رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيو الشتات: نبذل كل الجهود لفضح جرائم الاحتلال

فلسطينيو الشتات
فلسطينيو الشتات

يعيش الفلسطينيون فى الخارج غربة مزدوجة، فيعانون مرارة البُعد عن وطنهم، ويقاسون قسوة الشعور بالعجز، وهم يرون أهلهم يستشهدون بعشرات الآلاف وتُدمر بيوتهم ولا يجدون المأوى، لكنهم يتحصنون بالروح الوطنية التى تقاوم كل هذه الآلام، ويسعون بشتى الطرق للدفاع عن قضيتهم حتى وهم فى بلاد الغربة.

وتحدثت «الدستور» مع عدد من الفلسطينيين فى النرويج، وفرنسا، والأردن، الذين يبذلون جهودًا مضنية لمواجهة العدوان الإسرائيلى، بشرح طبيعة القضية والصراع، وفضح جرائم المحتل وتفكيك أكاذيبه، وتوضيحها للرأى العام الغربى.

فى البداية، قال الدكتور عادل الغول، مواطن فلسطينى، من قطاع غزة، ومهاجر إلى فرنسا، إن أبناء الجالية يشاركون كل أسبوع فى تنظيم مظاهرات داعمة لشعبهم فى فلسطين، من خلال منظمات فرنسية داعمة للقضية فى أوروبا مثل «يورب فلسطين».

وأضاف أن أبناء الجالية ينظمون مظاهراتهم يوم السبت أو الأحد من كل أسبوع، ولا يمر أسبوع دون أن تندلع فيه المظاهرات فى الشوارع، وبكثافة عالية، وبمشاركة أحزاب فرنسية، مثل حزب اليسار ونقابات عمالية ومنظمات غير حكومية فرنسية.

وأضاف «فى أول أسبوعين من الحرب، كانت المظاهرات ممنوعة فى فرنسا بقرار من وزير الداخلية الفرنسى الداعم لإسرائيل، وعلى الرغم من أنها كانت ممنوعة، فإنه كانت هناك مشاركات».

وتابع: «فى الأسبوع الثالث، تم رفع طلب للمحكمة، التى أصدرت حكمها بشرعية تلك المظاهرات، وقضت بأنه يُمنع على وزير الداخلية الفرنسى أن يُصدر قرارًا بمنع أى مظاهرة، وتم الحصول على ترخيص من الشرطة، والمظاهرات أصبحت بشكل أسبوعى، يشارك فيها الآلاف، وبعض المظاهرات فى باريس شارك فيها أكثر من ٦٥ ألف متظاهر».

وأشار إلى أن الجالية الفلسطينية، بالذات، الموجودة فى باريس، تشارك بكثافة فى هذه المظاهرات، مضيفًا أن المظاهرات لا تقتصر فقط على باريس، بل هى فى كل أنحاء فرنسا.

وتابع «هناك حشد شعبى كبير فى فرنسا لدعم فلسطين، والتنديد بجرائم الاحتلال فى قطاع غزة، وهناك تعاطف كبير مع ما يجرى مع شعبنا الفلسطينى فى غزة من جرائم حرب وإبادة».

وحول سبل مساعدة ودعم الشعب الفلسطينى ماديًا، قال «كنا نجمع تبرعات فى البداية، ولكن كانت هناك تضييقات، وعلى الرغم من ذلك تم جمع تبرعات وإرسالها من خلال منظمات عبر الهلال الأحمر الفلسطينى، وهناك مساعدات ترسل مباشرة من خلال جمعيات موجودة فى فرنسا لجمعيات موجودة فى القطاع»، مواصلًا «التبرعات الفردية ترسل بشكل شخصى للأهل والأقارب فى القطاع».

وتابع «جميع أبنائى مولودون فى قطاع غزة، ما عدا ابن واحد ولد فى فرنسا، لكن الكل تربى على دعم القضية الفلسطينية والإيمان بقضية فلسطين وشعبها، وأولادى نشطون على مواقع التواصل الاجتماعى لدعم القضية، كما أسسوا صفحات من أجل ذلك».

ومن الأردن، قال الدكتور صلاح الرقب، إن الدعم الموجه للقضية فى الأردن كبير جدًا، وهناك مظاهرات مستمرة فى المدن الأردنية لدعم غزة.

وقال «الدعم مستمر من أبناء الجالية الفلسطينية فى الأردن، وأيضًا من الأردنيين أنفسهم، وتم إرسال مساعدات وأشكال مختلفة للدعم، والأردن من أكبر الدول المدافعة عن الشعب الفلسطينى منذ بداية العدوان على غزة، وكذلك مصر، سواء من خلال الدعم السياسى أو المادى على مستوى المساعدات الإنسانية، وغيرها».

من جانبها، قالت «س.م»، مواطنة فلسطينية من قطاع غزة، مهاجرة إلى النرويج، استشهد والدها وعدد من أفراد أسرتها فى قصف إسرائيلى خلال الحرب الحالية، إن ما يحدث فى غزة هو إبادة جماعية ممنهجة، وحصار محكم وسياسة تجويع، الهدف منها تهجير سكان غزة.

وحول مساندتها ودعمها أبناء شعبها، قالت «بدأت بمقاطعة المنتجات والشركات الداعمة للكيان، والمشاركة بالوقفات التضامنية قدر الإمكان، ما يتناسب مع ظروفى وظروف عملى».

وقالت إنها تعمل على فضح رواية الاحتلال عبر نشر حقيقة القضية الفلسطينية، مضيفة «على صعيد الأصدقاء النرويجيين المقربين، كثيرًا ما أشارك معهم فيديوهات للقتل والتدمير والتخريب الذى يحدث فى غزة، مع توضيح قدر الإمكان أن هذا ليس بصراع، ولكنه احتلال، ومن حقنا المشروع مثل باقى شعوب العالم مقاومة الاحتلال، وكثيرًا ما أقارن بين أعداد القتلى فى أوكرانيا وشهدائنا فى غزة». وتابعت «عمى استشهد فى شهر ديسمبر الماضى، وابن عمى استشهد فى يناير، ثم استشهد والدى فى ١٠ يناير، وهذا كان خبرًا كالصاعقة، ولكن الحمد لله على كل شىء».