رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المقاومة تتصدى لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية بانتصار نفسي

حماس
حماس

تشهد الساحة الفلسطينية صراعًا نفسيًا شديدًا بين الفصائل الفلسطينية والكيان المحتل، حيث تسعى لتعزيز الصمود والثبات لدى الشعب الفلسطيني، في حين يحاول الاحتلال زرع اليأس والقنوط في نفوس الفلسطينيين، ورغم تفوق الإمكانيات المادية للاحتلال، إلا أن الفصائل تمكنت من تحقيق انتصار نفسي كبير على العدو، من خلال تعزيز ثقة الشعب الفلسطيني بنفسه وبقضيته وتصديها الدائم لمحاولات تصفية القضية.

وتأتي هذه المقدمة لتسليط الضوء على أهمية المعركة النفسية بين الطرفين، وانتصار حماس في الحفاظ على معنويات الشعب الفلسطيني رغم كل الظروف القاسية، إنها معركة طويلة وشاقة تحتاج إلى صبر وإصرار من أجل تحقيق النصر النهائي على الاحتلال واستعادة الحقوق الفلسطينية كاملة.

صور الحرب النفسية بين الطرفين

لا ننسى أنه في بدايات ديسمبر الجاري، قامت "حماس" بنشر مقاطع فيديو لعمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين، والتي أكد فيها الأسرى على حسن المعاملة التي لاقوها، وأنه لم يتعرض أحد منهم لأي نوع من العنف أو التعذيب إنما كانت إقامة كريمة، ووقتها نشرت كتائب القسام رسالة شكر كتبتها الأسيرة الإسرائيلية دانييل ألوني، لمقاتلى الكتائب قالت فيها: "للجنرالات الذين رافقوني في الأسابيع الأخيرة، يبدو أننا سنفترق غدًا، لكنني أشكركم من أعماق قلبي على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها تجاه ابنتي إميليا.. كنتم لها مثل الأبوين، دعوتموها لغرفتكم في كل فرصة أرادتها.. هي تعترف بالشعور بأنكم كلكم أصدقاؤها ولستم مجرد أصدقاء، وإنما أحباب حقيقيون جيدون".

رسالة شكر كتبتها الأسيرة الإسرائيلية دانييل ألوني لمقاتلي القسام

وعلى الجانب الآخر، كان يتم نشر صور لتعذيب الكيان المحتل للأسرى الفلسطينيين، وتجريدهم من ملابسهم، وتعرضهم لأقصى أنواع التعذيب، وهي قصص يمكن أن نفرد لها كتب لن تنتهي الكتابة عنها، لكن بعدما اتضح للعالم الفرق في المعاملة بين الطرفين، وأن ذلك قد عرض الكيان المحتل للفضح أمام الجميع، أصدر قرارًا بمنع بقية الأسرى من الإدلاء بتصريحات بعد إطلاقهم، ما يدل على خوف جيش الاحتلال من الإدلاء بإفادات مماثلة، وذلك بحسب تصريحات سابقة للدكتور إيلان مانور، باحث الدبلوماسية الرقمية في جامعة بن غوريون.

تعذيب الأسرى الفلسطينين

في 19 ديسمبر الجاري، شهدت المنطقة تبادلًا للتهديدات بين الطرفين المتنازعين، إذ نشر الجانب الإسرائيلي صورًا لصواريخه قبيل قصف قطاع غزة، مُدوّنً عليها أسماء منتقدين لسياساته من الناشطين الأجانب والعرب، منهم: أندرو تيت، وجاكسون هينكل، ومحمد حجاب، وفي المقابل، ردت "كتائب القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس، بنشر صور لصواريخها الموجهة نحو جيش الاحتلال، مكتوبًا عليها أسماء شهداء فلسطينيين من الضفة الغربية اشتهروا بمواجهتهم للاحتلال الإسرائيلي، من بينهم: إبراهيم النابلسي، ووديع الحوح، ومحمد كامل الجعبري.

 

وفي 18 ديسمبر الجاري، أذاعت "كتائب القسام"، مقطع فيديو ردًا على إعلان الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف نفق للمجموعات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة وجولة وزير الدفاع الإسرائيلي فيه، متضمنًا رسالة: "وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت"، أيضًا عرض عدد من المقاطع لعملية "طوفان الأقصى" في إشارة إلى تنفيذ المهمة المخطط لها عبر ذلك النفق، أيضًا عرضت المقاطع  هجمات ضد قوات الاحتلال واختطاف جنوده واستهداف مركباته العسكرية، ما يؤكد تنفيذ الغرض من هذا النفق في وقت سابق.

ادعاء جيش الاحتلال اكتشافه نفق يعود لحماس

وفي 14 ديسمبر الجاري، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات فوق غزة تعرض مكافآت مالية لمن يُدلي بمعلومات عن قادة حماس، مُعتبرًا أن الحركة فقدت قوتها، وتداول نشطاء صور المنشورات التي طلبت معلومات عن يحيى السنوار وشقيقه محمد، ومحمد الضيف ورافع سلامة، مقابل مبالغ تتراوح بين 100 و400 ألف دولار، لكن لا تلقَ هذه المنشورات أي رد فعل من الفلسطينين، لكن في المقابل يستخدمون هذه الأوراق في إشعال النار للطبخ والتدفئة.

 

وفي أواخر نوفمبر الماضي، حاول جيش الاحتلال في إحدى مقاطع الفيديو إثبات أن مستشفى الشفاء يُستخدم كمركز عمليات رئيسي لحماس، من خلال تصوير بضعة أسلحة رشاشة ونفق تحت المستشفى، لكن تبين لاحقًا أن إسرائيل نفسها هي من شيدت ذلك النفق، ما دفع محللين إسرائيليين بارزين لانتقاد الحملة الإسرائيلية على المستشفى، وبالتالي ظهر للعالم أن مقاطع الفيديو التي نشرتها حماس تُظهر بمصداقية أكبر معاركها ميدانيًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

استشاري الطب النفسي: لن تنجح إسرائيل في كسر إرادة الفلسطينين

يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن العمليات النفسية الإسرائيلية الموجهة للفلسطينيين لن تنجح في كسر إرادتهم، مضيفًا أن إسرائيل تستغل هذه العمليات لإظهار قوتها وإحباط الفلسطينيين، لكنها فشلت سابقًا في حرب 1973. كما أن أمريكا خسرت حروبًا رغم تفوقها. 

وينصح "فرويز"، في حديثه، بمواجهة العمليات النفسية بالوحدة الوطنية وراء القيادة، وعدم إظهار أي خلافات تُستغل من العدو، فالمطلوب الآن التركيز على مصلحة مصر والأمة دون أي اعتبارات أخرى.

د. جمال فرويز

أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تهدد بالاجتياح البري لكن لن تقدر عليها

ويتفق معه الدكتور نجاح الريس، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن إسرائيل تمارس حربًا نفسية على الفلسطينيين من خلال التهديد بالاجتياح البري واستمرار القصف، لبث الرعب وإظهار القوة بعد هزيمتها في أكتوبر 1973، لكنها تخشى تنفيذ الاجتياح بسبب تكلفته الباهظة. 

وأوضح "الريس"، في حديثه، أن تدميرها لشمال غزة سهّل على المقاومة، مؤكدًا أن المواجهة تتم بالصمود والوحدة والضغط العربي لإجبار إسرائيل على التسوية السلمية وفق حدود 1967.

د. نجاح الريس