رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجارديان: خطة الاحتلال لإغراق أنفاق غزة "إبادة جماعية"

غزة
غزة

حذر عدد من الخبراء، في تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، من خطورة خطة جيش الاحتلال بإغراق أنفاق غزة، معتبرين أنها خطة ترقى للإبادة الجماعية.

خطة إغراق الأنفاق 

بدأ الجنود الإسرائيليون تجربة ضخ مياه البحر إلى الشبكة الجوفية في الأسبوع الماضي، وفقا لما نقلته وسائل إعلام غربية. 

وحذر خبراء البيئة من أن هذه  الخطة- التي لم تلتزم بها إسرائيل بعد- قد تؤدي إلى كارثة بيئية ستترك غزة دون مياه صالحة للشرب، وتدمر ما هو ضئيل من الزراعة الممكنة في المنطقة التي تبلغ مساحتها 141 ميلًا مربعًا.

من جانبه، شبّه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في المياه، بيدرو أروجو أجودو، الأمر بأسطورة تمليح الرومان حقول قرطاج لجعل أراضي منافسهم القديم غير صالحة للسكن، وقال مقرر حقوق الإنسان والبيئة، ديفيد بويد، إن الإضرار بمصدر المياه الوحيد في غزة سيكون "كارثيا" على البيئة وحقوق الإنسان.

دراسة تحذر 

ووفقا لدراسة أجرتها الأكاديمية العسكرية الأمريكية "ويست بوينت"، كان هناك 1300 نفق تمتد على مسافة 310 أميال (500 كيلومتر) في غزة في بداية الحرب في أكتوبر، وتشير التقديرات إلى أن الأمر سيستغرق 1.5 مليون متر مكعب من المياه لملئها بالكامل، ويمكن أن تكون العواقب البيئية بعيدة المدى. 

خبراء يحذرون 

وقال مارك زيتون، مدير مركز جنيف للمياه والأستاذ في معهد جنيف للدراسات العليا، إن مياه البحر التي يتم ضخها في مئات الكيلومترات من الأنفاق التي تتقاطع مع التربة الرملية المسامية في غزة ستتسرب حتما إلى طبقة المياه الجوفية التي يعتمد عليها سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في عيشهم نحو 20 سنة، وتمثل 85% من مياههم.

وقال زيتون، الذي عمل كمهندس مياه لدى الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إن طبقة المياه الجوفية ملوثة بالفعل بشدة بسبب مياه الصرف الصحي ومن تسرب مياه البحر الناجم عن سنوات من الإفراط في الاستخراج.

وأكد زيتون: "إذا أضفت المزيد من مياه البحر مباشرة من خلال الرمال إلى طبقة المياه الجوفية، فلن يؤدي ذلك إلى تحويل مورد عالي الجودة إلى مورد ضعيف، بل سيحول المورد الضعيف إلى مصدر كارثي".

وأضاف: "سيؤدي ذلك إلى تدمير الظروف المعيشية للجميع في غزة، أقول ظروف الحياة لأنني أعتقد أن هذا أحد عناصر الإبادة الجماعية ضمن اتفاقية الأمم المتحدة، أي التدمير المادي الجزئي أو الكامل للظروف الضرورية لحياة أي شعب".

 وقال: "إن إغراق طبقة المياه الجوفية العذبة بمياه البحر سوف يتعارض مع كل المعايير التي طورتها البشرية على الإطلاق، بما في ذلك الجوانب البيئية للقانون الإنساني الدولي/ قواعد الحرب والمبادئ الحديثة بشأن حماية البيئة فيما يتعلق بالنزاعات المسلحة وكل التقدم المحرز نحو تجريم الضرر الذي يلحق بالبيئة الطبيعية".

وحذر ويم زويننبرغ، الباحث في منظمة "باكس من أجل السلام" الهولندية غير الحكومية، والذي يبحث في الآثار البيئية للحرب، من مخاطر إضافية. وقال: "لا نعرف ما هو المخزن في الأنفاق. هناك تقارير متداولة، لم يتم التحقق منها، لكن نقلتها بعض المصادر [تفيد] بوجود حوالي 20 ألف جالون من الوقود مخزنة في الأنفاق. لذلك، لديك كل تلك الأنواع من الهيدروكربونات التي يمكن أن تؤثر أيضًا على التربة وتصل إلى طبقة المياه الجوفية والمياه الجوفية".

وحذر زويننبرغ من أن إغراق الأنفاق سيشكل أيضًا مخاطر على سلامة الأرض التي بنيت عليها مجتمعات غزة، المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم. وإذا انهارت تحت المناطق المبنية فقد يؤدي ذلك إلى سقوط المباني المتبقية فوقها أيضًا.

إذا تم تنفيذها بالكامل، فإن خطة الجيش الإسرائيلي لإغراق الأنفاق ستكون أحدث خطوة في تاريخ طويل من استهداف إسرائيل إمدادات المياه الفلسطينية.

وقالت هديل خميس، رئيسة مكتب تغير المناخ في هيئة جودة البيئة الفلسطينية: إنه حتى قبل الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه بسبب القصف الأخير على غزة، كانت الإمدادات محفوفة بالمخاطر بالنسبة للناس في القطاع وفي الضفة الغربية.