رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروم الأرثوذكس: مغارة عيد الميلاد استوحيت من الإنجيلي لوقا

مغارة عيد الميلاد
مغارة عيد الميلاد المجيد

تستعد كنيسة الروم الارثوذكس، كبقية الكنائس الغربية للاحتفال بعيد الميلاد المجيد يوم 25 من شهر ديسمبر الجاري، وعلى خلفية الاحتفالات، طرح الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية عن  مغارة عيد الميلاد.

تاريخ مغارة عيد الميلاد

وقال خلالها إن مغارة عيد الميلاد، فقد استوحيت من عند الإنجيلي لوقا لأنه الوحيد من بين الإنجيليين الذي ذكر مكان ميلاد المسيح، بقوله: "وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ النـاصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ مدينةِ داودَ، لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى. وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ، فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ، لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ" 

وأضاف الأنبا نيقولا أنطونيو، لم يذكر لوقا "المغارة" بل "المذود"، لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغارات التي كانت تستعمل كأسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح. وهذا التقليد عن ميلاد الرب في المغارة يعود إلى ما قبل منتصف القرن الثاني.  فقد ذكره القديس يوستينوس الشهيد في حواره مع تريفو اليهودي بعد منتصف القرن الثاني بقليل. كما أن العلاَّمة أوريجانوس الإسكندري (أوائل القرن الثالث)، الذي كان في فلسطين منذ عام 215م وما بعدها، يقول إن يسوع قد وُلد في مغارة. وفي كتابه “ضد كلسوس”، الذي كتبه عام 248م.

 وتابع مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، يقول الأسقف يوسابيوس المؤرخ إن الإمبراطور قسطنطين ووالدته الملكة هيلانه على أساس هذا التقليد شيّدا كنيسة المهد في بيت لحم فوق هذه المغارة سنة 326م، وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرون الثالث والرابع تظهر رسم لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.

القديس فرنسيس الأسيزي جسد أول مغارة حيّة

أما المغارة كما نعرفها اليوم، فيعود ذلك إلى القديس فرنسيس الأسيزي الّذي قام بتجسيد أول مغارة حيّة (أي فيها كائنات حيّة) في ميلاد سنة 1223م، فوضع رجلاً وامرأة لتمثيل مريم ويوسف وطفلاً لتمثيل يسوع مع بقرة وحمار المستمدين من نبؤة أشعياء حول المسيح. وانتشر بعد مغارة القديس فرنسيس هذا التقليد في أوروبا ومنه إلى مختلف أنحاء العالم، وهي تمثل حدث الميلاد. ولاحقًا تم إضافة في تقليد المغارة المجوس الثلاثة والرعاة. وانتشرت بعدها بسرعة عادة تشييد المغائر الرمزيّة في الكنائس وخارجها، واستخدمت التمثيل الفخارية لأشخاص المغارة بعد أن انتشرت تماثيل المسيح والعذراء والقديسين في الكنيسة الكاثوليكية.

ولفت إلى أنه في كنيستنا الأرثوذكسية توضع شجرة الميلاد مع المغارة خارج مبنى الكنيسة، كما في كنيسة بيت لحم.