تحولات في المواقف العالمية: مصر تحرك الدول الكبرى نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اجتماعا في القاهرة  ضمن جولة الأخير الإقليمية لترسيخ وقف إطلاق النار في غزة ودعم جهود الحل السياسي للقضية الفلسطينية.

وتناول الاجتماع سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون في مواجهة التحديات الإقليمية، وثمن بلينكن الدور الرئيسي الذي قامت به مصر في التوسط لإنهاء العنف في غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.

الشراكة المصرية الأمريكية

والتقى بلينكن بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وناقش معه العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ونقل بلينكن للسيسي تحيات الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأكد استمرار الولايات المتحدة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يدعم جهود الحفاظ على الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.

وشكر بلينكن مصر على دورها الرئيسي في التوسط لوقف العنف في غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وأعرب الجانبان عن تطابق وجهات النظر بشأن ضرورة العمل على تحقيق حل سياسي شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأكدا أن جهود مصر المكثفة أسهمت في إدراك العالم بعمق الأزمة الفلسطينية وخاصة على المسار الإنساني، بعد وصول عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 27 ألف شهيد وتشريد أهالي القطاع بالكامل تقريبا وسط وضع صحي في غاية السوء.

جهود مصر وتحول مواقف العالم

مراقبون أكدوا أن انخراط مصر بقوة في حل القضية دفع القوى العالمية كافة لتغيير مواقفها وخاصة فيما يتصل بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحتمية السرعة اللازمة في اتخاذ هذا القرار، حتى يقتنع الفلسطينيون أن هناك أفقا سياسيا لحل القضية ونزع فتيل العنف في المنطقة وتجنيبها الانزلاق نحو مواجهات شاملة.

وأضاف المراقبون، أن الموقف البريطاني المعلن على لسان وزير الخارجية ديفيد كاميرون، الذي أكد فيه أن بريطانيا مستعدة لتقديم اللحظة التي تعترف فيها رسميا بالدولة الفلسطينية، بما يظهر للفلسطينيين أن هناك تقدما لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، وأن ذلك قد يتم في وقت مبكر وفي الأمم المتحدة، بما يعزز فرص الوصول إلى تسوية نهائية، يعكس تحول وجه نظر العالم إلى ضرورة تعزيز حل الدولتين والقضاء تمامًا على فكرة تهجير الفلسطينيين.

التحديات الإقليمية وآفاق التعاون الثنائي

يذكر أن اللقاء تناول القضايا الإقليمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك، مثل الوضع في ليبيا والعراق وسوريا واليمن وإيران، وسبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية والأمنية.