حرر طريق الحج من القرامطة.. قصة “الغريب” وعلاقته بأقدم مساجد السويس

مسجد عبد الله الغريب أحد أقدم مساجد السويس، وارتبط اسم السويس به ، حيث يطلق عليها كثيرون السويس بلد الغريب، ويقع المسجد بمنطقة الغريب في حي السويس، تحديدا في ميدان الكسّارة، تلك المنطقة التي يعد أغلب سكانها من سكان السويس الأصليين، قبل أن تكتظ بالوافدين الذين تركوا بلادهم قاصدين السويس بحثا عن الرزق.

وحمل المسجد اسم عبد الله الغريب نسبة إلى يعقوب بن يوسف والذي اشتهر بـ" عبدالله الغريب"، وفي الرواية الشعبية تنسج له قصص وكرامات لدوره في الدفاع عن المدينة من هجوم القرامطة.

ويستمد “الغريب” أهميته كشخصية تاريخية، كونه حرر طريق الحج بعد أن قطعه القرامطة وقتلوا أكثر من 30 ألف من الحجيج.

 

العتبة الأولى للحج 

ويقول الدكتور محمد التهامي، الباحث والروائي، إن أهمية المسجد فى التاريخ الاسلامي انه كان العتبة الأولى للحج، حيث كان  كل من يرغب فى الحج يجتمعوا بجوار المسجد لتبدأ قافلة الحج، وكان من يأتي للحج يزور المسجد قبل بداية رحلته او نهاية رحلته.

تاريخ البناء 

ويروي “التهامي” أن  المنطقة التي بني عليها المسجد كانت مخصصه للمقابر وكانت تحتوي على العديد من مساجد الاولياء مثل سيدي فرج وسيدي مشيمش وتم دفن ابو يوسف ابن يعقوب الفارس المغربي بعد استشهاد في أحد المعارك ضد القرامطة في فترة بعد رحيل كافور الاخشيدي وقيام الدولة الفاطمية  وقد تم بناء المسجد الاول سنة 931 م.

ويعتقد البعض أن اسم محافظة السويس  جاء من نداء القائد الشهيد أبو يوسف ( عبد الله الغريب) الذي كان ينادى الناس فى المعركة: " أقدموا سواسية ترهبون أعداء الله ". فكانوا الناس سواسية، ثم تحركت الكلمة إلى سوسية، وبلدهم التي يسكنوها " السويس".

مراحل التطور 

ويقول التهامي أن المسجد كان مسجد صغير حتي جاء عهد الخديوي توفيق بتجديد واعادة بناء كل المساجد الرئيسية فى الاقاليم وتم اعادة افتتاحه فى عهد ابنه  الخديوي عباس حلمي 
ثم قامت حكومة  جمال عبد الناصر  بعد ذلك بتجديد آخر فى الفترة من 1965- 1966م، لم يجدوا أي اثر لجثمان الولي الشهيد سيدي عبد الله الغريب  ، بيد أن الولي الصالح سيدي عبد الله الغريب زار الشيخ حافظ سلامة فدله على المكان الصحيح للجثمان،  فذهب الحاج حافظ إلى القائمين على التجديد وأمرهم بالحفر فى المكان الذي دله عليه فوجدوه.