رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللغة العربية.. قصة التطور من المنشأ للعالمية

اليوم العالمي للغة
اليوم العالمي للغة العربية

يحتفل العالم في مثل هذا اليوم ١٨ ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، التي تعد اللغة الأشهر في العالم، وإحدى ركائز التنوع الثقافي للإنسانية.

فحسب الموقع الرسمي لليونسكو، اللغة العربية يستخدمها يوميًا أكثر من 400 مليون شخص في ٢٥ دولة حول جميع أنحاء العالم، ففي الوقت الحاضر، تعد اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، وتمثل ركيزة حقيقية للتنوع، ويتحدث بها بأشكاله المختلفة.

ويتم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام منذ عام 2012، ويتزامن هذا التاريخ مع اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 اللغة العربية باعتبارها اللغة الرسمية السادسة للمنظمة.

وتتنوع أشكالها، الكلاسيكية أو اللهجية، من التعبير الشفهي إلى الخط الشعري، أحدثت اللغة العربية جمالا رائعا، في مجالات متنوعة، مثل الهندسة المعمارية والشعر والفلسفة والأغنية.

فهى تتيح الوصول إلى مجموعة مذهلة من الهويات والمعتقدات، ويكشف تاريخها عن ثراء روابطها مع اللغات الأخرى.

وقد لعبت اللغة العربية دورًا محفزًا في المعرفة، حيث عززت نشر العلوم والفلسفات اليونانية والرومانية في أوروبا في عصر النهضة، فقد مكنت من إجراء حوار بين الثقافات على طول طرق الحرير، من ساحل الهند إلى القرن الإفريقي.

اليوم العالمي للغة العربية:
ويعد هذا اليوم فرصة للاحتفال بثراء اللغة العربية وأهميتها العالمية، والتي لعبت دورًا محفزًا في الثقافة والعلوم والفنون عبر التاريخ، ويعد يوم اللغة العربية أيضًا فرصة لتعزيز مكانة اللغة العربية في الأوساط الأكاديمية، وتوسيع نطاق الوصول إلى المعرفة.


تاريخ اللغة العربية:
بدأ التحدث باللغة العربية في جنوب الشام وشمال شرق شبه الجزيرة العربية في الألفية الأولى قبل الميلاد، ويمكن تقسيم اللهجات العربية القديمة من هذا الوقت إلى مجموعتين: لهجة سلسلة لهجوية شمالية، ولهجة حجازية قديمة في شمال الحجاز. 
ويعود أقدم دليل على اللغة العربية إلى القرن التاسع ق.م، وهي لأسماء أشخاص في النقوش المسمارية الآشورية، وقد تم توثيق التنوع اللهجي للغة العربية القديمة بشكل جيد من خلال تلك النقوش.
 

ويوثق نقش يعود تاريخه إلى سنة 328 م باللغة العربية وبخط نبطي في القرن الرابع ق.م، فقد اُنشأت مملكة الأنباط العربية، واتسعت جنوبًا وشمالًا ونشرت اللغة العربية في المناطق التي تولتها، لذا وصلت ثقافة الكتابة النبطية إلى شمال الحجاز في القرن الأول الميلادي، وبعد استيلاء الأنباط على تيماء ودومة استبدلت اللغة العربية اللغتين المحليتين التيمائية و‌الدومية فيهما.

وبسبب التبادل التجاري لمملكة الأنباط، ظهرت لغة عربية موحدة بين القرنين الرابع والسادس بعد الميلاد، ثم بدأ انتشار اللغة العربية الفصحى؛ لتكون لغة أدبية مطورة بالكامل في منتصف القرن السادس وكانت تحتوي مختارات أدبية مثل المعلقات بها أبيات شعرية متنوعة موضوعيًا في شكل القصيدة.


انتشار اللغة العربية مع انتشار الإسلام:
ثم انتشرت اللغة العربية مع ظهور الإسلام وفتوحات العرب في القرن السابع والقرن الثامن، فقد أطاحت باللغة السبئية في جنوب شبه الجزيرة العربية، واللغة الآرامية في سوريا والعراق، واللغة الفارسية في العراق، واللغة القبطية في مصر، واللهجات الأمازيغية في شمال إفريقيا، وأثبتت وجودها إلى جانب الإسبانية والبرتغالية حتى نهاية القرن الخامس عشر، وقد تم تعريب جزر مالطا ثم توغلت اللغة العربية في زنجبار وشرق إفريقيا.