رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترسانة عسكرية.. كيف حصلت "حماس" على الأسلحة التي استخدمتها ضد "إسرائيل"؟

حماس
حماس

تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا بعد أن شنت حركة حماس هجومًا صاروخيًا مفاجئًا على إسرائيل أطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى"، في أكبر هجوم من نوعه منذ سنوات، أطلقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، مئات الصواريخ صوب المدن الإسرائيلية في وسط وجنوب إسرائيل، بما فيها القدس.

وردًا على ذلك، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على أهداف حماس في قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة منذ 16 عامًا، وقالت حماس إن الهجوم يأتي ردًا على جرائم الاحتلال ويهدف إلى إنهاء هذه الجرائم.

يُخشى أن يؤدي التصعيد إلى مزيد من الخسائر في الأرواح في حال استمرار تبادل إطلاق النار بين الجانبين، وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار وعودة الهدوء إلى المنطقة.

ولاحظنا خلال الشهور الماضية، استخدام "حماس" للعديد من الأسلحة التي نجحت من خلالها في القضاء على قوات جيش الاحتلال، والقضاء للمرة الثانية على أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر" بعد هزيمته الأولى على يد المصريين في حرب 6 أكتوبر 1973، لكن يبقى السؤال هو كيف حصلت "حماس" على ترسانة الأسلحة التي لديها وهي لا تعتبر جيش نظامي إنما حركة مقاومة، السطور التالية تجيب على ذلك.

عصر الأنفاق السرية

تسيطر "حماس" على قطاع "غزة" منذ عام 2006، وخلال تلك المدة لم تقف مكتوفة الأيدي أمام قوى الاحتلال الغاشم، إنما اهتمت بشكل حثيث على تسليح نفسها، إما بالتصنيع من خلال مهندسيها، أو بالتعاون مع دول أخرى مثل إيران وجماعة الحوثيين في اليمن.

ومع تلك السيطرة الكاملة، بدأ عصر الأنفاق السرية عبر الحدود التي شكّلت الشريان الحيوي لتهريب مختلف أنواع الأسلحة والصواريخ طويلة المدى إلى القطاع المحاصر، لكن مع تصاعد الحصار على غزة، شرعت الحركة في تكثيف صناعاتها المحلية، إذ نجح مهندسو المقاومة في تطوير صواريخ يبلغ مداها 80 كم قادرة على حمل رؤوس حربية يصل وزنها إلى أكثر من 150 كجم، فضلًا عن طائرات بدون طيار قادرة على إلقاء المتفجرات.

في المقابل، حاولت إسرائيل دحض مساعي "حماس" لتطوير الأسلحة وإنتاجها، بدأ بقتل فريق أولي من المطورين في غارة إسرائيلية على غزة عام 2003، ثم اغتيال محمد الزواري في تونس عام 2016، وهو المسؤول عن برامج المركبات بدون طيار في الحركة، وأخيرًا بمقتل المهندس فادي البطش في ماليزيا عام 2018، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

"حماس" تستخدم أسلحة بلاد أخرى

أكد تقرير للاستخبارات الكورية الجنوبية أن حركة حماس تستخدم أسلحة مصنعة في كوريا الشمالية في صراعها مع إسرائيل، مستندة إلى صورة لسلاح عليه أحرف كورية. 

وحدد التقرير استخدام حماس لقاذفة صواريخ من طراز "إف-7" الكورية الشمالية، مشيرًا إلى وجود حروف كورية محفورة على جهاز إطلاق الصاروخ، بحسب تقرير لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، الإثنين الماضي.

وهذا على الرغم من قرارات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية بحظر تصدير الأسلحة، وادعت إسرائيل استعادة أسلحة كورية شمالية من غزة، في حين نفت كوريا الشمالية بيع أسلحة لحماس.

وفي مقابلة مع قناة روسيا اليوم، كشف القيادي في حماس علي بركة عن تفاصيل تصنيع الأسلحة في غزة، مبينًا أن الحركة استعدت لعملية طوفان الأقصى على مدار عامين، وأن "حماس" لديها مصانع محلية لكل شيء، بما في ذلك صواريخ بمدى يصل إلى 250 كم، ومدافع هاون وبنادق كلاشنيكوف.. 

وأشار "بركة"، في حواره التلفزيوني -ضمنًا- إلى دعم حلفاء حماس بالسلاح والمال، معتبرًا أن إيران هي الداعم الأبرز بالمال والأسلحة.

وبحسب تقرير صادر عن منتدى "فكرة" التابع لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في عام 2021، فإنه من بين الصادرات الرئيسية للقطاع الحديد المعاد تدويره، الذي يوفر المواد اللازمة للأسلحة، والمتوفر من بقايا الهجمات السابقة في غزة، إذ يعاد تدوير الحديد والأنابيب والأسلاك في ورش حماس.

وذكر التقرير أيضًا أن "حماس" تقوم بإعادة تصنيع الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة، ما يزودها بمواد محظورة استفادت من عمليات الجيش الإسرائيلي، فعملية الجيش الإسرائيلي زودت "حماس" بشكل غير مباشر بمواد تخضع لرقابة صارمة أو محظورة تماما في غزة.

تسلسل تطور الأسلحة

بدأت بتصنيع أسلحة خفيفة وقنابل بدائية في ورش حدادة، وصنعت أول صاروخ "القسام 1" عام 2001 بمدى 3 كم، ثم طورت "القسام 2" عام 2002 بمدى 9-12 كم، وبعدها أطلقت "القسام 3" عام 2005 بمدى 15-17 كم نحو إسرائيل أول مرة، وكشفت عن صاروخ M75 بمدى 80 كم وصل تل أبيب عام 2012.

وخلال حروب 2014 و2021، استخدمت صواريخ بمدى 80 و55 و160 كم، ثم أطلقت صواريخ جديدة مثل، وذلك حتى Q12-20 وA120 وSH85 وعياش 250 أربكت منظومة القبة الحديدية بوابل صواريخ متعددة الطرز، وتُقدر الاستخبارات الإسرائيلية ترسانة حماس بنحو 30 ألف صاروخ.

وفي 2003، بدأت بتصميم المسيرات واغتيل أول فريق لها على يد إسرائيل، قبل عام 2008، صنع المهندس التونسي الزواري 30 مسيرة، وبعدها في 2014، كشفت عن أول مسيرة "أبابيل 1" في مهمة استطلاعية، ثم طورت 3 نماذج من أبابيل للاستطلاع والهجوم والانتحارية، وفي العام ذاته ظهرت أول قوة خاصة بحرية تابعة لكتائب القسام خلال الحرب على غزة، أطلق عليها عملية العصف المأكول، حيث تسللت مجموعة عبر البحر إلى "زيكيم" وقتلت عددًا من الجنود الإسرائيليين ونسفت دبابة، قبل أن يفقد أفرادها حياتهم بعد تعرضهم للقصف الإسرائيلي. 

وفي عام 2021، انطلقت مسيرة محلية باسم "شهاب" استهدفت منصة غاز وتجمع جنود، وفي 11 يونيو من العام الماضي، نشرت كتائب "القسام" فيلمًا وثائقيًا أظهر امتلاكها عددًا كبيرًا من الطائرات المسيرة المصنعة داخل القطاع.

ونعود إلى العام 2014، حيث تم تأسيس سلاح السايبر في أكتوبر، ولم تكشف عنه حماس إلا في أكتوبر 2022، وبرز دوره خلال تصعيد مايو 2014 حيث شن هجمات على أنظمة إسرائيلية، وفيها اخترق أنظمة التيار الكهربائي للمؤسسات الأمنية والقواعد العسكرية الإسرائيلية، وتمكن من اختراق صفارات الإنذار وتفعيلها في عدة مناطق إسرائيلية، واخترق ترددات الاتصال اللاسلكي لوحدات الجيش الإسرائيلي على حدود غزة، كما  اخترق كاميرات مراقبة لأجهزة أمنية إسرائيلية، أيضًا تسلل إلى هواتف عسكريين إسرائيليين وحصل على بيانات، وذلك حسبما ذكر موقع للفصائل الفلسطينية.