خلع سترته وودع رفاقه.. لماذا اعتذر معتز عزايزة قبل مغادرته غزة ومَن قصد بمصطفى؟
في فيديو طيّره كثير من المتابعين على منصات ووسائط التواصل الاجتماعي المختلفة، ظهر المصور الفلسطيني معتز عزايزة، وهو يعلن عن مغادرته غزة، خالعًا سترة الصحافة من على صدره وسط أجواء ملأها الشجن منه ومن أصدقائه الذين ظهروا معه.
خلع عزايزة سترته الواقية من الرصاص الثقيلة، وبدت كلماته ثقيلة مثلها أيضًا وهى تخرج من فمه، قائلًا بالإنجليزية، التي يتقنها: "هذه كلمتي الشهيرة التي لطالما ردّدتها على مدار الـ107 أيام، هذه المرة الأخيرة التي سترونني فيها أرتدي هذه السترة الثقيلة وكريهة الرائحة»، قالها وقد بدأت عليه علامات التأثر وظهر وهو يخرج بصعوبة".
وأكد معتز أنه سيغادر قطاع غزة الذي يشهد عدوانًا إباديًا من قوات الاحتلال رافعًا علامة النصر، ثم اعتذر ووعد بالعودة مرة أخرى قائلًا: «قررت الإخلاء اليوم.. أنا آسف، لكن إن شاء الله سأتمكن قريبًا من العودة لأساعد في بناء غزة مجددًا».
يعتبر معتز عزايزة أحد الصحفيين الذين لفتوا أنظار العالم منذ بداية الحرب على غزة، وحتى الآن، إذ إنه يوثق بفيديوهاته باللغتين العربية والإنجليزية، ما يراه من مآسٍ داخل القطاع لحظة بلحظة، ما جعل فيديوهاته تنتقل إلى أعداد كبيرة من الناس حول العالم من جنسيات مختلفة.
تخطى متابعيه متابعي الرئيس الأمريكي
الأمر الذي أدى إلى زيادة شهرته على وسائل التواصل بعد توثيقه الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المدنيين والأطفال في غزة، إذ وصل عدد متابعيه إلى 17.4 مليون، وهو ما خطى عدد المتابعين للرئيس الأمريكي بايدن الذي يتابعه 17.2 مليون.
وعزايزة من مواليد التسعينيات في غزة وهو حاصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية 2021، كذلك درس الصحافة وحاله مثل حال جميع أهل غزة الذين فقدوا الكثير من أفراد عائلتهم، إذ استشهد من عائلته 25 فردًا، وعلى الرغم من ذلك لم يكف عن العمل بل دخل إلى العمل التطوعي مشاركًا في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كما عمل في منظمة الأونروا لتوثيق ما يحدث في القطاع المحاصر، وقد أطلق رواد التواصل عليه لقب «سوبر هيرو»، لعمله ودوره في تغطية تطورات الأحداث في غزة ونقلها للعالم أجمع.
وتصدر العزايزة من قبل غلاف مجلة GQ Middle East بعد حصوله على لقب "رجل عام 2023"، وكان المعيار الذي اختيرت به شخصيات الغلاف هو مدى تأثيرها ودورها في إحداث تغيير حقيقي وهادف في الشرق الأوسط والعالم.
وعبر حسابها على موقع إنستجرام، قالت مجلة GQ إن معتز عزايزة "يجسّد عمل عزايزة قوة النشاط الرقمي، بجانب إنسانيته، في التذكير بأن الشجاعة تظهر في أشكال عديدة.. أحيانًا نختاره، وأحيانًا أخرى يختارنا، وفي حالة عزايزة، لم يكن الاختيار حتى خيارًا".
وثّق عزايزة مشاهد مأساوية كثيرة أبرزها لحظة نزوح أهالي غزة إلى الضفة الغربية، إضافة إلى توثيقه ما يحدث في المستشفيات التي قصفها الجيش الإسرائيلي بغاراته الجوية.
وعندما غادر عزايزة غزة وثق أيضًا العديد من اللقطات أثناء رحلته الجوية بعد خروجه من القطاع عن طريق معبر رفح الدولي، إذ شارك كل ما يحدث معه عن طريق خاصية "الاستوري" بحسابه الرسمي بمنصة الصور والفيديوهات "إنستجرام".
ومن على الطائرة ومع مشهد للسماء أثناء رحلته الجوية كتب عزايزة عبر حسابه "وينك يا مصطفى تشوف وصلنا الغيم يخوي، بس هالمرة مش بالدرون ربنا يرحمك".
وقصد معتز بمصطفى الصحفي مصطفى الثريا الذي استشهد قبل فترة قصيرة ومعه نجل الصحفي وائل الدحدوح، في قصف إسرائيلي استهدفه في سيارة.
وجاءت مغادرة عزايزة غزة لعدة أسباب، وهذا مثلما ذكر في تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدًا عودته لبناء القطاع، ومناشدًا الدعوة لغزة "ادعوا لغزة"، وعدم اعتياد المشهد "لا تعتادوا المشهد".. آملًا تحقق ذلك.
