهائل مساحات واسعة من المناطق السكنية وإجبار معظم الناس على ترك منازلهم، سرعان ما أصبحت المستشفيات محط اهتمام النازحين الذين يبحثون عن مأوى حول المباني التي يعتقدون أنها أكثر أمانًا.

ويستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوغل بري في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، حيث لجأ الفلسطينيون النازحون إليها هربًا من القتال شمالًا.

وحوالي نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، أصبحوا الآن لاجئين في رفح.

ويعيش النازحون الفلسطينيون في ظروف مزرية، مع عدم إمكانية الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية والصرف الصحي.