رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى اليوم العالمى لضحايا الإبادة الجماعية.. دلائل ارتكاب الاحتلال جرائم كارثية بحق غزة

غزة
غزة

أكد عدد كبير من الأكاديميين وعلماء القانون والحكومات أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة تعزز من عزلة إسرائيل عالميا.

ويحيي العالم في التاسع من ديسمبر من كل عام اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والتي تعد التزاما عالميا حاسما قدم مباشرة قبيل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عند تأسيس الأمم المتحدة، وبموجب قرار الجمعية العامة 323/69 في 29 سبتمبر 2015، أصبح ذلك اليوم يُعرف باليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة.

وحسب تقرير لشبكة "CBC" الكندية، فإن كلمة "إبادة جماعية" تُرى وتُسمع في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء كندا والولايات المتحدة، فقد حضر اجتماع حاشد في تورونتو ائتلاف "اليهود الرافضون للإبادة الجماعية". 

رفض عالمى لممارسات الاحتلال

وفي الولايات المتحدة، اتهم أعضاء جماعة "الصوت اليهودي من أجل السلام" إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية باسمهم.

وعلى المستوى العالمي أيضًا، يتم استخدام هذه الكلمة بشكل متكرر، فقد وجّه رئيسا كولومبيا وجنوب إفريقيا هذا الاتهام لإسرائيل، وفي الأسبوع الماضي حذرت مجموعة من المقررين الخاصين لحقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة من وقوع "إبادة جماعية"، وفي الشهر الماضي استقال أحد مسئولي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة من منصبه، ووصف الوضع بأنه "حالة إبادة جماعية نموذجية".

تعريف الإبادة الجماعية

وحسب التقرير، استخدم مصطلح "الإبادة الجماعية" من قبل الأمم المتحدة في اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، وتم تعريفه على أنه الأفعال المرتكبة بقصد التدمير، كليًا أو جزئيًا، لمجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه، ولا تقتصر هذه الأفعال على قتل أعضاء الجماعة، بل إن التسبب في "أذى جسدي أو عقلي خطير"، من بين أفعال أخرى، يمكن أن يشكل أيضًا إبادة جماعية.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي قتلت إسرائيل حوالي 17 ألف شخص في غزة، وشردت 1.5 مليون آخرين، وثلثي الشهداء من النساء والأطفال، هذا بجانب عشرات الآلاف من المصابين والجرحى.

دلائل ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية فى غزة

وقالت أنيشا باتيل، الباحثة القانونية في مجموعة "القانون من أجل فلسطين": "إن النية التي لاحظناها واسعة النطاق، وتأتي من جميع أنحاء الدولة الإسرائيلية"، مشيرة إلى أنها حددت أكثر من 400 حالة "من جميع مستويات النخبة الإسرائيلية" تعبر عن نية الإبادة الجماعية.

وتشمل هذه التصريحات تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباشرة بعد 7 أكتوبر، والتي وصف فيها غزة بأنها "مدينة الشر".

وقال نتنياهو، في بيان متلفز: "سنحول كل الأماكن التي تنتشر فيها حماس وتختبئ فيها إلى أنقاض، وأقول لشعب غزة: اخرجوا من هناك الآن. سنتحرك في كل مكان وبكل قوة".

وقد ذكرت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي ومنظمات دولية أخرى، مرارًا وتكرارًا، أن الفلسطينيين في غزة ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.

وقال راز سيجال، الأستاذ المساعد في دراسات المحرقة والإبادة الجماعية في جامعة ستوكتون في نيوجيرسي، إن هناك "عشرات الأدلة التي تظهر نية التدمير" بموجب اتفاقية الأمم المتحدة.

وقال سيجال: "لقد فعل القادة الإسرائيليون وكبار ضباط الجيش ما قالوا بالضبط، لذا فإن غزة اليوم، خاصة الشمال ولكن ليس الشمال فقط، أصبحت أنقاضًا، لهذا نحن نتحدث بالفعل عن شروط محسوبة لتدمير الجماعة".

فيما يقول آدم جونز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا البريطانية أوكاناغان ومؤلف كتاب دراسي في دراسات الإبادة الجماعية، إن استخدام هذا المصطلح قد اندلع منذ 7 أكتوبر، لكن التطرف لدى طرفي الصراع أظهر "خيوط الإبادة الجماعية" والأيديولوجيات" التي تعود إلى عقود مضت.

وأضاف: "أعتقد أن الرد الإسرائيلي، والسياسة الإسرائيلية طويلة الأمد تجاه سكان غزة، تظهر عناصر تفكير الإبادة الجماعية وممارستها بشكل متزايد".

من جهته، قال الكندي الفلسطيني مهند عياش، وهو أستاذ علم الاجتماع في جامعة ماونت رويال، إن ما يحدث في غزة "عملية إبادة جماعية متعمدة"، وإن كندا متواطئة لأنها لم تدعُ إلى وقف إطلاق النار، لذلك فهي تشارك في الجهود الأمريكية لعدم تهدئة الوضع ومنح الإسرائيليين غطاء دبلوماسيًا فارغًا حتى يتمكنوا من تنفيذ هذه العملية دون ضغوط دولية كبيرة، لذا فإن كندا جزء من المظلة الواقية الأمريكية لدولة إسرائيلية لتنفيذ الإبادة الجماعية.

ومنذ عام 2007، فرضت إسرائيل حصارًا على غزة، مما أدى فعليًا إلى عزل القطاع عن العالم الخارجي، ووفقا للأمم المتحدة والعديد من جماعات حقوق الإنسان، فإن غزة هي أرض محتلة وهذا، إلى جانب حجم الضحايا، ينزع الشرعية عن ادعاء إسرائيل بالدفاع عن النفس وفقًا لبعض النقاد بمن في ذلك باتيل، من منظمة القانون من أجل فلسطين.