رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عوِّودوا أنفسكم وأولادكم الانتخابات


عبدالرحيم طايع

نجحت انتخابات الرئاسة بالخارج.. حضور كثيف وخلو من الخروقات، قال المصريون كلمتهم بحرية فى الخارج، وهو ما ننتظره فى انتخابات الداخل «أيام 10، 11، 12 من هذا الشهر»، أى أن نؤكد حفاوتنا بالعملية الديمقراطية، ونثق فى أصواتنا محددة الرئيس الفعلى القادم وراسمة المسار السياسى القادم.. لا شىء سواها يحدد ويرسم، ولا بد أن نكون على يقين من الأمر.
العالم يراقبنا، كما يراقب حرب غزة بالضبط، لا يجب أن نفهم أن الحرب متن والانتخابات هامش، هى متن أيضًا، والعالم الذى يراقب توجهنا إلى الصناديق، يراقب جديتنا وصبرنا، وذكاءنا فى اختيار من يترأس بلدنا الخالد فى هذه الفترة المضطربة والحساسة من تاريخ الشرق الأوسط بكامله. 
يستهين بعض الناس بالانتخابات، متشككًا فى نزاهتها بالأساس، وهو حال يجب أن ينتهى ليبدأ حال غيره، حال خاطئ معتاد، يقتل الطموح ويثبط الهمم، وليس على الناس أن يتشككوا فى نزاهة حدث يهيمن عليه القضاء من الأول إلى الآخر، وتتولى إدارته هيئة وطنية مستقلة مؤلفة من كل الهيئات القضائية «الهيئة الوطنية للانتخابات».
مشهدنا المتخاذل لا يعكس للأشقاء ولا للعالم، ولا الأجيال المتعاقبة عندنا بالطبع، ما يجعلنا فخورين، ولم التخاذل أصلًا وبوسعنا أن نبعد من لا نريد وأن نقرب من نريد؟!
لا أحد يجبر أحدًا فى اللجان على التصويت لمرشح بعينه أو الانحياز إلى اسم بذاته؛ إنما المواطن والورقة والصندوق والستار، والضمير الوطنى اليقظ هو الذى يملى على المصريين ما يمليه، والنتيجة النهائية وحدها تكشف إلى أى شخصية قدموا الولاء بمحض إرادتهم.
عودوا أنفسكم الانتخابات، ثم اجعلوها عادة أولادكم.. هكذا ليكونوا ذوى قرار يسهم فى تحديث الدولة وتطويرها.. لا تتركوهم معتمدين على آراء الآخرين فتجدوا أنفسكم بلا أولاد، والمعنى المفزع بلا مدد، فى حين أنهم فى أحضانكم ومن حولكم يلعبون ويمرحون. 
من قال إنه سيدعم الرئيس الحالى للبلاد، وهو ضمن المرشحين، فهذا حقه الذى يبنيه على أساس استكمال مسيرة عاشها وبحثها ودرسها ورآها الأفضل مقارنة بما يجهله، وبغيرها على وجه العموم، ومن قال غير ذلك فحقه أيضًا أن يجرب واقعًا جديدًا حتى لو لم تكن المرحلة الحرجة تحتمل جديدًا على الإطلاق.. وقد يكون عليه، ولو بينه وبين نفسه، أن يضمن للباقين، بجديده، استقرارًا واستمرارًا عرفوه مع القديم، كذلك قناعاتهم، علما بأن الجديد ليس جديدًا لأننا لم نجربه قط والقديم ليس قديمًا لأننا مررنا به من قبل، بل ليس تغيير الوجوه والأسماء هو المطلوب، ولكن المطلوب على الدوام عمل وأمل وبناء وتنمية وحماية وكفاية وكرامة يضرب بها المثل وشعور حقيقى بامتلاك الوطن يفضى إلى الانتماء الصادق.
نحن فى وقت تجلله الشدائد، وقد قدر الله تعالى لنا أن نكون فى قلبها، والنصيحة التى أقدمها أنا لبنى وطنى هنا أن يفكروا فى معنى الانتخابات قبل مواجهة الصناديق، ومع مواجهتها، وبعد أن يخرجوا وقد كان ما كان.. سيحاسبنا الله جميعًا على هذه الأصوات التى لا ترفع مرشحًا على الباقين وحسب، وإن كان هذا ظاهرها، لكنها تفتح باب الوطن للشمس، أو تغلقه فى وجهها، وهذاك شأن لو تعلمون عظيم.