رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يعمل وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى "رون ديرمر" على التقارب مع واشنطن؟

رون ديرمر
رون ديرمر

يعمل زير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر خلال تلك الأيام على سد الفجوات واختلاف وجهات النظر بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، حيث يتولى الآن مهمة من أهم المهام على الإطلاق وهي "التقارب مع واشنطن".

خلال اللقاء الأسبوع الماضي في واشنطن، ناقش "ديرمر" مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مسألة انتقال إسرائيل إلى "مرحلة مختلفة" في الحرب التي تخوضها ضدّ حركة حماس في قطاع غزة، بحسب ما أعلن مسئول في البيت الأبيض.

وقال المسئول في الرئاسة الأمريكية، طالبًا عدم نشر اسمه، إنّ ساليفان ناقش مع ديرمر، المقرّب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب للتركيز على أهداف حمساوية مهمّة"، وفقًا لوسائل إعلام دولية.

 

مهام "ديرمر"

اختيار "ديرمر" من قبل نتنياهو، كوزير الشئون الاستراتيجية هو اختيار دقيق، فهو يعرف جيدًا السياسة الأمريكية من فترة ولايته كسفير إسرائيل في واشنطن، كما أن "ديرمر" تربطه علاقات طيبة مع كل هيئات الإدارة الأمريكية.

الملفات التي على جدول أعمال واشنطن وتل أبيب وديرمر خلال تلك الأيام، مشابهة جدًا لما كانت عليه في بداية الحرب في غزة، والتي على رأسها مسألة "اليوم التالي في غزة بعد انتهاء الحرب".

مهمة "ديرمر" الرئيسية خلال تلك الأيام، هي الوصول إلى توافقات في مواضيع مختلف عليها بين الدولتين. 

ويفترض أن "ديرمر" سيعرض أجوبة على مواضيع تقلق الإدارة، بما في ذلك الجدول الزمني للانتقال من حرب بقوى عالية إلى حرب بقوى منخفضة واليوم التالي؛ وسيعرض تحديات إقليمية تقلق إسرائيل، بما فيها البرنامج النووي الإيراني وتفعيلها وكلائها: حزب الله والحوثيين.

كما ألتقى ديرمر أيضًا مع كبار رجالات الكونجرس وسيكون هذا اللقاء مؤثرًا في تأييد بايدن داخل الكونجرس، والذي تأثر بسبب موقف "بايدن" الداعم لإسرائيل، وتمت مناقشة إقرار مساعدة عسكرية وأموال خاصة لإسرائيل بمقدار 14.5 مليار دولار. 

 

خلافات بين واشنطن وتل أبيب

هناك عدة ملفات يختلف عليها كل من الإدارة الإسرائيلية والأمريكية، فإدارة بايدن تريد أن تنهي إسرائيل المناورة البرية القوية قبل نهاية يناير الجاري، وتنتقل إلى المرحلة الثالثة من القتال بقوى منخفضة، وذلك للحفاظ على الإنجازات وخلق الظروف لاستبدال حكم حماس.

كما تعارض الإدارة الأمريكية احتلالًا طويلًا للقطاع وسيطرة إسرائيلية في حزام أمني حول غزة، كما أن واشنطن معنية بشكل أساسي باستبدال حماس بالسلطة الفلسطينية، بينما يعارض نتنياهو تلك الفكرة، وتتمسك إسرائيل بـ"الحزام الأمني".

وحول الفكرة الأهم عن اليوم التالي لغزة، لا يزال نتنياهو يراوغ بسبب خوفه من ابتزاز ائتلافه، ولايزال يصر أن الهدف الحالي هو "تدمير حماس"، بينما يريد الأمريكيون أن يعرفوا ما هي خطة الحكومة الإسرائيلية لما بعد الحرب، وعلى ديرمر أن يقدم إجابات لـ"واشنطن" خلال الأيام المقبلة حتى لا تتحول المسألة إلى أزمة.