رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لم نخسر البطولة بعد

كرة القدم فيها العجب، ومن هذا المنطلق يجب أن نتعامل مع ما حدث مع منتخبنا الوطنى فى مستهل رحلته نحو اللقب الثامن يوم الأحد الماضى أمام موزمبيق، أنت أحرزت هدفًا بعد دقيقتين من بدء المباراة، وانتظرت المزيد من الأهداف، خصوصًا فى ظل السيطرة والاستحواذ والفرص الكثيرة الضائعة، ولكنها كرة القدم وألاعيبها ومفاجآتها، فى خلال ثلاث دقائق فى الشوط الثانى يتعادل الفريق المنافس ثم يتقدم، لتجد نفسك أمام ورطة صعبة جربناها مرارًا، وأصبح كل أمَلك التعادل مع فريق لا يحمل تاريخًا كبيرًا فى اللعبة، ولكنه نجح فى إحراجك وإصابة جمهورك الذى بنى آمالًا كبيرة على الفريق الذى يضم خيرة لاعبى هذا الجيل بالإحباط، ولولا ضربة الجزاء التى احتسبت لنا فى الدقائق الأخيرة لكان الوضع أسوأ، بالطبع هناك من شمت فى الفريق، ومن تربص، ومن شتم، رغم أننا فى أول الطريق، وأن فرصنا للتأهل لا تزال قائمة، خصوصًا بعد خسارة غانا بجلالة قدرها أمام الرأس الأخضر فى المجموعة نفسها، لا توجد انتكاسة من وجهة نظرى كما يروج المولولون فى استديوهات التحليل ومواقع التواصل، بالطبع كنا نتمنى أن نخرج فائزين بنتيجة محترمة، ولكنها مباراة لم نوفق فيها، ومن الممكن أن نتعلم من أخطائنا فيها، غاب التوفيق هذه المرة، وربما الثقة الزائدة وغرور اللاعبين وبعض الأخطاء، فيتوريا المدير الفنى البرتغالى مدرب كبير ويلعب كرة قدم جميلة، ولكنه لم يكن موفقًا فى بعض الاختيارات، مثلًا أحمد حجازى «وهو لاعب صاحب تاريخ»، لم يتعاف بعد من إصابته ويتسم إيقاعه فى الفترة الأخيرة بالبطء، وكان الاعتماد على ياسر إبراهيم الذى يتميز بثبات المستوى سيكون أفضل، وأيضًا ليس ضروريًا تفضيل اللاعب المحترف لأنه محترف، محمد الننى مثلًا لا يلعب مع فريقه أرسنال وتقدم فى العمر، فلماذا تفضله على مروان عطية أفضل من يلعب فى هذا المركز فى مصر حاليًا أو مهند لاشين؟، ولا أعرف سر الثقة الدائمة فى محمد هانى الذى أعتقد أن فانلة المنتخب ثقيلة عليه وينهار أمام المهاجمين الأقوياء، وكلنا يعلم أن عمر كمال عبدالواحد أفضل وأقوى منه، بعد أن خسرنا جهود أكرم توفيق فى هذا المركز بعد إصابته، أحمد زيزو أحد أفضل اللاعبين فى مصر لماذا تغير مركزه الذى يبدع فيه لنخسر إبداعاته فى مباراة يفترض أنها سهلة، وحين قرر تغيير الخطة لـ٤- ٤- ٢ من أجل رمى عرضيات لكوكا «الذى لم نعرف مستواه حاليًا» ومصطفى محمد، أخرج زيزو أفضل من يضبط هذه العرضيات، لا توجد فوارق كبيرة بين محمد حمدى وأحمد فتوح فى الجهة اليسرى، ولذلك لست مع من يلومون فيتوريا بسبب عدم الدفع بفتوح منذ البداية، ولو كنت مكانه أو مكان أى مدرب، لا بد من مشاركة إمام عاشور منذ البداية، لأنه يملك موهبة نادرة خسارة أن تجلس على دكة الاحتياط، لا توجد تحفظات على الخط الهجومى، محمد صلاح ومصطفى محمد وتريزيجيه وعمر مرموش، فى اعتقادى أنهم الأفضل والاستعانة بكهربا فى المباريات المقبلة سيكون مطلوبًا، اللغز الكبير فى الفريق هو محمد عبدالمنعم أحد المواهب الكبيرة فى الكرة المصرية، الذى وضع اسمه على رادار الاحتراف وتتابعه أندية كبرى، ثقته فى إمكاناته زائدة على الحد، وتؤدى فى أحيان كثيرة إلى كوارث، ويوجد لديه إحساس بالتفوق قد يقضى على مستقبله، هو فى النهاية لاعب كرة قدم يقوم بدور محدد فى الملعب، وليس كل الأدوار، وهو يحتاج إلى من يجلس إليه ويقول له هذا الكلام، بإذن الله سنتأهل، ومباراتنا المقبلة مع غانا ستكون بداية جديدة، لأننا نملك فريقًا محترمًا مزدحمًا بالمواهب، فريق يلعب له محمد صلاح ومصطفى محمد ومرموش الذين تتنامى نجاحاتهم فى إنجلترا وفرنسا وألمانيا، وعلينا أن ننسى ما حدث فى مباراة موزمبيق، ونعمل على الهدف الذى ذهبنا من أجله، وهو العودة بالكأس، التى غابت عنا أطول مما ينبغى، وهذه هى كرة القدم، عندما يتعثر فريقك تنهال على المدرب واللاعبين الاتهامات، خصوصًا من الرياضيين السابقين الشعبويين، ولو خرجت مصر فائزة فى مباراة موزمبيق بقليل من التوفيق لقال الأشخاص أنفسهم كلامًا مختلفًا، سوء الحظ والتعالى على الخصم والغرور وبعض أخطاء التشكيل، أسباب نتمنى ألا تحدث فى المباريات المقبلة.