رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل عملية في اغتيال القيادي بحماس صالح العاروري

صالح العاروري
صالح العاروري

رصد تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" حالة التلعثم التي ظهرت على مارك ريجيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال حديثه لوسائل الإعلام الأجنبية ردًا على تساؤلات تتعلق باغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت مساء أمس.

وعكس تلعثم المتحدث الإسرائيلي ارتباك وتخبط حكومة الاحتلال ومخاوفها من رد فعل حزب الله ولبنان على انتهاك القانون الدولي واغتيال قائد حماس.

وتحمل عملية اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري والأفراد الستة الاخرين في طياتها عدة رسائل.

رسالة للداخل الإسرائيلي

وتبحث تل أبيب منذ انطلاق العملية العسكرية في قطاع غزة، عن إنجاز ميداني يمكن تسويقه على المستوى الداخلي، بالنظر إلى تزايد الانتقادات الحزبية والشعبية للأداء الميداني العسكري، وحاولت بشكل حثيث خاصة في مدينة نابلس، استهداف المستويات القيادية الأعلي في حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، خاصة القيادي في حركة حماس، يحيى السنوار، لكنها لم تتمكن من هذا حتى الان، وبالتالي جاءت عملية الضاحية الجنوبية في لبنان، كمحاولة لتسويق نصر ميداني خارجي على حركة حماس عبر استهداف العنصر القيادي الأبرز في الخارج، الذي تحمله تل أبيب مسؤولية التخطيط لعملية السابع من أكتوبر، وهو تسويق يبقى رهًنا بمستوى ردود الفعل المتوقع صدورها من حركة حماس.

رسالة ميدانية 

وبالنظر إلى الفشل الواضح للقوات الإسرائيلية في الكشف بشكل كامل وسريع عن شبكة الأنفاق الأساسية الموجودة تحت أراضي قطاع غزة، واستغراقها وقًتا أطول من اللازم للتأثير على القدرات الفلسطينية الصاروخية يمكن القول إن عملية استهداف العاروري، تأتي لترميم مشهد عدم تمكن القوات الإسرائيلية في جبهات غزة المختلفة، من إلحاق أضرار مهمة بالهيكل القيادي الميداني الأساسي لكتائب القسام، خاصة في المرحلة الثانية من العمليات الإسرائيلية.

رسالة لـ“حزب الله” والداخل اللبناني

وأعاد مشهد تحليق الطائرة المسيرة في أجواء الضاحية الجنوبية التذكير بالعملية التي تمت في أكتوبر 2019 حين هاجمت طائرتين مسيرتين شقًقا سكنية، مما أشعل حينها حالة من التوتر بين حزب هللا وإسرائيل.

وبشكل عام من الواضح أن تل أبيب تحاول الضغط بشكل أكبر على الحزب، بالنظر إلى وجود قناعة إسرائيلية أثبتتها التجربة الميدانية بعدم رغبة الحزب في الدخول لجولة تصعيدية أكبر مع إسرائيل، لاعتبارات لبنانية وإقليمية عدة، ربما عبر عنها بشكل أو باخر رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، حين اعتبر عملية استهداف العاروري محاولة لتوريط لبنان في حرب.

وتحاول تل أبيب من خلال هذا الهجوم توجيه ضربة غير مباشرة لحزب الله في أهم مناطق تواجده على الإطلاق، ضمن ما يمكن وصفه بـ"التصعيد التدريجي"، الذي تقوم من خلاله إسرائيل بشكل متدرج برفع سقف قواعد الإشتباك الحالية مع الحزب بما يشمل تعميق العمليات الجوية الإسرائيلية بشكل أكبر في جنوب لبنان وتنفيذ أول غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ 2006.