رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الولاية الثالثة للجمهورية الجديدة

تستكمل الجمهورية الجديدة مسيرة التنمية لستة سنوات قادمة ( خطة الجمهورية من اجل التنمية المستدامة ٢٠٣٠ ) بإختيار الرئيس عبدالفتاح السيسي في انتخابات نسبة الاقبال فيها كانت غير مسبوقة ذكرتنا بالولاية الاولى ووعي المصريين واستشعارهم للخطر الان وانهم يضعون بلدهم نصب أعينهم وانها تأتي دوما اولا وقبل اي شيء.

فلقد راهن المصريون وقت التصدي لحكم المرشد والجماعة الارهابية على الامن والاستقرار وقاوموا الارهاب بكل صنوفه والان وبعد المخاطر التي تحدق  بمصر وحدودها وبسيناء وبأمننا  القومي راهن المصريون على استقرارهم وأمانهم وأمنهم وسلامة أراضيهم فانتخبوا الرئيس عبدالفتاح السيسي لولاية ثالثة.

نعم لقد انتخب المصريون الاستقرار وصوتوا للأمن والأمان في شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي في ظل اجواء محتدمة واقليم يتفسخ وحروب وتطاحن تشهدها المنطقة والشرق الأوسط بل والعالم 
فبنجلادش تتشظى الان لتضيف جديدًا مؤسفًا لسلسلة المآسي التي شهدها العالم منذ ثلاث سنوات واكثر 
فعندما اوشك العالم على الافاقة من وباء عالمي اخذ معه ارواح كثيرة ولم يفرق بين شيخ وطفل وعشنا مأساة امتدت لعامين حتى اندلعت الحرب الروسية الاوكرانية وطالت تبعاتها الجميع وعاش العالم ازمة اقتصادية عالمية تأذى بها الجميع وارتفعت اسعار الوقود العالمية وواجه العالم موجة غلاء غير مسبوقة وارهقت جائحة كورونا خزائن الدول وجاءت الحرب لتقضي على ما تبقى.

اما الاقليم الذي نعيش فيه و الذي عانت فيه سوريا ومن قبلها ليبيا والعراق وظننا ان عصر الحروب بمفهومها التقليدي قد انتهى والى غير رجعة حتى حدثت ازمة السودان والتي تشتعل الان وللاسف وتزداد سوءً يوما بعد يوم 
ثم جاء طوفان الاقصى وهو افاقة عظيمة لأمة ظننا انها في سبات ابدي عميق و ارهاصات ذلك  الطوفان بدأت منذ اشتباكات ( حي الشيخ جراح ) منذ عامين وتصدر مقاوموا الداخل للواجهة فسطعت اسماءً جديدة لمقاومين جدد يقاومون المحتل من الداخل الفلسطيني بعد ان هرب القادة لدول الجوار واستقروا هنالك وصاروا من اصحاب الايدي الناعمة والياقات البيضاء وصارت المقاومة حروبا كلامية وعنتريات مفرغة ومورس كل ذلك عن بعد ففقدت المقاومة مغزاها واحترامها امام الداخل والخارج.. فهمّ اهل الداخل وتدربوا على المقاومة الحقيقية الحية والتي اجبرت سلطات الاحتلال على الانسحاب من حي (الشيخ جراح ).

و خسر الصهاينة معركتهم الخسيسة في هذا الحي المقدسي و كانت تلك المواجهات بمثابة (البروفة ) التي تدربت خلالها المقاومة على التصدي للاحتلال ومعرفة بواطن قوته وضعفه حتى استطاعت اختراق أجهزته الاستخباراتية وحواجزه الامنية وفاجأته وفاجأتنا جميعا بطوفان من المقاومة اذهلت العالم ومازال صمود المقاومة وتحقيقها لتقدم ملموس على الارض أمر يراه الجميع ويتجرعه العدو يوما بعد يوم 
و قد شاهد العالم كله تلك الاحداث وعايشها المصريون عبر الشاشات والتفت كل الانظار لما يحدث في غزة وكان موقف مصر وموقف قيادتها وموقف رئيسها موقفًا مشرفًا حازمًا حاسمًا.

إذ لم يفرط الرئيس ولم تفرط القيادة المصرية في قضية فلسطين بل ساندت القضية الفلسطينية منذ اللحظات الاولى وساندت اهلنا في غزة ولم تفرط في حقوق الشعب الفلسطيني ولم تتهاون او تقصر ولم تسمح بتصفية القضية او تهجير الفلسطينيين تهجيرًا قسريا وحذرت وتوعدت من يحاول ذلك او يحاول أن يمس السيادة المصرية والتراب الوطني واعلنها الرئيس مرارًا وتكرارًا وتحدث عن اللاتفريط وان القيادة المصرية الرشيدة لن تتنازل عن شبر واحد من ارض مصر او ارض سيناء وان سيناء خط احمر.. وعملت القيادة المصرية ايضا بدأب واستبسال وصبر وأجرت مفاوضات مثمرة مع كل الاطراف من اجل الهدنة الانسانية وها هي تسعى الان ومن جديد من اجل هدنة ثانية لالتقاط الانفاس.

بل ووقف نهائي لاطلاق النار والذي نادت به مصر ايضًا منذ اللحظات الاولى وجاهدت لتصل المساعدات الانسانية لاهلنا في غزة.. تلك المساعدات التي كان لمصر فيها نصيب الاسد  وشهد معبر رفح تواجد مصري مشرف من كل الاطياف ولم تسمح مصر بمرور الاجانب العالقين الا بعد ان تسمح قوات الاحتلال بمرور المساعدات الانسانية والوقود لغزة من اجل المستشفيات ولتعمل بكفاءة وتستطيع مواجهة بطش وجرائم الاحتلال التي شهدتها الانسانية جمعاء ونالت فلسطين تعاطف العالم وتمت تعرية الاحتلال ايضا امام العالم كله.

و هذا هو المكسب الحقيقي الذي جنته القضية الفلسطينية بعد ان دفع شعبها دمه ودم اطفاله وبالتالي كان الثمن باهظًا جدًا ولكن المكاسب دوما وللاسف لها كلفتها.. فدماء الاطفال الابرياء هي التي ستحرر فلسطين حتمًا وان كان ذلك آجلًا فقد اقترب وكل آتٍ قريب وبالتالي جاء اختيار الرئيس عبدالفتاح السيسي ليؤكد على ثقة الشعب المصري في الجمهورية الجديدة والذي بدأ بثورة الشعب المصري المجيدة في الثلاثين من يونيو.

وانطلقت مصر بعد ذلك في مسيرة التنمية بخطوات قوية وثابتة ووقف الشعب المصري خلف دولته الوطنية صامدًا في وجه كل التحديات بدءًا من مواجهة الإرهاب حتى انطلقت مسيرة التنمية في مجالات شتى بدءً بالبنية التحتية والمشروعات  القومية العملاقة ومواجهة فيروس c بحملة 100 مليون صحة وصحة المرأة المصرية ومشروع القرن لتطوير الريف المصري بمبادرة حياة كريمة  وعلى المستوى السياسي فقد شهدت هذه السنوات أوسع تمكين سياسي للمرأة والشباب ونرى اليوم أكبر نسبة من النساء والشباب في التمثيل البرلماني في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية منذ أكثر من 150 عامًا.

كما انتهجت مصر في تلك السنوات سياسة خارجية
متوازنة تضع نصب أعينها المصلحة الوطنية وحماية الأمن القومي المصري، وترسيخ مبدأ ريادة مصر في أمتها العربية وقارتها الأفريقية، مما جعل مصر نقطة التوازن الرئيسية التي يتواصل معها كل العالم لحفظ السلم والأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، وتعاملت مصر مع كل التحديات المتعلقة بأمنها القومي  بخطوط حمراء لا يمكن لأحد أيا كان أن يتجاوزها
ليتم تتويج كل تلك المسيرة الحافلة بالإنجازات في  انتخابات طبقت بها كافة المعايير الدولية وتابعتها منظمات المجتمع المدني الدولية والعربية والمصرية وتابعتها كافة وسائل الإعلام، وبإشراف قضائي كامل وكانت  الشفافية عنوانًا كبيرًا للمشهد الانتخابي المصري وقال الشعب المصري كلمته للتاريخ، وكتب صفحة أخرى من صفحات المجد في تاريخ مجده الطويل الممتد لآلاف السنين.