رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب أمريكي: فى 2024 سيصبح العالم أكثر شراسة ورعبًا من عام 2023

قصف مستشفى المعمداني
قصف مستشفى المعمداني - غزة

اعتبر محلل سياسي وكاتب أمريكي، أن ما شهده العالم في عام 2023، يعد أقل وطأة بكثير مما كان متوقعا له، لافتًا أنه كان من الممكن أن يكون عامًا أكثر قسوة في العديد من الملفات والصراعات المسيطرة على العالم.

قال نيك باتون والش، في تحليل منشور على شبكة CNN، إن التراجع عن حافة الهاوية في عام 2023 أدى إلى تأجيل الأزمات الكبرى إلى عام 2024.

وبرهن عن وجهة نظره حول عام 2023 باعتباره أقل سوء مما كان متوقعًا، قائلًا:"إن عالم ما بعد كوفيد مرهق، ويعاني من ضائقة مالية، ولكنه في نهاية المطاف أكثر خطورة مما كان عليه لعقود من الزمن، فمن الطبيعي أن نرى صعوبات".

صدمة الانتخابات الامريكية

توقع الكاتب الأمريكي، أن يشهد العام 2024 صدمة كبرى، وسيضع الولايات المتحدة في منطقة القوة العظمى الواهنة المشتتة، لافتًا أنه سيكون عام بداية نزاعات التصويت والتطرف السياسي في الولايات المتحدة.

الخوف من اندلاع حريق إقليمي في الشرق الأوسط

أبدى الكاتب ارتياحًا للنتائج التي وصل إليها العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدًا أن بالرغم من استشهاد ثلثي سكان غزة، ولكن الأمر لم يتطور إلى صراع إقليمي، حسبما كان متوقعًا، بعد دخول حزب الله على خط الأزمة، وذلك يرجع لعدم تطور العمليات التي يشنها حزب الله اللبناني، والتي كانت من المتوقع أن تحول الحرب إلى إقليمية واسعة.

اكمل والش:" وربما عدم توسيع حزب الله لعملياته يعود لكونه منهكًا بعد خسارته لمقاتليه ذوي خبرة في سوريا وخارجها على مدى العقد الماضي، وربما يشهد أيضًا أزمات في التمويل، وربما كانت قيادته قد حسبت أن الصدام مع إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى قصف واسع النطاق للبنان، ويجعل الجماعة أقل شعبية في وطنها، وربما يضعفها أكثر".

ويستعرض الكاتب وجهة نظر أخرى حول موقف حزب الله من الصراع في غزة، قائلًا:" ربما يكون الحزب في انتظار للسلاح النووي الذي تستعد إيران لإطلاقه قريبًا، بعد أن أدارت ظهرها للعالم وواصلت تخصيب اليورانيوم بوتيرة مثيرة للقلق".

وتساءل والش: "هل يمكن أن تكون القنبلة النووية الإيرانية الأزمة التالية التي تضرب المنطقة؟ هل يبقى حزب الله في حالة احتياط للرد إذا هاجمت إسرائيل والولايات المتحدة الموارد النووية الإيرانية؟".

قرارات تثير القلق في 2024

قد يأتي القرار الأول الذي يثير قلقًا كبيرًا في عام 2024 من الحكومة الأكثر يمينية في إسرائيل حتى الآن، بأن تدير ظهرها هي الأخرى للولايات المتحدة ونصائحها، وتشن اسرائيل حرب موسعة على حزب الله، بحسب توقعات الكاتب الأمريكي.

تابع: "وقد تصبح إسرائيل أكثر قوة بما فيه الكفاية على ماكانت عليه في 7 أكتوبر، وقد تتحمل الخسائر المحتملة الناجمة عن الصواريخ التي سيرسلها حزب الله ردًا على حربها الموسعة، وقد تضطر الولايات المتحدة إلى نشر المساعدات العسكرية، نظرًا لإظهارها العلني للوحدة مع إسرائيل، لكن الأضرار التي لحقت بالجانبين والخسائر في صفوف المدنيين ستكون فلكية".

واعتبر والش، السياسيين الإسرائيليين غير حذرين في الوقت الحاضر، لافتًا أن هذا الصدام المحتمل يتصاعد منذ الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، وكان متوقع ان يصبح أكثر وحشية.

تطور الأزمة الأوكرانية - الروسية

واعتبر الكاتب الأمريكي، أن الأزمة الأمنية العالمية "الأثقل" تتمثل في الغزو الروسي لأوكرانيا، لافتًا أنه كان للمماطلة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تقديم المساعدات لكييف، اثرًا سلبيا على معنويات الأوكرانيين، وربما تقييمهم لما يمكنهم أن يأملوا في تحقيقه في الشتاء والربيع المقبلين.

وتابع: "إن المليارات التي أنفقها حلف شمال الأطلسي على الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف لم تحقق النتائج المطلوبة بشدة لمواجهة التأثيرات المحتملة للاضطرابات الانتخابية الأمريكية في عام 2024".

وأشار من وجهة نظره إلى أنه تم تأجيل أزمات الحرب إلى عام 2024، قائلًا: "وسوف نتعلم في العام المقبل ما إذا كانت عودة الروس إلى الخطوط الأمامية تنذر باستراتيجية من شأنها أن تكسبهم الأرض، أو مجرد ارتفاع مؤقت في ثرواتهم. وسوف نتعلم أيضًا ما إذا كانت المساعدات الغربية قد نضبت، وما مدى سرعة ترجمة ذلك إلى انهيار أوكرانيا".

فيما اعتبر أن عدم غزو الصين لتايوان في عام 2023 يعد أحد النقاط المضيئة، على الرغم من المناورات العسكرية التي لا تعد ولا تحصى حولها، في بحر الصين الجنوبي حول الفلبين.

ولكنه حذر من أن ذلك لن يبقى طويلًا في ظل أزمة اقتصادية وسياسية مقبلة عليها بكين، ومع التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن علنًا بوضع قوات أميركية على الأرض دفاعًا عن تايوان، مما يجعل الأمر في 2024 قد يصبح أكثر خطورة.

عام 2024 محفوف بمخاطر القوى النووية

قال الكاتب الامريكي، إن حالة القوى النووية في العالم أصبحت محفوفة بالمخاطر كما كانت في أي وقت مضى، مضيفًا: "إن وصول عام 2024 لا يعني أننا بحاجة إلى حفر ملاجئ في الفناء الخلفي أو الانتقال إلى جنوب الأرجنتين، لكنه يترك العالم في مكان أكثر خطورة مما شهدناه منذ عقود".

واختتم توقعاته قائلًا: "والخبر السار هو أن الأسوأ لم يحدث هذا العام، لذلك قد لا يحدث في العام المقبل، أو في أي وقت مضى".