رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد أغثنجلوس

 الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

احتفلت الكنيسة البيزنطية في مصر بذكرى القدّيس الشهيد أغثنجلوس الذي استشهد سنة 296.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: في مجيئه الأول، أتى الربّ دون أي بريق، مجهول من أكبر عدد من الناس، ممدِّدًا لسنين عديدة سرّ حياته المحجوبة. وعندما نزل من جبل التجلّي، طلب الرّب يسوع من تلاميذه عدم إخبار أحد بأنه المسيح. لقد أتى حينها كما الراعي، يبحث عن خروفه الضائع؛ ولكي يعتني بالحيوان المتمرّد كان عليه أن يبقى محجوبًا. كالطبيب الذي ينتبه كي لا يفزع مريضه منذ اللقاء الأوّل، هكذا أيضًا تجنّب أن يُعْرَف منذ بداية رسالته: لم يقم بها إلا شيئًا فشيئًا.

لقد تنبّأ النبي بهذا الحدث الذي يغيب عنه البريق، بهذه العبارات: "يَنزِلُ كالمَطَرِ على العُشْب وكالرَّذاذِ الَّذي يَسقْي الأَرض" لم يمزّق السماوات لكي يأتي على السّحاب، لكنّه أتى في الصمت في حشاء عذراء حملته تسعة أشهر. ولد في مغارة، مثل ابن حرفيّ بسيط... لقد ذهب من هنا وهناك كرجل عاديّ؛ لباسه عادي، طعامه بسيط وقليل ايضًا. كان يسير دون توقّف حتى يتعب.

لكنّ مجيئه الثاني لن يكون هكذا. سيأتي ببريق قوي حتى لن تعود هناك حاجة لإعلان مجيئه: "وكما أَنَّ البَرقَ يَخرُجُ مِنَ المَشرِق ويَلمَعُ حتَّى المَغرِب، فكذلِك يَكونُ مجيءُ ابنِ الإِنسان" سيكون وقت الحساب والحكم المُعلَن. عندها لن يظهر الرب كطبيب، إنما كقاضٍ. لقد رأى النبي دانيال عرشه الذي هو "لَهيبُ نار وعَجَلاتُه نارًا مُضطَرِمَة ومِن أَمامِه يَجْري وَيخرُج نَهرٌ مِن نار وتَخدُمه أُلوفُ أُلوف وتَقِفُ بَينَ يَدَيه رِبْواتُ رِبْوات"....لا يتكلّم داوود، الملك – النبي، إلا عن عظمة وبريق، عن نار تشعّ من كلّ الجهات: "إِلهُنا يأتي ولا يَصمُت. قُدَّامَه نارٌ آكِلَة وحَولَه عاصِفَةٌ شَديدة كلّ هذه المقارنات تهدف أن تجعلنا نفهم ملكوت الله، النور المشعّ الذي يحيط به وطبيعته غير المدركة.

الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى القديس العظيم أنطونيوس الكبير

هذا وتستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال بذكرى القديس العظيم أنطونيوس الكبير، وهو الراهب المصري، الذي نشا في قرية قمن العروس، بمحافظة بني سويف عام 251، والذي يعتبره العالم "أب الأسرة الرهبانية" ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.

الجدير بالذكر أنه بحسب السيرة الذاتية للأنبا أنطونيوس، فقد ولد لوالدين غنيين، ومات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو حياة النسك، وفي عام 269 م، إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية، ومن ثم انطلق للتفرغ لحياة النسك الشديد.