رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عدوان وحشى ومحتل كاذب!!

خلال 100 يوم ارتكب الاحتلال 1993 مجزرة، وعدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع لـ30 ألفًا و843 شهيدًا ومفقودًا، كما قتلت إسرائيل 10400 طفلًا و7100 من النساء.

وأصابت الغارات 60317 ألف شخص، وهناك 337 شهيدًا من الطواقم الطبية، 45 شهيدًا من الدفاع المدني، ويقدر عدد المعتقلين بـ2600 معتقل بينهم 99 من الطواقم الطبية و10 صحفيين.

تلك الأرقام أذكرها وفق ما نشره مكتب الإعلام الحكومي في غزة من إحصائيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى السبت، رأيت أن استهل بها مقالي فهو رصد كاشف لحجم الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان المدنيين في القطاع ومدى بشاعات ذلك المحتل الغاشم.
ومن زاوية أخرى كاشفة لأبعاد تلك الجرائم، كان رد الفعل الجماهيري الأوروبي باحتشاد رائع غير مسبوق منذ السابع عبر مظاهرات حاشدة منذ أكتوبر الماضي.

ومن تلك المظاهرات في مالمو السويدية، وبروكسل البلجيكية، وهناك مظاهرات حتى في ألمانيا رغم التحدي الأمني، ويوم السبت الماضي، شهدت ألمانيا 29 مظاهرة في 25 مدينة..
كما أن نشاط من تظاهروا منهم على شبكات التواصل الاجتماعي لا يقل أهمية وروعة عمن احتشدوا في الميادين والشوارع الأوروبية.

هناك شبكات من مئات الشباب الذين تفاعلوا مع القضية لمناصرة القضية الفلسطينية، وهم من الشباب ولدوا ونشأوا في القارة العجوز ويتواصلون مع الإعلام ومع صناع الرأي العام، في كل قُطر أوروبي.

كما انخرطت قطاعات عديدة من فنانين وإعلاميين ونقابيين وسياسيين وفاعلين في كل المجالات، وفي المجال الحقوقي على سبيل المثال، أُنشئت شبكات من الحقوقيين العرب الفلسطينيين.

ومنذ اندلاع تلك الحرب وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي  بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، فمصر كانت على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية منذ "السبت" 7/10/2023 وحتى الآن، سواء على مستوى الرئيس السيسي أو وزارة الخارجية والجهات المعنية، وكانت متابعات القيادة السياسية لتطورات الأحداث من مركز إدارة الأزمات الاستراتيجي.

وكان الموقف المصري الحازم الرافض للإفراج عن الإسرائيليين لدى "حماس" دون الإفراج عن أسرى فلسطين.. وأعقب ذلك تنظيم مصر لمؤتمر السلام ليكون العالم شهودًا على بشاعات المحتل الغادر والموقف المصري النبيل والعروبي الرائع..
وقد حذرت جمهورية مصر العربية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية من مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.

ودعت مصر إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرةً من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على مستقبل جهود التهدئة.

ودعت جمهورية مصر العربية الأطراف الفاعلة دوليًا، والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة الاحتلال.

ونجحت الإدارة المصرية بالتعاون مع الجانب القطري في الوصول لتحقيق هدنة لعدة أيام ومازالت مصر تبذل العديد من الجهود لوقف تلك الحرب المجنونة البشعة وغير الإنسانية على جموع المدنيين، بالإضافة لتقديم مدد هائل من شاحنات المعونات وتمريرها عبر معبر رفح، والتي مثلت النسبة الأعلى مما قدمه العديد من دول العالم والمؤسسات المدنية بها، ولولا العراقيل غير المبررة من الجانب الإسرائيلي لتواصل العطاء دون توقف.

وكانت جنوب إفريقيا قد صرحت بأن ما يقرب من 50 دولة رحبت بالدعوة المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بشأن الأعمال الوحشية والإبادة الجماعية التي ترتكبها في حق المواطنين الفلسطينيين في حرب غزة، وتتمثل تلك الدول في الدول العربية وإفريقيا وتركيا، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

وبشأن الدعاوى الكاذبة من الجانب الإسرائيلي واتهاماتها الباطلة ضد مصر، تحدى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إسرائيل على الهواء، أثتاء مداخلة هاتفية ببرنامج الحكاية، المذاع عبر قناة "إم بي سي مصر"، مساء الجمعة، بعد ادعاءات في محكمة العدل الدولية بشان معبر رفح ومصر.

وأوضح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن عددًا كبيرًا من مندوبي وسائل الإعلام الدولية طلبوا دخول قطاع غزة عبر معبر رفح، مضيفًا: "قلنا إننا منقدرش نَأمن عليهم".. 
وكشف ضياء رشوان، عن أن إسرائيل لم تسمح لصحفي أجنبي واحد من المقيمين على أراضيها بدخول قطاع غزة، إلا مرتين فقط ولمدة أربع ساعات، وذلك رفقة الجيش الإسرائيلي، وتابع "واللي عاوز يدخل من عندنا هنبعت اسمه لإسرائيل وتبعت جواب رسمي إنها مسئولة عن حياته".

ونفى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، بصورة قاطعة مزاعم وأكاذيب فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، بأن مصر هي المسئولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من الجانب المصري لمعبر رفح..
وسيظل المحتل يمارس الكذب المفضوح في المحافل الدولية، رغم غرابة قبول نظامه الوقوف لأول مرة للتحقيق.. ولعل ما أدلى به مندوبه أمام المحكمة وما سبق ذلك من تصريحات لرئيس الوزراء وبعض وزراء الدولة الصهيونية ما بات محل سخرية العالم واستنكاره.
أخيرًا، أتمنى أن تحتشد وسائط الاتصال الاجتماعي بمقاطع الفيديو التي توثق لمجازر المحتل البشعة وتصريحات عناصر إسرائيلية وأوروبية مازال لديهم ضمائر يقظة وإنسانية دفعتهم لرفض البطش الحيواني لمن لقبوا المقاومة بأنهم وحوش حيوانية.
كما نأمل من الشركة المتحدة صاحبة الإنتاج الوطني العظيم إنتاج فيلم توثيقي كاشف لجرائم ومجازر المحتل عبر قناتها "الوثائقية" وللبث عبر قناتها القاهرة الرائعة وكل القنوات، على أن يكون مصحوبًا بترجمة إنجليزية لمخاطبة الرأي العام العالمي، وشركتنا العظيمة قادرة على إبداع كل ما يعبر عن رأي المواطن المصري والعربي.