رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا توما حليم: في فترة الصوم نصلي من أجل السلام

الانبا توما حليم
الانبا توما حليم

تستعد الكنيسة الكاثوليكية بمصر لبدء صوم الميلاد المجيد، يوم 9 ديسمبر المقبل لمدة 15 يوما تنتهي ليلة عيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر وفقا للتقويم الغربي.

ويترأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، قداس عيد الميلاد وفقًا للتقويم الغربي في 24 ديسمبر 2023.

◄نصلي من أجل السلام في العالم

ومن جانبه قال الأنبا توما حليم حبيب مطران كرسي سوهاج للأقباط الكاثوليك، أنه في فترة الصوم نصلي من أجل أن يعم السلام في العالم وخاصة في الأراضي المقدسة ونقدم هذا الصوم من أجل هذه النية الغالية. 
 

في الصوم زمن الجوع والعطش إلى البر

وتابع: أن الصوم هو زمن الجوع والعطش إلى البر، أن فترة الصيام هو توقف لحياة الإنسان لمراجعة ذاته ففيها “نجدد علاقاتنا مع الله والذات بالصلاة والتوبة الداخلية، ونرمم علاقات الأخوة مع من نحن في حالة نزاع معهم بالغفران والمصالحة”.
   

وتابع في تصريحات خاصة لـ«الدستور»،  أن زمن الصوم هو زمن الجوع والعطش إلى البر، وزمن الشبع من حضور الله ونعمه. نستوحي هذا الموضوع، من التطويبة الرابعة في إنجيل التطويبات، المعروف بدستور الحياة المسيحية: “طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم سيشبعون” (متى 5 / 6 )، إذ  تنطوي هذه التطويبة على أبعاد حياة الإنسان الروحية والمعنوية والمادية. فيجوع ويعطش للخبز والماء، للعزاء والتشجيع، للصحة والشفاء، للعدالة والإنصاف، للخروج من حالة الفقر والعوز، للسلام والترقي، للحقيقة والحرية، للمحبة والرحمة؛ كما يجوع ويعطش للعلم والتربية وتحقيق الذات في وطنه، وفقا لمواهبه وأحلامه وتطلعاته؛ ويجوع ويعطش لإرضاء الله بحياة بارة في الشركة الروحية معه، والأمانة لحالته ودعوته ومسؤولياته، ولرؤية وجه الله الآب، في ختام رحلته على وجه الأرض، والتنعم بمجد السماء من جودة الله ورحمته.
 

مؤكدًا: أن الصوم بدون صلاة يكون مجرد عمل جسداني، الكنيسة تعلمنا باستمرار ارتباط الصلاة بالصوم  فالصلاة مكون ثان لزمن الصوم، يعود فيه كل مؤمن ومؤمنة إلى الله بروح التوبة الداخلية، من أجل تصحيح العلاقة معه، ومع الذات والناس فالصلاة، بالنسبة إلى القديسة تريز الطفل يسوع، هي “ارتفاع القلب بنظرة نحو السماء، وهي صرخة امتنان وحب لله في المحنة كما في الفرح”.
   

وتابع: انه في زمن الصوم، وهو “الزمن المقبول وزمن النعم” (2 كور6: 2)، تظهر الكنيسة بمثابة اليد التي تمسك بهذا الباب، لكي يظل مفتوحا، بواسطة إعلان كلام الله، والاحتفال بالأسرار وتوزيع نعمها، والشهادة للإيمان التي تكتسب فعاليتها من أعمال المحبة (غلا 5: 6 ). ولكن بالمقابل، العالم يسعى إلى الانغلاق على نفسه، وإغلاق ذاك الباب الذي من خلاله يدخل الله إلى العالم، ويريد أن يدخل العالم إليه، فيحيا؛ بل يحاول العالم أن يصد يد الكنيسة، أو يجرحها أو يسحقها. لكنها تظل في حالة “جوع وعطش إلى البر” (متى 5: 6) أي إلى الخير وخلاص العالم.