رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقبرة الصحفيين.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أصحاب الكلمة

استهداف صحفيين غزة
استهداف صحفيين غزة

يتفاخر الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بالجرائم التي يرتكبها في غزة بحق المدنيين والصحفيين، وعلى مدار أكثر من 50 يومًا ارتكبت إسرائيل فظائع دون أدنى التفات للقانون الدولي ومضامينه، ودون أدنى التزام أخلاقي أو إنساني.

يشن الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في كل من بيت حانون، وبيت لاهيا، وغزة، ودير البلح، وخانيونس، ورفح، وفي جميع المدن، والقرى، والمخيمات، والبلدات.

ويصوب قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف الطائرات وقذائف الدبابات في وجه الصحفيين المدنيين عمدًا، مخالفًا بذلك ما ينصل عليه القانون الدولي الإنساني وجميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

ومنذ أيام أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين استشهاد 66 من الصحفيين والعاملين في قطاع الإعلام، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي بدأ في 7 أكتوبر الماضي وحتى سريان الهدنة صباح الجمعة الماضي.

وأوضحت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن هناك صحفيين مفقودان هما نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، فيما يوجد 31 صحفيا أسيرًا اعتقلهم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وبينت أن من ضمن حصيلة الشهداء 6 صحفيات خلال العدوان وهن سلمى مخيمر، سلام ميمة، إيمان العقيلي، آلاء الحسنات، آيات خضورة، دعاء شرف.

ويستهدف الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين والعاملين في مجال الصحافة والإعلام بفلسطين تحديدًا لعدم كشف جرائمه وفضائحه التي يرتكبها في حق المدنيين في غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر- ضاربًا عرض الحائط القانون الدولي الإنساني-.

 خرق القانون الدولي الإنساني

إذ ينص القانون الدولي الإنساني على أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في النزاعات المسلحة يجب احترامهم وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد. ويؤمن القانون الدولي الإنساني للصحفيين المدنيين الحماية نفسها المكفولة للمدنيين طالما أنهم لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية.

وعليه طالبت النقابة كافة المؤسسات الدولية والعربية والفلسطينية العاملة في القطاع النسوي والحقوقي بمتابعة وملاحقة منظومة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الصحفيين والصحفيات اللواتي يتعرضن للاستهداف بالقتل والاعتقال والملاحقة والضرب والاعتداء على خلفية عملهن الصحفي.

ومن بين هؤلاء الصحفيين الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، إبراهيم محمد لافي، 21 عام، مصور في شركة عين ميديا.

واستشهد في يوم اندلاع الحرب على غزة في 7/10/2023، عند معبر إيرز/ بيت حانون، وذلك خلال تغطيته الصحفية في معبر إيرز/بيت حانون شمال قطاع غزة.

إبراهيم محمد لافي

وفي نفس اليوم الموافق 7/10/2023، استشهد الصحفي محمد سامي جرغون، 28 عام، مراسل وكالة "سمارت ميديا".

واستشهد محمد سامي في شرق مدينة رفح برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تغطية الأحداث شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

 محمد سامي جرغون

قتل عمد

استهدف الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين في جميع أنحاء فلسطين، فلم يكن استشهاد الصحفيين جاء نتيجة خطأ ارتكبه الاحتلال أثناء الحرب وإنما كان استهدافًا مقصودًا، ففي شرق البريج، استشهد الصحفي محمد تهامي الصالحي، 29 عام، مصور وكالة السلطة الرابعة.

واستشهد الصحفي محمد تهامي برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق البريج، وسط قطاع غزة خلال تغطيته الأحداث على الشريط الحدودي.

محمد تهامي الصالحي

يشير مقررو مجلس حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية بأن اسرائيل تنتهج نهج العقوبات الجماعية تجاه الفلسطينيين وهذا ما يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان، كما ويتم التأكيد على ضرورة المساءلة لإسرائيل لأن الإفلات من العقاب سيجعلها تتغطرس أكثر فأكثر.

 

استهداف الصحفيات 

لم يستشهد الصحفيين فقط في جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي وإنما استهدف الاحتلال الصحفيات سواء بالقتل عمدًا أو الأسر.

ففي يوم 13/10/2023 أي بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب، استشهدت سلام خليل ميمة، 40 عامًا، في استهداف مخيم جباليا.

واستشهدت سلام المصورة الصحفية التي تعمل بشكل حر، في مخيم جباليا، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمنزلها في مخيم جباليا.

سلام مع أسرتها

استهداف منظمات الإغاثة

حتى صحفيي المنظمات الإغاثية استهدفهم العدوان الإسرائيلي، ففي يوم 16/10/2023، استشهد عبد الهادي حبيب، صاحب الـ 37 عامًا، والذي يعمل في تلفزيون "الأونروا" التعليمي في غزة حي الزيتون.

واستشهد عبد الهادي حبيب نتيجة قصف إسرائيلي لشقته السكنية في حي الزيتون بمدينة غزة.

اتفاقية جنيف

 

المادة 79 من البروتوكول الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف لعام 1949 تنص على ما يلي:

يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين .

يجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات وهذا اللحق " البروتوكول " شريطة ألا يقوم بأي عمل يسيء إلى وضعهم كأشخاص مدنيين.

قصف مسشتفى الشفاء

وخلال قصف محيط مستشفى الشفاء، استشهد أحمد أمين فطيمه، 29 عامًا، الذي كان يعمل مراسلًا لقناة القاهرة الإخبارية.

واستشهد مراسل قناة القاهرة الإخبارية في الموافق 13/11/2023 في غزة، برصاص قوات الإحتلال الإسرائيلي في محيط مستشفي الشفاء.

 أحمد أمين فطيمه

القناصة

استخدم العدوان الإسرائيلي القناصة لاستهداف الصحفيين، إذ استشهد عاصم عدلي البرش، 34 عامًا، يعمل لدى إذاعة الرأي الفلسطينية برصاص قناصة.

ففي منطقة الصفطاوي شمال قطاع استشهد عاصم برصاص قنــاصة جــيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الصفطاوي شمال قطاع غزة في الموافق 2023.

عاصم عدلي البرش

قصف طائرات

وبقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي وقع محمد رزق صبح، 36 عام، مصور وكالة "خبر" شهيدًا في اليوم الموافق 10/10/2023، أثناء تغطية أحداث الحرب في برج حجي في شارع المؤسسات غرب مدينة غزة .

وفي يوم 13/10/2023 شن الاحتلال الإسرائيلي قصفًا عنيفًا على شمال قطاع غزة، وراح ضحيته الصحفي حسام محمود مبارك، 41 عام، مذيع في قناة الاقصى.

قرار مجلس الأمن

منذ النكبة عام 1948م اتخذ مجلس الأمن الدولي سلسلة من القرارات المتعلقة بالشأن الفلسطيني، باعتباره المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين، كان آخرها القرار رقم 2712 في 15 نوفمبر 2023؛ إذ تبنى المجلس بأغلبية ساحقة، قرارا يطالب إقـامـة هدن وممرات إنسـانيـة عـاجلـة لفترات ممـددة في جميع أنحـاء قطـاع غزة لعدد كاف من الأيام.

إلا أن هذه القرارات، وبالرغم من تحيز عدد منها لدولة الاحتلال، ظل معظمها حبرًا على ورق؛ بسبب عدم التزام إسرائيل بها؛ بل واستمراها في سياساتها العدوانية وإجراءاتها الأحادية بحق الشعب الفلسطيني، دون أن يحرك المجتمع الدولي أي ساكن لمعاقبتها على تمردها على الشرعية الدولية  كما جرت العادة مع غيرها من الدول.