رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى دانيال النبيّ وأولاد حننيا الثلاثة الشهداء

كلاوديو لوراتي
كلاوديو لوراتي

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى دانيال النبيّ وأولاد حننيا الثلاثة الشهداء، وسِيقَ دانيال النَبّي وَهوَ فَتى الى بابِل مَعَ الذينَ سُبوا سَنَة 605 ق.م. دَخَلَ دانيالُ في خَدمَةِ المَلِكِ، فَحازَ ثِقَتَهُ بَعدَ تَفسِيرِهِ حُلماً لَهُ. وَعُيِّنَ والياً عَلى إقليمِ بابِل. وفي عَهدِ المَلِك قورُش الذي إحتَّلَ بابِل عُيِّنَ دانيالُ وَزيراً مِن وُزَرائِهِ. وإذ حَسَدَهُ أعداؤُهُ أمَرَ المَلِكُ أَن يُزَجَّ في بِئرِ الأُسُودِ فَلَمْ تَمُسَّهُ.

في عَهدِ دانيال، في بابِل، في الجيلِ السادسِ ق.م.، ألْقَا المَلِكُ في أتونِ النارِ الفِتيَةَ الثَلاث: حَنَنْيا، عَزَرْيا وميشائيل لأنَّهُم رَفَضوا أن يَسْجُدوا لَهُ وَلِلأصْنامِ. وَقَد حَفِظَتْهُم عِنايَةُ الله مِن اللَهيبِ فَأَنْشَدوا للهِ مُسَبِّحين. وَلا تَزال تَسبِحَتَهُم عَلى أَفواهِ الكَنيسَةِ مُنذُ الأجيالِ الأولى.

العظة الاحتفالية 

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: بالنسبة إلى القدّيس يوسف، كانت حياة الرّب يسوع اكتشافًا متواصلاً لدعوته الشخصيّة... كانت سنواته الأولى مليئة بالظروف المتناقضة ظاهريًّا؛ تمجيد وهروب، عظمة المجوس وفقر المغارة، ترنيم الملائكة وصمت البشر. حين حان الوقت لتقديم الطفل إلى الهيكل، رأى يوسف الذي أحضر زوجيّ اليمام كتقدمة، كيف أعلن سمعان وحنّة أنّ الرّب يسوع هو المسيح: "وكانَ أَبوه وأُمُّهُ يَعجَبانِ مِمَّا يُقالُ فيه"، هذا ما قاله القدّيس لوقا. لاحقًا، حين بقي الولد في الهيكل بدون علم مريم ويوسف، حيث أخبرنا الإنجيلي نفسه "أنّهما دهشا" حين عثرا عليه بعد ثلاثة أيّام من البحث.

تفاجأ يوسف وتعجّب. رويدًا رويدًا، كشف له الله مخطّطاته فحاول فهمها. ككلّ نفس تريد اتّباع الرّب يسوع عن كثب، اكتشف فورًا أنّه يستحيل المشي بلامبالاة، وأنّه لا مكان للروتين. وأنّ التوقّف عند مستوى معيّن والاستسلام للراحة لا يرضيان الله. فهو يطلب المزيد باستمرار، وسُبُله ليست سُبُلنا. لقد تعلّم القدّيس يوسف من الرّب يسوع، كما لم يفعل أيّ شخص من قبله، تعلّم أن يفتح نفسه وقلبه، وأن يبقى يقظًا للتعرّف إلى روائع الله.

لكن إن تعلّم يوسف من الرّب يسوع العيش بطريقة إلهيّة، سأسمح لنفسي بالقول إنّه على الصعيد البشري، هو علّم الكثير من الأمور لابن الله... اعتنى يوسف بهذا الطفل كما أُمر وجعل من الرّب يسوع حِرفيًّا من خلال نقل مهنته له... كان يوسف، على الصعيد البشري، معلّمًا للرّب يسوع. يومًا بعد يوم، أحاطه بمحبّة رقيقة؛ كما اعتنى به بتفانٍ مليء بالفرح. أليس هذا سببًا وجيهًا لاعتبار هذا الرجل بارًّا (مت 1: 19)، هذا القدّيس الذي تأجّج فيه إيمان العهد القديم، كمعلّم للحياة الداخليّة؟