رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهجرة الطوعية.. ما المقترح الإسرائيلى الجديد لتفريغ غزة من سكانها؟

غزة
غزة

كثُر الحديث في إسرائيل عن فكرة "الهجرة الطوعية"، وعن اقتراح داخل إسرائيل يهدف إلى السماح لمئات الآلاف من الغزيين بالهجرة إلى دول أخرى، وحتى منحهم ومنح الدول الجاهزة لاستقبالهم حوافز. 

هذه الفكرة التي كانت محصورة سابقًا في حزب "قوة يهودية"، وتظهر بوضوح في برنامجه السياسي، ولكن خلال الفترة الأخيرة أصبحت مقترحًا يلقى قبولًا حتى داخل صفوف اليسار الإسرائيلي، وفقًا لمقال للمحللين ليمور سون، وهار مالك، في صحيفة "معاريف".

مقترح جديد

في مقال كتبه النائب من حزب "يوجد مستقبل"، رام بن باراك، بمشاركة النائب داني دانون، ذكرا أنه يتوجب على دول العالم مساعدة سكان غزة على الهجرة والاستقرار من جديد، وكتب "بن باراك": "يمكن القيام بذلك عبر منظومة تنسيق دولية، الهدف منها مساعدة سكان غزة، ومن أجل تسهيل تأقلم الغزيين سيكون على المجتمع الدولي مساعدتهم بحزمة تسهيلات اقتصادية، وهو ما سيسمح لكل عائلة غزية ببدء عملية استيعابها بسهولة وراحة".

وأضافا في المقال أن "عددًا أصغر يمكن أن يشكل البداية، 10 آلاف غزي في كل دولة، سيقلل كثيرًا من معاناة المجتمع الغزي، ويحسّن ظروف من يتبقى في القطاع، هناك 193 دولة في العالم، حسب التصويت في الأمم المتحدة، تؤيد الفلسطينيين بشكل صارم، يمكن الافتراض أنها، في أغلبيتها، لن تعارض مساعدتهم، المطلوب استجابة عدد من الدول لهذه المطالب وقبول الغزيين. هذا ليس واجبًا أخلاقيًا فقط، بل فرصة لدول العالم كي تتجند وتبدي التزامها بحلّ قابل للتطبيق، يساعد على دفع الشرق الأوسط برمته إلى الاستقرار".

هجرة طوعية أم تهجير؟

حاول "بن باراك" إيضاح الفرق بين فكرة الهجرة الطواعية وبين المقترح الصادر من اليمين المتشدد، مشيرًا إلى أنه يريد فقط السماح لمن يريد بالهجرة، بعكس اليمينيين المعنيين بالتهجير، إلّا أن مراجعة البرنامج السياسي لحزب "قوة يهودية" تكشف عن أن اقتراحه شبيه باقتراح الحزب اليميني الإسرائيلي، وهو اقتراح تمت كتابته قبل الانتخابات.

فكرة الهجرة الطوعية، كما يطرحها "بن باراك" وبعض اليسار، هدفها استقرار (من يريد) من الغزيين في بلاد أخرى ومساعدتهم في بدء حياة جديدة وكريمة، هي فكرة في مجملها ليست جديدة، خصوصًا أن إسرائيل تجد نفسها، المرة تلو الأخرى، في حالة خطر من غزة، فأصبح الحل هو أن يتم تفريغ غزة "طواعية" من سكانها.