رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جابر عصفور.. الناقد الموسوعة

جابر عصفور
جابر عصفور

 

لو حصرنا ما قدمه للمكتبة العربية، سنجد أننا أمام عشرات من المؤلفات الغنية والثرية والرائدة، ولو بحثنا عن إنجازاته، سنجد أننا أمام واحد من أهم من آمنوا بقضية الترجمة وحق القارئ العربى، فى أن يطلع على مخزون الثقافات المغايرة، ولو فتشنا داخل عقله سنعثر على خلاصة الفكر التنويرى والمعرفى.

نتحدث عن المفكر الكبير الراحل جابر عصفور، الذى يحل يوم ذكرى وفاته غدًا ٣١ ديسمبر ٢٠٢١.

رحلة طويلة فى البحث العلمى والمعرفى، خاضها جابر عصفور منذ التحاقه بالتعليم حتى وفاته، فهو لم يضع لحظة فى حياته، إلا واستثمرها فى الكتابة والتنظير والتأليف المعرفى والأكاديمى.

البداية من المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، حيث ولد بها عام ١٩٤٤، وتخرج فى كلية الآداب عام ١٩٦٥، وفى العام التالى لتخرجه عُيّن معيدًا بالكلية، وحصل على درجتى الماجستير والدكتوراه، ليبدأ مسيرة أكاديمية مميزة، استمرت وتطورت ليصبح بعد فترة أستاذًا زائرًا فى كبرى جامعات العالم، حتى يرتقى منصبًا من أرفع المناصب وهو وزير الثقافة.

اشتبك الراحل مبكرًا مع الكثير من القضايا الفكرية الشائكة، وكانت له صولات وجولات فى عالم الكتابة النقدية والتنويرية، ووجه ضربات نقدية للتيارات الظلامية والراديكالية، وعمل على تفكيك أفكارها عبر عدد هائل من المقالات والكتب.

وتبنى جابر عصفور مشروعًا خاصًا، تمثل فى إعادة إحياء فن الترجمة فى مصر، وتبلور هذا المشروع فى إنشاء المركز القومى للترجمة، الذى كان له بالغ الأثر فى نقل خلاصة الفكر الأوروبى إلى العربية، وإطلاع القارئ العربى على الكثير والكثير من المؤلفات الأدبية والفنية المتنوعة فى العالم الغربى.

ورسم الراحل خريطة للإبداع العربى من خلال كتاباته النقدية، فهو صاحب مقولة «نعيش زمن الرواية»، وهى المقولة التى التقطها المبدعون الشباب فى مجال الرواية، واستثمروا ذلك الزخم بإنتاج المزيد والمزيد من الأعمال الروائية التى حققت نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية.

واشتبك «عصفور»، مع قضايا مصيرية داخل المجتمعات العربية، مثل قضايا الهوية والتراث والتنوع الثقافى والمعرفى، ودور المثقف العربى داخل مجتمعه، وغيرها من القضايا المهمة.