رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خنق الحقيقة.. ضحايا الاحتلال من الصحفيين فى غزة تتخطى الحرب العالمية الثانية

استهداف الصحفيين
استهداف الصحفيين في غزة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 27 ألف شهيد وإصابة أكثر من 60 ألفا آخرين، وكان الصحفيون من بين أكثر الفئات التي تم استهدافها بشكل متعمد من قبل قوات الاحتلال لمنعهم من نقل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وفي هذا العدوان المستمر استشهد حتى الآن 123 صحفيا فلسطينيا بحسب المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، الثلاثاء بجانب اعتقال 21 صحفيا، هذا بخلاف صحفيين وإعلاميين آخرين استشهدوا جراء العدوان لم يتم احتسابهم من قبل نقابة الصحفيين الفلسطينية، حيث ركزت قوات الاحتلال على استهداف الصحفيين بشكل خاص، سواء من خلال قصفهم عمدا في أثناء عملهم الصحفي في الميدان أو استهداف منازلهم، أو مكاتبهم كما حدث في مجزرة برج حجي في غزة التي قصفتها قوات الاحتلال في العاشر من أكتوبر، مع العلم بوجود العديد من المكاتب الصحفية داخل البرج.
وعلى مر التاريخ شهد العالم العديد من الحروب وصنف بعضها بأنها الأكثر دموية في التاريخ، ولكن لم تتغلب أي من هذه الحروب على وحشية الاحتلال تجاه الصحفيين الفلسطينيين، ففي حرب غزة الحالية قتل أكبر عدد من الصحفيين شهده العالم خلال حرب واحدة.

الحرب العالمية الثانية 

تعد الحرب العالمية الثانية والتي بدأت من 1939 حتى 1945 الحرب الأكثر دموية ووحشية في التاريخ، فقد قتل فيها حوالي 60 مليون شخص (40 مليون مدني، 20 مليون جندي)، وعلى الرغم من ذلك لم يقتل في هذه الحرب التي دامت لستة أعوام متتالية سوى 69 صحفيا فقط.

حرب فيتنام 

دامت حرب فيتنام لعشرين عاما متواصلين منذ عام 1955 حتى عام 1975، وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل أكثر من 3 ملايين شخص، مع ذلك لم يقتل في هذه الحرب سوى 63 صحفيا فقط.

من غير المنطقي أن تقارن الحروب والتي دامت لأعوام بالحرب المستمرة لخمسة أشهر، فعل الاحتلال واضح وصريح، لا يرغب من العالم مشاهدة مدى وحشيته تجاه المدنيين. 

استهداف الصحفيين الفلسطينين قبل طوفان الأقصى 

وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال الصحفيين الفلسطينيين بشكل خاص، لطمس تاريخ فلسطين ومنع نقل جرائمه للعالم، من خلال  الاعتداءات على الصحفيين سواء عبر اغتيالهم أو اعتقالهم خلاف استهداف المكاتب الصحفية داخل القطاع.

ووفقًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، أسفرت هذه الاعتداءات المستمرة منذ عام 2000 حتى عام 2022 عن استشهاد اكثر من 46 صحفيا - قبل طوفان الأقصى - أشهرهم الصحفية شيرين أبو عاقلة التي استشهدت في مايو عام 2022، وكانت "أبو عاقلة" من أهم الصحفيين الذين ينقلون صوت وتاريخ وفلسطين، ووحشية الاحتلال على مدار 25 عاما، ووقع الاستهداف في أثناء تغطية "أبو عاقلة" لاقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين في الضفة الغربية.

كذلك أعدت منظمة "مراسلون بلا حدود" تقريرًا أظهر تعرض أكثر من 144 صحفيًا فلسطينيًا واجنبيًا، للاعتداءات من الاحتلال بأشكال مختلفة منذ عام 2018 حتى عام 2022 مما نتج عن مقتل بعضهم، واصابة البعض الاخر بإصابات دائمة. 

ولم تتوقف الاعتداءات على الصحفيين فقط، بل على المباني التي تضم مكاتب إعلامية، كما حدث في عام 2021 عندما قصفت إسرائيل برج الجلاء المكون من 13 طابقا، مدعية أنه لدواعٍ أمنية لمحاربة أعضاء حماس رغم أنه كان يضم عددا من المكاتب الإعلامية مثل وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.