رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسات غير عادلة لدور النشر.. محررو أدب يشرحون أسباب ندرة المحرر الأدبي

أميمة صبحي
أميمة صبحي

يعاني المشهد الثقافي المصري والعربي من ندرة وجود محررين أدبيين محترفين، إلى جانب ذلك يتصور العديد من الكتاب المصريين والعرب أن فكرة المحرر الأدبي بمثابة سطو أو تدخل يروه غير مبرر يصل غالبًا لرفض توجيهات المحرر الأدبي، هذا على عكس الغرب تمامًا، والذي أصبح للمحرر الأدبي دور رئيس في تقديم أي عمل إبداعي عن أسباب ندرة تصل إلى حد الغياب للمحرر الأدبي في دور النشر المصرية.

أشرف يوسف: علينا التوقف أمام نصف الكوب الفارغ لفضح ضباع عالم النشر 

قال الشاعر والمحرر الأدبي أشرف إن هناك دور نشر تعتمد على المحرر الأدبي كركن أساس في عملية نشر أعمالها أنموذج الشروق، المصرية اللبنانيّة، الكتب خان، الكرمة، آفاق،  ميريت،  التنوير، منشورات مدبولي/ الحاج مدبولي، هذا يمكن وصفه بنصف الكوب المملوء.

يري أشرف يوسف أنه علينا التوقف أمام حالات نصف الكوب الفارغ فضح ضباع عالم النشر وصناعة الكتاب، ولكن أيضًا لخلخلة الزيف ومحاربته وتسمية الأشياء بأسمائها، وبعدها يمكننا التحدث عن صناعة كتاب ناهضة يلعب فيها المحرر الأدبي أو محرر الكتب دوره كما ينبغي، وإنْ لم تتحقق حماية ما لحقوق مؤلفي الكتب ولو بصناعة اتّحاد ناشرين موازٍ لن يكون المحرر سوى دَلْدُلول لرأس المال وصاحبه، ولن يختلف وضعه عن مجرد سكرتير في مكتب عقارات وليس - حيث يتشرف برأس ماله الرمزي- سكرتيرًا للمؤلف؛ وإنْ لم يكن كذلك حيث لا ضخ لدماء جديدة سواء في الأسماء عن طريق مساعديه أو كشّافيه أو أفكار الكتب بمتابعة تطورات الدور الغربية أو حتى الكتب في دورتها الطبيعية للخروج من فخ الغش التجاري الذي يتجلى في الدفع مقابل النشر أو الركاكة في الترجمات ذات التمويل الأوروبي، والله أعلم من قبل ومن بعد.

 

أميمة صبحي: أرفض أن يكون  دور المحرر الكتابة بدلا من صاحب النص 

من جهتها قالت الكاتبة والمترجمة أميمة صبحي للدستور: “المحرر الأدبي دوره مهم في عملية الكتابة، فهو عين أخرى تتمكن من النظر إلى النص بجانب الكاتب لتساعده في توضيح رؤيته وتوسيعها”. 

وأضافت: “هذا هو أبسط تعريف لدور المحرر، يمكننا اعتماده في وسط الخلاف الذي ينشب من حين لآخر بين الأدباء والمتخصصين. قد يمتد دور المحرر إلى بعض الاقتراحات غير الواردة في النص ليلفت نظر الكاتب إلى رؤية مغايرة أو إضافية يمكنه ضمها للنص، أو قد يؤكد على رسم شخصية ما داخل السرد الروائي، أو قد يشير إلى الكاتب بحذفها من الأساس لأنها لا تلائم النص”.

وتابعت صبحي “أيا كان الدور الذي يسمح للمحرر به لنفسه، أنا أرفض أن تكون الكتابة بدلا من الكاتب من ضمن مهامه. يشير المحرر إلى فقرة معينة لأنها تحتاج إلى إعادة صياغة، فيعيد الكاتب صياغتها وفق حدود خياله وإمكاناته السردية. أو يشير المحرر إلى فصول قد تحتاج إلى إعادة ترتيب لبدء نقطة انطلاق السرد من مكان ٱخر.. في النهاية الكتابة هي لعبة سردية، يلعبها الكاتب ويساعده المحرر على اجتياز مراحلها المختلفة، لكن اللعبة نفسها يملكها الكاتب، فالكتابة فن فردي يخص صاحبه ورؤيته والزاوية التي يرى منها الحياة”.

وانتشر دور المحرر الأدبي في دور النشر العربية في السنين الأخيرة كما لم يحدث من قبل، وأرى أن عدم وجوده في دار نشر سيكون حتما لسببين، الأول أن القائمين على العمل غير قادرين على مواكبة التطور وإدراك أهمية دور الممنحرر في عملية الكتابة والنشر، أما الٱخر فهو متعلق بالماديات، فالمحرر أجره مرتفع أو لا بد أن يكون كذلك.

وفاء شهاب الدين: غياب سياسة عادلة لدور النشر تجاه المحرر الأدبي أبرز أسباب ندرتهم  

من جهتها تقول الكاتبة وفاء شهاب الدين: “مفهوم التحرير الأدبي في الشرق معنى مختلط فلا يفهم بالتحديد حدوده ولا مهامه، قد يطلق التحرير الأدبي على التدقيق اللغوي وقد يطلق أيضًا على فن كتابة السير الذاتية، ويستخدم أيضا ذلك المصطلح في التعبير عن تحرير وكتابة الأخبار في الجرائد والمجلات بل يستخدم أيضًا للإشارة إلى رئيس تحرير الجريدة أو المجلة. لذا حين يذكر لفظ التحرير يقفز العقل إلى عدد لا متناهي من المعاني والمهام التي يصعب حصرها”.

وأضافت: “من الناحية الأكاديمية يصعب فهم هوية ومهام المحرر الأدبي فعمله في الحقل الإبداعي ذلك ان التحرير مهارة عملية وليست أكاديمية ومن هنا يكتسب المحرر اسمه من خلال تجاربه مع الكتب والمؤلفين ودور النشر ويكتسب خبرته من خلال الأعمال التي يعمل عليها منذ بداياته غلى مرحلة النضج والخبرة ويكون تاريخه هو ما انجزه من تحرير للأعمال الأدبية”.

وختمت شهاب الدين: “يجب هنا أن نوضح أن المحرر الأدبي في مصر يعامل معاملة أقل مما يستحق فهو شريك للكاتب ودور النشر التي ما زال بعضها يرفض إعطائه حقه الأدبي بوضع اسمه كمحرر يعود ذلك بالاساس لغياب ثقافة التحرير وعدم وضوح مهامه، نتمنى من دور النشر اتباع سياسة عادلة وواضحة تجاه كل شخص يقوم بمجهود في المجال الثقافي الذي لا يشبه التجارة فالمهمة التي تؤدي بأجر تختلف كليًا حين تؤدى في نص أدبي إبداعي هنا يكتسب المحرر حق ادبي يبدأ بكتابة اسمه بشكل لائق وينتهي بالحقوق المادي”.