رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تتحرك قيادة حماس فى غزة رغم استمرار العدوان الإسرائيلى؟

مقاتلي حماس
مقاتلي حماس

أكد تقرير بريطاني أنه على الرغم من انهيار الإدارة المدنية في جميع أنحاء قطاع غزة، وسيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي وفق ادعائه على شمال القطاع الذي يوجد به معظم المكاتب الحكومية، إلا أن حركة حماس الفلسطينية لا تزال المسئولة عن القطاع الذي حكمته طيلة 16 عامًا.

وأشارت صحيفة "الجارديان" في تقرير لها، اليوم السبت، إلى أن الهجوم الإسرائيلي تسبب في استشهاد 15 ألف مدني، 40% منهم أطفال، خلال الأسابيع الخمسة الأولى من العدوان، ونزح ما لا يقل عن 1.5 مليون آخرون، ودمرت مساحات واسعة من المناطق الحضرية وتم تحويلها إلى أنقاض.

ولفتت الصحيفة إلى أن حماس تمكنت من تحديد مكان عشرات المحتجزين الإسرائيليين وجمعهم وإعادتهم إلى إسرائيل، على الرغم من احتجاز بعضهم لدى فصائل مستقلة أصغر. كما تمكنت أيضًا من إدارة تسليم المحتجزين إعلاميًا بشكل فعال، وحققت بذلك انقلابًا دعائيًا كبيرًا.

 

من المسئول عن حماس؟

في هذا الإطار، تطرقت الصحيفة في تقريرها إلى تساؤل "من يدير حماس؟"، قبل أن تجيب أنه من الناحية النظرية، تتم إدارة الحركة الفلسطينية من قبل مجلس قيادة أو "شورى" يتكون من المجالس الإقليمية التي ينتخبها أعضاء حماس في غزة والضفة الغربية والسجناء في السجون الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الحركة تمزقها الخلافات بين الفصائل والاشتباكات الشخصية.

وأوضحت هناك انقسام واحد يفصل الجناح العسكري عن الأجنحة السياسية، وهناك صراع آخر يضع القادة في غزة، الذين عاشوا لعقود من الزمن في مرمى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أو أمضوا سنوات في السجون الإسرائيلية، في مواجهة شخصيات بارزة في الخارج في قطر وتركيا ولبنان أو أي مكان آخر يعيشون في راحة وأمان نسبيين.

ولفتت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان السنوار قد أطلع القيادة السياسية في قطر ولبنان على الهجمات المخطط لها في 7 أكتوبر، ولكن يعتقد الخبراء أن هذا غير مرجح - مما يزيد من الاستياء.

ويقول الخبراء، إن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، الواقعي نسبيًا، يحاول التوسط بين الفصائل، ولكن دون نجاح يذكر.

ونقلت عن أديب زيادة، المتخصص في الشئون الفلسطينية بجامعة قطر، إن هنية لديه أيضًا وظيفته الخاصة للقيام بها، وهى قيادة المعركة السياسية لصالح حماس مع الحكومات العربية.

وقال زيادة: إن هنية هو "الجبهة السياسية والدبلوماسية لحماس"؛ حيث إنه في الأسابيع الأخيرة، تنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة، هربًا من القيود المفروضة على السفر في قطاع غزة المحاصر، ومكنه من العمل كمفاوض في اتفاق وقف إطلاق النار السابق أو التحدث مع إيران، الحليف الرئيسي لحماس.

لكن الجواب النهائي بنعم أو لا يأتي من السنوار؛ حيث عندما قرر الأخير خلال المحادثات الأخيرة قطع الاتصالات، توقفت المفاوضات. 

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي اطلع على المفاوضات: "لقد سلط هذا الضوء بشكل فعال على من يتخذ القرارات".

 

ماذا يحدث في الضفة الغربية المحتلة؟

كانت حماس تتمتع بالفعل بشعبية كبيرة في الضفة الغربية، وأشار استطلاع للرأي أجري في سبتمبر إلى أن هنية، الذي غادر غزة في عام 2016، سيفوز في الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكنه سيخسر أمام مرشح أقوى.

وأثارت أعمال العنف في غزة التوترات في الضفة الغربية، حيث قُتل ما يقرب من 240 فلسطينيًا على يد جنود أو مستوطنين إسرائيليين منذ 7 أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، وقد منح إطلاق سراح العديد من الأسرى من السجون الإسرائيلية حماس دفعة كبيرة.