رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غازات سامة.. شبح "السرطان" يُطارد أهل غزة جراء عدوان الاحتلال

أهل غزة
أهل غزة

منذ بدء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وينتهك فيها كل الأعراف الدولية؛ باستهداف المدنيين بأسلحة محرمة، وكان من بينها القنابل التي تحمل في طياتها غازات سامة تصيب المدنيين بأمراض، إلى جانب ذلك أصبح القطاع كومة من الركام بسبب المنازل التي تهدمت، وتحمل الغارات التي تشنها إسرائيل مزيدا من الغازات التي تؤذي صدور أهالي القطاع وتهددهم بأمراض خطيرة.

إيمان: "أبنائى لا يكفون عن السعال" 

يستنشق كل يوم أبناء إيمان، فلسطينية تقطن في دير البلح، الغازات المكثفة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، أحدهم أصيب بحساسية وأمراض صدرية دون وجود علاج.

تقول:«لا يكف الأبناء عن السعال، فمنذ أن قصف الاحتلال منزلنا ونحن نعيش في الأنقاض، وتطلق علينا القنابل ورصاص القصف والغبار الناتج عن تهدم البيوت، كل تلك الغازات نستنشقها».

تخشى إيمان أن يصاب أحد أبنائها بمرض مزمن نتيجة الاستنشاق المستمر لتلك الغازات السامة، لا سيما أن القطاع بأكمله تهدم وبات الهواء فيه غير نقي في كل مكان: «الكبار المصابون بالربو والأمراض الصدرية يعانون بشدة من تلك الأدخنة، والصغار مصابون بحساسية، وربما تنقلب كل تلك الأمراض لما هو أشد».

ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان فى القطاع

ما تخشى منه "إيمان" تحدث عنه القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، حيث أكد أن هناك تداعيات خطيرة على حياة مئات المرضى في قطاع غزة جراء استمرار الحرب وإطلاق الغازات.

ويشهد قطاع غزة إلقاء كمية هائلة من المتفجرات في ظل العدوان الإسرائيلي، ويمكن لهذه الحرب أن تترك أثرًا بيئيًا سامًا وتتسبب في أضرار لا توصف لصحة الإنسان، من بينها السرطان.

ويستهدف الاحتلال منذ بدء الحرب مرضى السرطان بشكل كبير، ففي 30 أكتوبر الماضي استهدف الاحتلال الإسرائيلي محيط مستشفى الصداقة التركي في قطاع غزة بغارات عنيفة، وهو مستشفى يخص مرضى السرطان قام الاحتلال بإلقاء القنابل الضوئية عليه، وإلحاق أضرار بليغة بداخله.

والدة خالد: لا دواء.. واستنشاق غازات سامة

نفس الأمر تعرضت له والدة خالد، منذ اليوم الأول للحرب في غزة، بسبب الأدخنة الكثيفة، إذ إنها إحدى المصابات بسرطان الرئة ولا تستطيع الحصول على العلاج، وتدهورت حالتها مع الدمار الشامل الذي حلّ بالقطاع.

يقول خالد ابنها إنه يريد إخراجها منذ فترة من قطاع غزة بأكمله، لكون هواء القطاع كله في كل المخيمات لم يعد نقيًا، فضلًا عن الغازات التي تخلفها الغارات نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف.

هناك 8644 ألف مصاب بالسرطان في قطاع غزة، الذي يسجل سنويًا ما يقرب من 2000 حالة جديدة، وفق رئيس قسم الأورام بمستشفى غزة الأوروبي أحمد الشرفا، وفي نوفمبر الماضي أعلنت مستشفى 57357 في مصر، عن أن الأطفال الفلسطينيين المرضى بالسرطان الذين قدموا من قطاع غزة عبر معبر رفح لتلقي العلاج في مصر تم استقبالهم في المستشفى وحالتهم مستقرة وهم 12 حالة.

يقول: «الهلال الأحمر في بداية الحرب كانت لديها القدرة على توفير الأدوية للمرضى من بينهم مرضى السرطان، لكن الآن أصبحت عاجزة في ظل اشتداد الحرب، لذلك تدهورت حالة أمي بشدة نتيجة عدم تناول العلاج واستنشاق غازات سامة».

وفي وقت سابق أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" استخدام الاحتلال الإسرائيلي الفسفور الأبيض في اعتدائها على غزة ولبنان، يومي الـ10 والـ11 من أكتوبر، وأن استخدام الاحتلال الإسرئيلي الفسفور في العمليات العسكرية في غزة ولبنان يعرض المدنيين لخطر الإصابة بجروح خطيرة وأمراض صدرية.