بعد عرض "حالة خاصة".. تعرف على دور الدولة في دمج أطفال التوحد في المجتمع
أثار مسلسل "حالة خاصة" الذي تم إطلاقه عبر منصة Watch it ، تفاعل الكثير من محبي الدراما، حيث سلط المسلسل الضوء على اضطراب طيف "التوحد"، وأهمية مساعدة الأطفال والبالغين الذين يعانون من اضطرابات التوحد، ومساعدتهم على التقدم في الحياة.
وبهذه المناسبة نستعرض في التقرير التالي، ما هو اضطراب التوحد؟ وما دور الدولة في دمج الأطفال المصابين بالتوحد في المجتمع؟.
ما هو التوحد؟
وفقًا للأمم المتحدة، فإن التوحد هو حالة عصبية، تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ويشير مصطلح "التوحد" إلى مجموعة من الخصائص، وإن من سبل الدعم المناسب لهذا الاختلاف العصبي، التكيف معه وقبوله أن يتيح للمصابين بهذا المرض التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.
ما مدى انتشار اضطراب طيف التوحد؟
ووفقًا لأحدث إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل المصابين بالتوحد حول العالم أخذ في الازدياد المستمر، إذ تبين الدراسات الحديثة أن متوسط معدل الانتشار العالمي يبلغ 62 لكل 10 آلاف، ويعني ذلك أن طفلا واحدا من كل 160 طفلا مصاب باضطرابات طيف التوحد.
ما دور الدولة في دمج الأطفال المصابين بالتوحد في المجتمع؟
تولى القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا للأشخاص الذين يعانون من التوحد، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة مبادرات للكشف المبكر عن الأمراض التي تصيب هؤلاء، بالإضافة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما أطلقت وزارة الصحة مبادرة خاصة للكشف المبكر عن التوحد، كما تهتم الدولة بأنشاء العديد من الهيئات والمؤسسات التأهيلية لتأهيل وتدريب الأشخاص المصابين بطيف التوحد ومساعدتهم على التعلم والتقدم والتطور، من خلال دمجهم في المجتمع، من خلال البرامج المخصصة لهم.
وأيضًا نظمت مصر العديد من الفعاليات للتوعية بمرض التوحد، لمواكبة الاحتفال باليوم العالمي لمرض التوحد، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007، وحُدد له 2 أبريل من كل عام.
ووجه الرئيس السيسي جميع الوزارات بدعم بذوي الهمم وبمرضى التوحد، وتقديم الخدمات المختلفة لهم، من خلال البرامج التوعوية والأنشطة، والخدمات والبرامج والتعليمية والطبية والصحية والترفيهية والرياضية، والبرامج الإرشادية وغيرها.
والعمل نحو دمج الأشخاص أصحاب الهمم بالمجتمع، والحد من الإعاقة وتقديم الخدمات التدريبية والتأهيلية، وخدمات التشغيل للمعاقين، وأسرهم في مجتمعاتهم المحلية، بل وفي أماكن سكنهم.
هيئات متخصصة لتقديم الرعاية لهم:
وأفادت وزيرة التضامن الاجتماعى أنه من خلال 805 هيئات تأهيلية يتم تقديم الخدمات المتخصصة لرعاية وتأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة -ومنهم الأشخاص ذوي التوحد - مثل خدمات التشخيص والتدخل المبكر، علاج مشاكل التخاطب، تنمية المهارات الذهنية، التأهيل الشامل، الإقامة الداخلية، وغيرها من الخدمات.
كما تسعى وزارة التضامن لتقديم الجهود والبرامج التى تعمل على رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي التوحد، بالتنسيق مع مختلف مؤسسات الدولة فى إطار التأكيد على حقوقهم بالمجتمع.
خدمات صحية
كما قررت الوزارة استثناء الأشخاص ذوي التوحد من الحجز على منظومة وزارة الصحة لاستخراج بطاقات إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة والاكتفاء بتقديمهم تقرير طبي معتمد من مستشفى حكومي أو جامعي، أو أحد مستشفيات الشرطة أو أحد مستشفيات القوات المسلحة.
كما أعلنت وزارة التضامن عن برنامج الدعم النقدى كرامة، الذي يستفيد منه مليون و185 ألف من الأشخاص ذوى الإعاقة بإجمالي 543 مليون جنيه تقريبا شهريا.
حضانات مخصصة لرعاية أطفال التوحد
خصصت الدولة عدد من الوحدات المخصصة لتقديم الخدمات لأطفال التوحد وأصحاب الهمم المختلفة، سواء كانت حسية أو ذهنية وحركية أومتعددى الإعاقة، والذين لم يبلغوا سن الثامنة، وأيضًا تتقديم توفير البرامج الثقافية والفنية والرياضية التي تساعد في تنمية شخصياتهم.
مركز رعاية وتأهيل حالات اضطراب طيف التوحد بعين شمس
يعد أيضًا مركز رعاية وتأهيل حالات اضطراب طيف التوحد بمجمع خدمات الإعاقة الشامل بعين شمس والتابع للمؤسسة القومية لتنمية الأسرة والمجتمع، من أهم المراكز في مصر لدعم الأشخاص المصابون بطيف التوحد، حيث يخدم المركز 200 ابن تقريبا، ويعد صرحًا لرعاية أطفال التوحد.
ويبلغ مساحة المركز 1000 متر تقريبا، ويقدم مختلف الخدمات العلاجية والتدريبية والتأهيلية للأطفال ذوي التوحد وفقا لحدة الاضطراب لدى الطفل ومستوى الذكاء، من خلال البرامج العلاجية سواء الخاصة بتعديل السلوك وتنمية المهارات أو التخاطب والعلاج بالفن، وغيرها.
