رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"صيام بلا غروب".. كيف سيحل شهر رمضان على قطاع غزة؟

معاناة أهل غزة مع
معاناة أهل غزة مع الجوع

مع قرب حلول شهر رمضان المعظم واشتياق المسلمين حول العالم إلى ليالي الصيام به التي فرضت عليهم فيه عبادة، هناك أهل غزة يصومون ومنذ أكثر من مئة يوم ليس بهدف عبادة ربانية، ولكن جبرًا نتيجة إبادة فرضها الاحتلال عليهم فجعلهم يعيشون مشاعر الصائم الدائم، ولكن الفارق أن صائم رمضان ينتظر لحظات غروب الشمس ليفطر ويسد جوعه، منتظرًا الدخول يوم القيامة الجنة من باب الصائمين، ولكن صائم غزة لا يعلم هل للحظة الغروب والفطور أن تحين، وهل قبل أن تحين سيكون شهيدًا أم لا.

مع مأساة الجوع والفقر التي يعاني منها سكان قطاع غزة، نظرًا لممارسات الاحتلال الوحشية أصبح صيامهم هو الوسيلة الوحيدة التي بها يلجأون إلى توفير الطعام لأطفالهم وذلك وفقًا لما تداولته تقارير تليفزيونية مع أهل القطاع.

أم تصوم من أجل طفلها

إذ أكدت إحدى السيدات مشاهداتها لواحدة من الأمهات اللاتي فضلن أن يأكل طفلها بدلًا منها وتعطي لها وجباتها، وبدلًا من أن تأكل ثلاث وجبات مثلما يأكل الشخص الطبيعي الأمر الذي أصبح بالنسبة لها حلمًا، تناولت كسرة من الخبز فقط لكي يجعلها على قيد الحياة في هذا اليوم، وهي لا تعلم أيمكن أن تعيش اليوم الذي بعده وتجد كسرة أخرى أم لا.

كانت قد نشرت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة في مطلع هذا العام تقريرًا قالت فيه أن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يزيد يوميًا وأكدت أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم

صحفي: نعيش حاليًا حالة صيام عن كل حاجة 

المأساة ذاتها يصفها محمد إسماعيل الحداد صحفي فلسطيني في حديثه "للدستور" قائلًا "لا أتصور كيف سيأتي علينا رمضان هذا العام، رمضان هو شهر البركة والخير، والصيام، ونحن ننتظر الصيام به من العام إلى العام لكي نتعبد إلى الله ونعيش أجوائه الروحانية.

يتابع: "إلا أننا حاليًا نعيش الدمار والخراب والصيام الذي فرضه علينا محتل عدو، نعيش ولا نعلم كيف سنصوم في رمضان أكثر من صيامنا هذا  فنحن لا نعرف غير الصيام حاليًا.. نحن نصوم عن كل شئ.. صيام عن الماء وعن الغذاء وعن العلاج، وعن الرعاية".

وكانت قد تسببت أزمة الجوع في قطاع غزة في أن يصبح أوراق الشجر مطلبًا لهم لكي يسدوا جوعهم، إذ أخذوا يطلقون النداءات على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يستغيثون فيها من الجوع، ويطلبون ممن تبق لديه أيًا من أوراق للشجر أن يقتسمها معهم.   

استخدموا علف الحيوانات كغذاء

علف الحيوانات كذلك أصبح وسيلة أخرى يحاول بها أهل غزة أن ينقذوا أنفسهم من خطر الموت، إذ أخذوا يبحثون عنه ويطحنونه لكي يحتفظون بآخر فرص للحياة بعد أن أصبح الطعام شبه منعدمًا.

لجأوا إلى لحم الحمير

ليس علف الحيوان فقط بل الحيوان نفسه اضطر أن يلجأ إليه أهل غزة لكي يسد جوعهم وسط سياسة التجويع التي فرضها عليهم الاحتلال، إذ أكد أحد الصحفيين الفلسطنيين أنه شاهد رب أسرة يذبح حمارًا ليطعم به عائلته في محاولة لإنقاذ إياهم من خطر الموت.

وأمام هذا الجوع يتردد السؤال الذي تغيب إجابته حتى الآن.. كيف سيكون حال أهل غزة في رمضان القادم؟ .