رصاص الاحتلال يغتال أحلام هند: "آلو.. نحن بحاجة لمساعدتكم"

كانت هند ذات السنوات الست واحدة من بين أطفال غزة الذين انقلبت حياتهم رأسًا على عقب بعد أن استبيحت دمائهم خلال العدوان الأخير على القطاع المحاصر منذ 129 يومًا واحدة من بين قصص كثيرة مروعة تتكشف يومًا تلو الآخر مع توسع الحرب واحتدام معاركها، قصص كلها حملت عنوانًا واحدًا "استهداف الاحتلال للأطفال".. فما هى قصة الطفلة الشهيدة هند رجب؟

وأمرت سلطات الاحتلال سكان المنطقة الغربية لمدينة غزة "تل الهوا" بالتحرك جنوبًا والخروج منها، استقلت هند وعائلتها سيارة، جلس عمها وعمتها في صدارتها وجلست الطفلة إلى جانب 3 من أبناء عمها على المقعد الخلفي، وسارت العربة إلى مقصدها، حتى تعرضت لإطلاق نار بعدما واجهت دبابات الاحتلال، وانعطفت إلى محطة وقود للاحتماء واستشهدت عائلتها على الفور وبقيت هند وابنة عمها ليان على قيد الحياة، عالقين بين جثث أقاربهما، ولبثت الطفلتان مكانهما يكاد يغمى عليهما من الرعب والفزع.

وظلت الطفلة مختبئة وابنة عمها بالعربة بين جثث أقاربها وغلب الخوف عليها واستكان ولم تجد طريقة لطلب النجاة غير الاتصال بالهلال الأحمر الفلسطيني، وكانت آخر كلماتها التي وثقتها الجمعية:«نحن بحاجة لمساعدتكم، إنهم يطلقون الرصاص باتجاهنا ونحن داخل السيارة وبالقرب منا دبابة»، أنهى الرصاص الاتصال مع الطفلة ولا شك أن كثير من كلماتها وصراخها انقطع بانقطاعه، حتى هرعت سيارة إسعاف لإنقاذهما، فكان مصير طاقمها نفس مصير عائلتها.

وصلت أنباء الطفلة العالقة إلى العامة وعرف الجميع قصتها، بعد نداء الإغاثة التي أطلقته وهى عالقة بين جثث أفراد عائلتها، فكانت أمها تهفو لابنتها بعين دامعة وفؤاد موجوع وتتلهف لرؤيتها ولو ساعة واحدة، وظل الجميع يتناقلون قصتها ويترقبون مصيرها، فمرت الأيام وترامت الأخبار بعد 12 يومًا تقول إن الفتاة انقطعت أنفاسها إلى الأبد، وقد أتم الاحتلال قسوتها عليها فلم يكتف بقتل عائلتها، لكنه حال بينها وبين الحياة.

شغلت قصة الطفلة الفلسطينية العالم، فما ماتت الصغيرة مرة واحدة بيد أنها ذاقت الموت كثيرًا قبل أن يأتيها في لحظات مرعبة قضتها بين جثامين أسرتها في سيارة مغلقة، لتبقى واحدة من بين 11 ألف طفلًا فلسطينيًا طالتهم نيران الغدر، لتنتهي معهم قصص وأحلام وآمال قبل أن تبدأ.