رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل أصبح الشرق الأوسط على "شفا حرب" إقليمية بين واشنطن وطهران؟

واشنطن وطهران
واشنطن وطهران

تشهد المنطقة العربية تصعيدًا خطيرًا في العنف والتوترات، بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والصراع الضمني بين الولايات المتحدة وإيران، اللذين يقفان وراء الأطراف المتنازعة. 

وقد تفاقمت الأوضاع بعد أن تعرض موقع عسكري أمريكي على الحدود الأردنية السورية لهجوم بطائرة مسيرة، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وجرح العشرات، في أول حادث من نوعه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

بايدن يتهم "الميليشيات الإيرانية"

وقد ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن باللوم على الجماعات الموالية لإيران بتنفيذ الهجوم، وتوعد بالرد بقوة وحزم، في حين نفت إيران أي ضلوع مباشر في الهجمات، ولكن بعض الميليشيات الإيرانية أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، مدعية أنه انتقام للدعم الأمريكي لإسرائيل.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تدهور العلاقات بين واشنطن وطهران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018، وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران.

وتشهد المنطقة أيضًا تصعيدًا في العنف بين إسرائيل وحماس، اللتين تتبادلان إطلاق الصواريخ والقصف على الأراضي المحتلة وقطاع غزة، مخلفة مئات القتلى والجرحى من الجانبين، وتدعم إيران حركة حماس ماليًا وعسكريًا، في حين تدعم الولايات المتحدة إسرائيل بشكل كبير، مما يزيد من خطر تحول الصراع إلى حرب إقليمية.

وتواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في الحفاظ على مصالحها وأمنها في الشرق الأوسط، حيث تتواجد قواتها في عدة دول، وتتداخل مع وجود الميليشيات الإيرانية، وتسعى الولايات المتحدة إلى الانسحاب التدريجي من المنطقة، والتركيز على التهديدات الأخرى مثل الصين وروسيا، لكن الأحداث الأخيرة تجذبها إليها مرة أخرى.

دعوات أمريكية للرد على إيران

من جانبه، قال الكاتب الأمريكي ماكس بووت، إن القوات الأمريكية فقدت الحظ يوم الأحد 28 يناير، عندما استهدفت مسيرة الموقع الذي يسمى البرج 22، بعد أن تصدت لأكثر من 160 هجومًا، بينها هجمات بالمسيرات والصواريخ، خلال أربعة أشهر.

وأضاف بووت في مقاله لـ"واشنطن بوست"، الذي حمل عنوان "بايدن يجب أن يرد على الوكلاء الإيرانيين بعد مقتل الجنود الأمريكيين"، أن الميليشيات التي تتلقى الدعم من إيران هي المسؤولة عن تلك الهجمات على القوات الأمريكية، وتساءل عن سبب عدم قدرة الدفاعات الجوية الأمريكية على صد الهجوم الأخير.

التوترات تهدد بحرب واسعة النطاق

يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن الشرق الأوسط يشهد مرحلة حرجة ومعقدة، تتميز بالتحولات الجيوسياسية والتحديات الأمنية والإنسانية.

ويضيف فهمي في تصريحات لـ"الدستور"، أن الصراع بين إسرائيل وحماس، والتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، يهددان بإشعال حرب واسعة النطاق في المنطقة، لا تقتصر على الأطراف المتصارعة، بل تمتد إلى الدول المجاورة والحلفاء والمنظمات الدولية.

وينصح د. فهمي بضرورة العمل على تهدئة الأوضاع، والعودة إلى طاولة المفاوضات، والبحث عن حلول سياسية ودبلوماسية للنزاعات، بمشاركة كل الأطراف المعنية والمؤثرة.

ويؤكد أن الشرق الأوسط يحتاج إلى رؤية استراتيجية شاملة ومتوازنة، تضمن الأمن والاستقرار والتنمية والتعاون والسلام لشعوبه.