رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا نلوم الفلسطينيين لكرههم لنا.. ماذا يدور بين جنود الاحتلال فى غزة؟

جنود الاحتلال في
جنود الاحتلال في غزة

في خضم الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، بدت إسرائيل أكثر عزلة على مستوى العالمي، حيث تخلى عنها الحلفاء وبدأوا يطالبون بوقف فوري للحرب التي أسفرت عن ارتقاء ما لا يقل عن 27 ألف شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، حيث فشلت حكومة الاحتلال في إخفاء جرائمها، ليتحدث جنود الاحتلال الذين يقاتلون في غزة فيما بينهم عن هذه العزلة الدولية ويعترفون: "لا نلوم الفلسطينيين لكرههم لنا، نعلم جيدًا ما يشعرون به بعد فقدان أحبائهم".

الانقسامات تضرب الجيش الإسرائيلى

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تصريحات مجند إسرائيلي يدعى عاموس شاني أتزمون، يقاتل في غزة، والتي أكد فيها أنه لا أحد يلوم الفلسطينيين في الوقت الحالي على كرههم الكبير لإسرائيل لديهم أسباب منطقية، بعد كل هذا الدمار والنيران العدد الهائل للضحايا، هناك عائلات بأكملها قتلت في هذا القصف.

وتابعت الشبكة أن أتزمون هو جندي احتياطي تم استدعاؤه بعد عملية طوفان الأقصى للمشاركة في هذه الحرب الوحشية، التي أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين ونزوح 2 مليون شخص داخليًا كما أن أكثر من 400 ألف آخرين يواجهون خطر الموت جوعًا.

وأضافت أن هذا الدمار الهائل جعل المجتمع الدولي، بما في ذلك بعض أقرب حلفاء إسرائيل، يشعرون بالرعب المتزايد إزاء حجم العنف الممارس على المدنيين في غزة، ووجدت محكمة العدل الدولية أنه من "المعقول" أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة وأمرت إسرائيل "باتخاذ جميع التدابير" للحد من الموت والدمار الناجمين عن حملتها العسكرية، ومنع ومعاقبة التحريض على الإبادة الجماعية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وقال أتزمون إنه مثل عشرات الآلاف غيره، أمضى معظم الربيع والصيف الماضيين في الاحتجاج ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وخططه لإصلاح القضاء الإسرائيلي، خصوصًا أن هذه الحكومة هي الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل فهم يرفضون فكرة إقامة دولة فلسطينية ويدعمون المستوطنات اليهودية داخل الضفة الغربية.

وتابع: "نأمل أن تعمل إسرائيل على حل الدولتين، لن يتوقف الشعب الفلسطيني عن قتالنا طالما أنه لا يتمتع بالحكم الذاتي، سيظل ثمة خطر يهددنا إن لم يحصلوا على هذا الحق".

وأضاف: "من الصعب التوفيق بين آرائي السياسية وكوني جنديًا، وهو أمر منتشر بشكل كبير بين الجنود الإسرائيليين".

وأشار إلى أنه غير راض عن هذا الدمار الهائل في غزة، خصوصًا مع استهداف الأطفال والمسنين والنساء، فلا أحد منهم يريد الموت بهذه الطريقة، قائلاً: "ولكن في النهاية يقال لنا إننا لنا الحق في الدفاع عن أنفسنا ضد حماس".

وأضاف: "نعلم جيدًا أن ما قامت به حماس في 7 أكتوبر هو مقاومة للحصار، ولكنه تسبب في إشعال شرارة الحرب، القيادة تؤكد لنا أن الحل الوحيد هو القضاء على هذه الجماعة".

وأوضح أن جميع الجنود في غزة يرغبون في رحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو عن الحكم، قائلاً: "كان عليه الاستقالة بعد 7 أكتوبر مباشرة، لقد خذل الجميع".

وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه بالرغم من أن عددا كبيرا من جنود وضباط جيش الاحتلال يرفضون الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة ولا يرون أنها الحل لإنهاء هذا التهديد، فإن عددا آخر يؤيدها ويرى أن نتنياهو لديه الحق في الدفاع عن إسرائيل بأي طريقة.

وتابعت أن المجتمع الإسرائيلي متعدد الأطياف السياسية، ولكن بالنسبة للجيش فهذه أول مرة ينتشر فيه الانقسامات بهذا الشكل.

وأضافت أن البعض في جنود الاحتياطي يرون أنفسهم قتلة ينتقمون بشكل مطلق ويطبقون العقاب الجماعي على أهل غزة، وقال أحدهم: "لن أسمح بتحويلي إلى قاتل، الوضع الحالي تسببت فيه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي اعتقدت أن حصار غزة من شأنه القضاء على تهديد أمني".

وأشارت إلى أن الكثيرين خارج إسرائيل يرون أن حدود التناسب في هذه الحرب قد تم تجاوزها، وقع أكثر من 800 مسئول من الولايات المتحدة وأوروبا على انتقادات لاذعة للسياسة الغربية تجاه إسرائيل وغزة، واتهموا حكوماتهم بالتواطؤ المحتمل في جرائم حرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة.