رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد صلاح بطل رحلة السير على الأشواك مع جماهير الكرة المصرية

صلاح
صلاح

دائما ما تشهد مشاركات محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد المنتخب الوطني، في بطولة كأس الأمم الأفريقية، أحداثا مثيرة للغاية.

وتحول صلاح من قائد ومضحي من أجل منتخب بلاده إلى بطل دائم لمشاهد من الهروب المتكرر، بعدما اتخذ قرار العودة إلى ليفربول تاركا منتخب بلاده يعاني في كوت ديفوار من أجل ضمان التأهل لدور الـ 16 من البطولة، مكتفيا بإبلاغ الجهاز الفني بقيادة روي فيتوريا ومسئولي البعثة المصرية في أبيدجان بقرار عودته لإنجلترا لاستكمال علاجه، عقب إصابته في العضلة الخلفية خلال مباراة غانا.

وما زاد الطين بلة هو إعلان ليفربول، عودة قائد الفراعنة للعلاج عن طريق يورجن كلوب المدير الفني، وهو ما أكده اتحاد الكرة في بيان رسمي لحفظ ماء الوجه.

ولم يتعجب لاعبو المنتخب الوطني كثيرا من تصرف صلاح، حيث اعتادوا مثل هذه المفاجآت من القائد الذي حمل شارة قيادة الفراعنة بقرار استثنائي من حسام البدري المدير الفني السابق لمنتخب مصر ومنحه الشارة على حساب لاعبين أقدم منه في تمثيل الفراعنة على رأسهم أحمد فتحي وعبدالله السعيد ومن بعدهم أحمد حجازي.

البطولات الأربع الأخيرة لأمم إفريقيا شهدت أزمات عديدة كان بطلها محمد صلاح، رغم ارتباطها بلاعبين اخرين، لكن هذه المرة هي الأصعب لكونها خاصة بالقائد الذي ترك مكانه في ساحة القتال وفضل العودة غلى فريقه دون سابق إنذار.

ضياع اللقب في نسخة 2017 

كان صلاح على وشك الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية 2017 لأول مرة في مسيرته، ولكن أول لحظات الدراما تمثلت في خسارة اللقب أمام الكاميرون في المباراة النهائية بنتيجة 1-2، مما تسبب في حالة احباط للاعب الشاب في ذلك الوقت. وانتقد صلاح وقتها طريقة هيكتور كوبر الدفاعية، لكنه تمكن من الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا. 

وفي ذلك الوقت، أصر صلاح على الانضمام إلى معسكر المنتخب الوطني على الرغم من إصابته بخلع في الكتف أثناء مشاركته مع ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا. 

غاب صلاح عن مباراة الفراعنة الأولى أمام أوروجواي، لكنه عاد للمشاركة في مباراتي روسيا والسعودية على الرغم من عدم اكتمال شفائه، وسجل أول مشاركاته في نهائيات كأس العالم.

مناصرة وردة ف أزمته خلال نسخة 2019 

ربما كانت نسخة عام 2019 هي الأسوأ بالنسبة لمحمد صلاح في مشواره الكروي ونفس الأمر بالنسبة لبقية لاعبي الفراعنة الذين أزعجوا الجماهير المصرية كثيرا وتسببوا في حل مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هاني أبو ريدة، بعد توديع البطولة التي استضافتها مصر من دور ال١٦ في مشهد غريب للغاية.

ولم يقدم منتخب مصر المستوى المأمول في هذه النسخة على أرضه، وودع على يد جنوب أفريقيا في ثمن النهائي، فيما وصفه البعض بعقاب السماء بسبب تصرفات اللاعبين.

وواجه صلاح مثل باقي نجوم المنتخب المصري، أزمة حادة بسبب الإخفاق في المنافسة على اللقب، ولكن ما زاد الطين بلة، تمثل وقتها في موقف صلاح مع عدد من لاعبي الفراعنة ومعهم أحمد المحمدي الذي كان يحمل شارة قيادة الفراعنة في تلك البطولة، في مساندة زميلهم عمرو وردة رغم تورطه في فضائح جنسية ألقت بظلالها على معسكر الفراعنة.

ووقف صلاح ورفاقه ضد قرار الجهاز الفني واتحاد الكرة وقتها باستبعاد عمرو وردة نهائيًا من المعسكر، الأمر الذي أغضب الجماهير المصرية كثيرًا وفجر الانتقادات بعد ذلك في وجه صلاح، لمساندته وردة.

نسخة 2021.. الصدام مع الجماهير

شهدت النسخة الماضية من كأس أمم أفريقيا التي أقيمت في الكاميرون مطلع عام 2022، انتقادات متصاعدة وجهت إلى محمد صلاح بسبب ضعف أدائه في بداية البطولة الأفريقية، خاصة بعد أن أصبح قائدًا للفراعنة وحاملاً لشارة القيادة.

حاول صلاح في ذلك الوقت مواجهة الانتقادات من الجماهير من خلال مطالبته لهم في مؤتمر صحفي بنسيان الانتماءات للأندية، ودعم منتخب مصر في مشواره في البطولة القارية. وفي النهاية، تفاجأ صلاح بخسارة اللقب في المباراة النهائية أمام زميله السابق في ليفربول، السنغالي ساديو ماني بضربات الجزاء الترجيحية.

نسخة 2023.. رحيل مؤقت 

ربما كان العنوان الأنسب لقرار محمد صلاح في نسخة أمم إفريقيا الحالية هو العودة إلى ليفربول لاستكمال علاجه، وذلك ليس رحيلًا مؤقتًا للقائد المصري وترك الساحة لزملائه من أجل الدفاع عن سمعة الكرة المصرية في أدغال إفريقيا.
ومع ذلك، يعلم الجمهور المصري بأن رحيل صلاح ليس مؤقتًا وأنه فضل استكمال علاجه في ليفربول، ربما بسبب اقتناعه الشخصي بأن دوره مع منتخب مصر قد انتهى في تلك البطولة على الأقل.