رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خدعة الأنفاق.. كيف تستغل إسرائيل تلك الحجة لقصف المدنيين في غزة؟

أنفاق حماس
أنفاق حماس

أنفاق حماس.. الحجة التي تسير خلفها الاحتلال من أجل استهداف المدنيين، في معركتها مع قوات المقاومة الفلسطينية حماس، والتي عُرفت إعلاميًا بمعركة «طوفان الأقصى» وذلك منذ 7 أكتوبر الماضي ومازالت مستمرة إلى الأن.

فكل فترة يقوم الاحتلال بجريمة أو مجزرة جديدة ضد المدنيين، ويكون التبرير لها أن هناك أنفاق للمقاومة حماس في تلك المنطقة أو أسفل المستشفى وبجوار المخيمات، ثم يتضح أنها مجرد خدعة لاستهداف مزيد من المدنيين أمام المجتمع الدولي.

أنفاق حماس

واتساقًا مع ذلك، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالأمس إن قواته اكتشفت 800 فتحة مؤدية إلى شبكة الأنفاق والمخابئ المتشعبة التابعة لحركة «حماس» منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر الماضي، مضيفًا أن القوات دمرت أكثر من نصفها.

وأفادت قوات الاحتلال بأنه دمر 500 فتحة نفق، من بين نحو 800 فتحة تم اكتشافها، وذلك باستخدام وسائل مختلفة تشمل «التفجير والإغلاق التام»، وجرى تدمير طرق أنفاق رئيسية بطول أميال عديدة.

وكان البيان تلخيصًا للعمليات التي تقوم بها إسرائيل من أجل القضاء على أنفاق حماس التي تشبه في طولها مترو نيويورك حسبما تصف حماس نفسها، وهي بيانات وروايات متكررة من الاحتلال كل يوم عن تدمير الأنفاق.

في التقرير التالي، ترصد «الدستور» أبرز الوقائع التي اتخذت فيها إسرائيل أنفاق حماس مجرد حجة من أجل الإغارة على المدنيين وإسقاط مزيد من الضحايا.

مستشفى المعمداني

كانت أحد المجازر الإسرائيلية بحجة تدمير أنفاق حماس. البداية حين نشرت وسائل إعلامية محسوبة على الكيان الصهيوني تقارير بعنوان هل تبني حماس الأنفاق أسفل المستشفيات والمدارس؟، والتي قامت بحذفها بعد دقائق من وقوع كارثة المعمداني.

استهدفت عقب ذلك إسرائيل المستشفى التي كانت تعج بالمدنيين إذ استشهد 471 شخصًا وأصيب 342 آخرين، لتبرر إسرائيل بعد ذلك في بياناتها تلك المجرزة بأن هناك شك حول أن أنفاق حماس أسفل المستشفى دون تقديم دليل على تلك الرواية.

مستشفى الشفاء

وفي منتصف نوفمبر الماضي، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء، وقامت بالقصف في محيطه أدى إلى تضرر قسم الولادة بالمستشفى، بدعوى تطهير المستشفى من الأنفاق التي انشأتها حماس وتتخذها قواعد عسكرية.

وخرجت من بعدها الروايات الإسرائلية المتناقضة، منها أن القصف لم يكن بواسطة قذيفة من قوات الاحتلال، بل ناتج عن قذيفة أطلقتها الفصائل الفلسطينية بالخطأ على المستشفى.

لكن صحيفة لنيويورك تايمز خرجت بتقرير حللت فيه الصور والمقاطع للقصف ليتضح أنها ذخائر أطلقتها القوات الإسرائيلية، كما أن أسفل المستشفى لم يظهر به أي أنفاق كما أدعى الاحتلال.

مستشفى القدس

في نفس التوقيت تعرض مستشفى القدس الذي يعج بالمرضى المدنيين لحصار دام أكثر من 10 أيام من قبل قوات الاحتلال، التي أدعت وقتها أن هناك أنفاق تستخدمها حماس أسفل المستشفى كقواعد عسكرية.

وأكد قوتها المتحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري، إنهم مستمرون في استهداف بنية تحتية عسكرية تابعة لحماس في المستشفيات، وبعد 10 أيام من الحصار اضطر الأطباء لإخلاء المستشفى من المرضى والجرحى.

وللأنفاق تاريخ طويل بين حماس وإسرائيل، يعود إلى العام 2013 حين أعلنت الأخيرة اكتشاف ما أسماه «أول نفق هجومي ضد إسرائيل» في قطاع غزة، وكان نفق يبلغ طوله 800 متر في مدينة خان يونس وعلى عمق 20 مترًا، ويمتد 100 متر داخل مناطق الاستيطان الإسرائيلية، وبلغ عرضه وارتفاعه مترين.