رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواجهة البحر الأحمر.. هل تتحرك الولايات المتحدة وإسرائيل ضد الحوثيين؟

البحر الأحمر
البحر الأحمر

تطرقت، أمس، القيادة في إسرائيل والولايات المتحدة إلى هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر، وبدا أن الجانبين قد اتخذا قرارهما بمواجهة هجمات الحوثيين بشكل أكثر جدية مما سبق، وهو ما يشكل فرصًا لتوسيع الحرب في غزة وامتدادها إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط. 

تصريحات حادة

تناقلت وسائل إعلام أمريكية أنباء أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيعلن خلال زيارته إلى المنطقة الأسبوع المقبل عن حملة "حارس الازدهار" لمواجهة التهديدات من جانب الحوثيين، وكان مسئولون في إدارة بايدن يدرسون تنفيذ هجمات على أهداف للحوثيين، وذلك بعد أن قام البنتاجون خلال الأيام الأخيرة بنقل حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" إلى شواطئ اليمن، وذلك لإمكانية رد أمريكي محتمل على الهجمات ضد السفن، جاء هذا وفقًا لما نقلة مسئول أمريكي لموقع "بوليتيكو".

من جانبه، علق وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى هجمات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر بكلمته مساء أمس السبت، قائلًا: "نحن جاهزون للعمل، نعرف ما يجب القيام به، وسنجد التوقيت المناسب". وأضاف: "نعطي النظام الدولي فرصة، لكن حين نصل إلى وضع نعتبر خلاله بأننا الحل الأخير فإننا نعرف ما سنقوم به". 

وعلى صعيد متصل، يجري مجلس الأمن الدولي، غدًا الإثنين، نقاشًا حول "تهديدات الحوثيين على الأمن البحري"، ويعقد الاجتماع بمبادرة كل من الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا وألبانيا، مالطا واليابان، حيث يحاول الأمريكيون، بالتنسيق مع بريطانيا، دفع دعوة لمجلس الأمن الدولي لإدانة هجمات الحوثيين والمطالبة بوقفها. 

هل إسرائيل مستعدة؟

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، عن أن 4 سفن بحرية من طراز ساعر 6، بُنيت في مرفأ سفن "تيسنكورب" في ألمانيا، دخلت في الخدمة العملانية، واحدة منها تبحر في خليج إيلات، وإلى الجنوب منه، ولكن حتى تلك اللحظة لا تزال التقديرات في إسرائيل أن قدرة إسرائيل على الرد على الحوثيين محدودة جدًا، فإسرائيل واليمن بينهما مسافة 2000 كم.

وكان مجلس الأمن القومي في إسرائيل ومجلس الحرب قد أجرى عدة نقاشات في مسألة كيفية الرد الإسرائيلي، وطُرحت أفكار مختلفة، لكن كان الرأي السائد هو معالجة التهديد بوسائل دولية، وعدم التورط في المواجهة المباشرة. وهو ما دفع إسرائيل إلى التوجه إلى الإدارة الأمريكية، وطلبت منها تفعيل CMF (القوة البحرية المشتركة) التي تعمل منذ عقدين في مناطق المحيط الهندي وخليج عُمان وشواطئ اليمن والصومال. قيادة القوة موجودة في البحرين، وقائدها اليوم أدميرال أمريكي ونائبه بريطاني، وهي مؤلفة من ثلاث دول، ومهمتها الأساسية محاربة "الإرهاب، وتهريب المخدرات، والتصدي لعمليات القرصنة، وحماية الأمن، وتشجيع التعاون الإقليمي".

تحرك كبير

بحسب تقديرات المحلل العسكري الإسرائيلي، يوسي ميلمان، فإن الولايات المتحدة ودولًا أخرى قد تتحرك لاعتبار الحوثيين قراصنة، وبدء معاملتهم كـ"إرهاب" بحري، فيما تقوم سفن حربية أمريكية وفرنسية بالفعل حاليًا بالدفاع عن السفن التجارية التي تتعرض للهجوم. حيث يدركون في الغرب، وخصوصًا في الولايات المتحدة، أن التهديد الحوثي للملاحة لا يهدد فقط إسرائيل، بل اقتصاد العالم، وإنه لا بد من مواجهته قبل أن يشكل تهديدًا أكبر.