رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل انتهاء الحرب.. هل دمرت إسرائيل قدرات حماس فى شمال غزة؟

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي

إسرائيل منشغلة بالحرب الكبيرة في الجنوب، وبالحرب الصغيرة في الشمال، وبكثير من الأحداث الأمنية في الضفة، بالإضافة إلى التصعيد في البحر الأحمر مع الحوثيين، ولكن لا يزال القتال في قطاع غزة مستمرًا بصورة عنيفة، ورغم الحديث عن قرب انتهاء الحرب إلا أن الوضع لا يزال غير محسوم، على الرغم من وجود تقارير تفيد بأن إسرائيل دمرت قدرات حركة حماس شمال قطاع غزة.

التوازن الصحيح

تحاول إسرائيل، خلال الأيام الأخيرة، إيجاد التوازن الصحيح في الحرب في قطاع غزة بين كل من الإنجاز العسكري المطلوب، واغتيال مقاتلي "حماس" وهدم البنى العسكرية والمدنية للحركة، وفي المقابل جهود قصوى لتقليل عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، وتقليل عدد الضحايا الذي لا يمكن تفاديه من أوساط سكان غزة، الذين لا دخل لهم بحماس، وكذلك الحفاظ على حياة المخطوفين. 

المعارك الحالية يمكن تلخيص نمطها على النحو التالي: جهد عسكري متوازن، تقدم الوحدات المقاتلة ببطء مقصود، محاولة تدمير الأنفاق، وتفكك مراكز قتالية موجودة داخل مساجد ومدارس، ومحاولة إضعاف قدرات حماس قدر الإمكان.

شمال القطاع

هناك تقارير عبرية تفيد بأن الجيش الإسرائيلي أصبح قريبًا من إعلان هزيمة "حماس" في شمال القطاع، وبحسب التقارير فإن لواءَي "حماس" اللذين كانا يعملان في هذه المنطقة، بكل كتائبهما، توقفا عن العمل القتالي، أما مؤسسات الحكم التابعة لحركة "حماس" في شمال القطاع، فقد دُمرت، والمنطقة في أغلبيتها، لم تعد صالحة لعيش البشر. 

لكن في الوقت نفسه، لا يمكن التأكيد أن عناصر حماس لا توجد في المنطقة، أو لم تعد هناك منشآت عسكرية حقيقية لـ"حماس"، لكن بحسب التقارير فإن سيطرة حماس تضاءلت في تلك المنطقة بشكل واضح وليس نهائيًا.

أهداف إسرائيل

على الرغم من الوضع شمال القطاع، إلا أن إسرائيل لا تزال قريبة من تحقيق الهدفين الأساسيَين للحرب، وهما إطلاق سراح المخطوفين، وتدمير القدرات العسكرية والسلطوية التابعة لـ"حماس". 

القضاء على قدرات "حماس" في شمال القطاع هو إنجاز عسكري لإسرائيل بعد شهرين من بدء العملية البرية، فالجيش الإسرائيلي لم يكن يعرف ما الذي ينتظره حقًا داخل القطاع، فبالنسبة له غزة هي موقع محصن يحتوي على شبكة أنفاق تحت أرضية متفرعة، لكنه لم يكن يعرف إلى أي حد كان الموقع محصّنًا. وباتت القوات الإسرائيلية تُفاجأ يومًا بعد يوم بكشف الحجم الهائل للأنفاق القتالية، ومجمّعات القيادة التحت أرضية، التي تكتشفها هذه القوات.

لكن الحسم لا يزال قريبًا، خاصة مع تعقيد الوضع أكثر في جنوب القطاع، حيث توجد قيادة "حماس" والمخطوفون. ما من شك في أن رغبة إسرائيل في اغتيال زعيم "حماس" ستختصر مدة القتال، لكن في الوقت نفسه لا تزال فكرة القضاء الكامل على حركة حماس غير واقعية، ولا توجد مؤشرات حقيقية على تحقيقها، وبغض النظر عمّا إذا كان سيتم اغتيال يحيى السنوار، ومحمد الضيف وشركاؤهما في القيادة، فإن "حماس" ستبقى، حتى لو بقيت ضعيفة في هامش غزة.