رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قيادة وموقف صلب.. الجهود الدبلوماسية المصرية تقود الحل العادل للقضية الفلسطينية

قمة القاهرة للسلام
قمة القاهرة للسلام

تتواصل الجهود الدبلوماسية المصرية من أجل دعم حل القضية الفلسطينية وذلك من خلال إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود 4 يونيو 1967 وعاصمة القدس الشرقية مع رفض أي مخططات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وقد تجدد الموقف المصري منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 ومحاولة إسرائيل تصفية القضية برمتها.

تنسيق مصري أردني لدعم القضية الفلسطينية

وفي إطار التنسيق المصري مع دول المنطقة لدعم القضية الفلسطينية، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس خلال تصريحات صحفية، أن التشاور والتنسيق والتواصل بين البلدين نهج مستمر دائما ومع اندلاع حرب غزة كان التنسيق والتواصل مكثفا منذ اللحظات الأولى.

الصفدي أكد أنه منذ الحرب الإسرائيلية على غزة تبذل مصر والأردن جهودا حثيثة لوقف الهجمات ضد المدنيين في غزة، مع قيادة دور محوري من أجل وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق حدود 1967.

ومنذ اللحظات الأولى وبحسب الصفدي حذرت قيادتي البلدين ممثلة في الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي من التصعيد ودعا الشركاء الدوليين لوقف نزيف الدم وإدانة الجرائم بحق المدنيين، فقائدي البلدين راعيان دائمان وأساسيان للسلام والأمن والاستقرار بالمنطقة وخصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي شددا أيضا على رفضهما المطلق لتهجير الفلسطينيين ومحاولة حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن أو مصر، هذا بجانب التعاون والتنسيق الوثيق بين البلدين لإيصال المساعدات الإنسانية  لغزة عبر معبر رفح.

الصفدي أشاد كذلك بدور مصر المحوري في تحقيق هذه الهدنة الإنسانية في غزة واستمرار التشاور المستمر مع الشركاء من أجل تمديدها والوصول إلى وقف إطلاق النار الدائم.

جهود مصرية قطرية أمريكية للعودة إلى الهدنة

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر2023 دعت مصر مرارا لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لقطاعات كمقدمة لبدء مفاوضات سياسية تفضي إلى حل شامل للقضية الفلسطينية، وقد تكللت هذه الجهود بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة في هدنة إنسانية استمرت أسبوعا كاملا ساهم في تخفيف نذر يسير من معاناة أهل غزة.

ومع انهيار الهدنة ورفض إسرائيل تمديدها يوم الجمعة الماضي ومعاودة قصف القطاع جددت مصر جهودها ومساعيها بالتنسيق مع الدوحة وواشنطن للعودة إلى الهدنة ووقف إطلاق النار.

وبالفعل أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمس، أن واشنطن تواصل العمل من أجل استئناف الهدنة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 اتفاق الهدنة الإنسانية.. الحل الأنسب لحل أزمة المحتجزين

ورغم قصر مدة الهدنة الإنسانية التي نجحت مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة في عقدها إلا أنها أثبتت نجاحها ووضع ترتيبات للثقة بين الطرفين وتبادل الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال مقابل المحتجزين الإسرائيليين وذوي الجنسيات الأجنبية لدى فصائل المقاومة.

وخلال وقف إطلاق النار والالتزام الكبير من قبل جميع الأطراف ساهم في توفير أجواء أمنية وسياسية وإثبات حسن النوايا والسماح للوسطاء بالعمل بحرية ما أنجح صفقة المحتجزين والأسرى.

لكن مع العودة للحرب تعثرت مفاوضات إتمام باقي تبادل المحتجزين بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وسط دعوات دولية وضغوط واضحة من أجل وقف القتال والعودة للهدنة لتسهيل تبادل المحتجزين باعتبار ذلك أحد أهم الأولويات في الوقت الحالي، خاصة بعد فشل إسرائيل طوال 50 يوما من القصف في استرجاع محتجز واحد.

معبر رفح.. شريان الحياة لغزة

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي كان معبر رفح البري هو شريان الأمل والحياة الوحيد للقطاع، فمن خلاله تم إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان القطاع بعد ضغوط مصرية قوية وناجحة.

وبجانب إدخال المساعدات كان معبر رفح شريان الحياة لإخراج المصابين في القطاع لتلقي العلاج سواء في مستشفيات مصر أو نقل بعضهم إلى بعض الدول التي تطوعت وعرضت استقبال الجرحى لديها من أجل تقديم العلاج اللازم لهم.

أيضا كان معبر رفح المنفذ الوحيد لخروج الأجانب وذوي الجنسيات المزدوجة من قطاع غزة بعد رفض الاحتلال الإسرائيلي فتح أي منفذ آخر سواء بحري أو بري أو حتى جوي من أجل إجلاء الرعايا الأجانب أو إدخال أي مساعدات للقطاع.

ورغم أعمال القصف المستمرة من الجانب الإسرئيلي على معبر رفح من الجانب الفلسطيني والتعنت في إدخال المساعدات ما زال المعبر من ناحية مصر مفتوحا وعلى أتم استعداد لإدخال أي مساعدات للقطاع أو خروج الأجانب وعلاج المصابين.

 اعتراف دولي بدور مصر

وفي ظل جهود مصر الدبلوماسية والإغاثية التي لا ينكرها إلا جاحد لاقت ترحيبا وإشادة دولية من قبل جميع الأطراف، والاعتراف بدورها القوي والحيوي ليس فقط في مواجهة تبعات الأزمة الإنسانية في قطاع غزة من خلال إدخال المساعدات أو علاج المصابين والتوسط في صفقة المحتجزين  ولكن من خلال دورها السياسي والدبلوماسي في التأكيد على ضرورة الحل الشامل والكامل للقضية الفلسطينية.

ولاقت دعوة الرئيس السيسي لـ"قمة القاهرة للسلام" حضورا وصدى دوليا واضحا وإشادة بدور القاهرة نحو الدفع بحل شامل يفضي للاستقرار ومنع الصراعات أو امتداد الحرب لدول الإقليم، هذا بجانب الدعوات والمبادرات الأخرى التي لاقت دعما وإشادة دولية بها باعتبارها أحد أهم السبل نحو إنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط برمته وليس فقط حل القضية الفلسطينية.