رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناريوهات التخلص من نتنياهو.. فرص الإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلى وحكومته المتطرفة

نتنياهو
نتنياهو

أفادت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن ثمة عدة سيناريوهات للإطاحة برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الحكومة الإسرائيلية، والتخلص من الاتئلاف الحاكم المتطرف، ولكن في ظل وجود العديد من الفرص فإن هناك العديد من التحديات أيضًا التي تواجه هذ المقترحات وتعرقل مخططات التخلص من نتنياهو في ظل فشله في حرب غزة.

سيناريوهات التخلص من نتنياهو

من بين هذه  السيناريوهات، هناك تصويت بحجب الثقة الذي تم تعديله في عام 2014 لضمان ضرورة اقتراح حكومة بديلة، وأي تصويت بناء بحجب الثقة يتطلب موافقة ما لا يقل عن 61 عضوًا في الكنيست، أو إمكانية تمرير الكنيست مشروع قانون مدعوم بأغلبية بسيطة لحل نفسه والانتقال إلى الانتخابات، وفي الوقت الحالي، يبدو أنه لا توجد شهية في الكنيست الحالي لإرسال البلاد إلى انتخابات أخرى في زمن الحرب، ناهيك عن الأصوات اللازمة لتشكيل ائتلاف حاكم بديل.

والآلة الثانية لإقالة نتنياهو، تنبع من استقالة بيني جانتس وجادي آيزنكوت من حكومة الحرب، إلى جانب الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق، والتي ستكون بمثابة حافز لحفنة من أعضاء الكنيست من حزب الليكود للتخلي عن نتنياهو، لكن ليس هناك ما يضمن أن جانتس وآيزنكوت سيستقيلان طوعا من منصبيهما المؤثرين في أي وقت قريب، فبالنسبة لهم، فإن الإشراف على قرارات نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، مثل منع المزيد من التصعيد في لبنان، يساعد في إضعاف الجهات الفاعلة اليمينية المتطرفة في التحالف، كما لا يزال نتنياهو يحتفظ بالسيطرة على حزبه، ليس لدى حزب الليكود تاريخ في التخلي عن زعيمه، وبالتالي فإن فكرة أن أعضاء حزب نتنياهو يمكن أن يروا طريقًا للمضي قدمًا بدون زعيمهم والانسحاب من الائتلاف الحاكم لا تزال بعيدة المنال.

وأشارت المجلة إلى أن الخيار الثالث بعيد بشكل نظري، لكنه أثبت أنه جزء لا يتجزأ من التغيير السياسي الذي تشهده إسرائيل بعد صدمة طوفان الأقصى، والتي تعتمد على إنشاء لجان التحقيق الحكومية التي تتمتع بالقدرة على استدعاء الشهود والتوصية بإقالة المسؤولين ويترأسها رئيس المحكمة العليا لتكون بعيدة عن التدخلات السياسية،  فهذه اللجنة أجبرت جولدا مائير على الاستقالة من منصبها في أعقاب الهزيمة المذلة أمام مصر عام 1973، ونظرًا للصدمة الكبرى التي أحدثتها طوفان الأقصى في 7 أكتوبر يمكن إنشاء لجنة تحقيق مشابه، والتي يمكنها بشكل كبير التوصية بإقالة نتنياهو، لكن أي لجنة تحقيق ستستغرق أشهر قبل أن تنشر نتائجها ما يمنح نتنياهو الفرصة لتعديل تشكيل اللجنة لحماية نفسه.

وأوضحت أن السيناريو الرابع هو بمثابة سلاح ذي حدين، لأنه يتضمن خيار بقاء نتنياهو في السلطة، حيث تشرع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في المضي قدمًا لتنفيذ مبادرة إقليمية متكاملة تتضمن نهاية الحرب الإسرائيلبية على غزة لتحقيق الاستقرار في المنطقة العربية والتوصل لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وتتضمن هذه المبادرة عدة خطوات منها وقف إطلاق النار لعدة أشهر يليه إبرام اتفاقية التطبيع شرط موافقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة دولة فلسطينية والانسحاب الكامل من قطاع غزة، ومثل هذه المبادرة ستؤدي إلى تفكيك حكومة نتنياهو وربما رحيله، ولكن محاولاته الحفاظ على سلطته قد تدفعه للجوء إلى اليسار وإبرام تحالفات جديدة لإبرام الصفقة وضمان بقاءه في الحكم بعيدًا عن الائتلاف اليميني المتطرف، وهنا ستكون الصفقة بمثابة شريان حياة جديد لنتنياهو.

وأكدت المجلة أن تصحيح المسار في إسرائيل يعتمد على تغيير الحكومة بشكل كامل وأن يتولى القيادة بيني جانتس، الذي يعمل على تأسيس دولة ديمقراطية وتعزيز سيادة القانون، والتخلي عن الخطاب الهدّام الذي اتبع نتنياهو وشركاءه في الائتلاف الحاكم تجاه الولايات المتحدة، والعمل بشكل أكثر واقعي مع القضية الفلسطينية، لكن ثمة شكوك كبرى بشأن قدرة الحكومة الجديدة على اتخاذ قرارت جوهرية فيما يخص أي اتفاق لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالرغم من هذه الشكوك فإن أي حكومة جديدة بعيدة عن اليمين المتطرف، ستعمل على تقريب الخطوات لحل الأزمة، مع تغيير القيادة الفلسطينية.